تشن قوات الأمن السورية عملية لتوقيف عدد من المطلوبين في صفوف متشددين فرنسيين يقيمون في مخيم في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا، حسب ما أفاد متشدد فرنسي والمرصد السوري لحقوق الانسان ووكالة فرانس برس، الأربعاء.
وقال ابن المتشدد الفرنسي السنغالي عمر أومسين جبريل المهاجر،الذي يقود “فرقة الغرباء” في بلدة حارم، لفرانس برس عبر تطبيق واتساب، “بدأت الاشتباكات بعد منتصف الليل وما زالت مستمرة”، موضحا الاشتباكات مرتبطة “برغبة فرنسا تسلم فرنسيين اثنين من المجموعة”.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بوقوع “عملية أمنية موسعة استهدفت مخيم الفرنسيين في حارم، بعد تطويقه، بهدف تسليم عناصر فرنسيين مطلوبين من حكومتهم”، مشيرا الى اشتباكات اندلعت إثر ذلك بين الطرفين.
ومن جهتها، نشرت “فرقة الغرباء”، بيانا نفت فيه الاتهامات الموجّهة إليها، مؤكدة أن العملية الأمنية الجارية ضد مخيمها في حارم “تهدف لتشويه صورتها” بدفعٍ من الحكومة الفرنسية.
وقالت المجموعة إن عناصرها رصدوا محاولة اختراق من قبل صحفيين “مزيفين” يعملون لصالح قناة فرنسية، واعتبرت أن ما يجري حملة منظمة ضدها، مضيفة أنها “لن تسمح بدخول أي قوة إلى المخيم”.
من هو عمر أومسين ؟
جاءت العملية الأمنية — بحسب مصادر خاصة — على خلفية اتهامات لأومسين (45 عاماً) بخطف طفلة فرنسية من المخيم، في ظل تهديدات أمنية متصاعدة. واتهم أومسين والدة الطفلة بأنها “شيعية كافرة”، قبل أن يكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مفاوضات مالية معها، وهو ما اعتُبر دليلاً على ابتزاز، فيما أصدر أومسين بياناً هاجم فيه الدولة السورية واتهمها بـ”العمالة”، ملوّحاً بالتصعيد العسكري.
مصدر خاص أكد أيضاً أن تسجيلاً منفصلاً وثّق إصدار أومسين حكماً بجلد امرأة 40 جلدة أمام زوجها، بذريعة مساعدتها أطفالاً على الخروج من المخيم، بما يعزّز اتهامات بفرضه نموذج “دولة داخل الدولة”.
قاتل ضمن “هيئة تحرير الشام” ثم أعلن استقلال كتيبته، وشارك في معارك ضد قوات النظام شمال اللاذقية، قبل تداول أنباء عن التحاقه بتنظيم “حرّاس الدين” الذي فككته “الهيئة” لاحقاً. وفي أيلول 2020 اعتُقل لأكثر من 17 شهراً في سجون الهيئة قبل إطلاق سراحه، وفق التلفزيون السوري.
يدير أومسين حالياً “مخيم الفرنسيين” الذي يضم نحو 100 شخص، بقبضة حديدية، مع فرض تعليم ديني صارم، خصوصاً للفتيات.
خطر تصعيد مفتوح
وكتيبة “الغرباء” أصدرت بياناً قالت فيه: “منذ 2013 نقاتل في سبيل الله، والآن قوات الأمن تهاجمنا… سندافع عن أنفسنا”.
في المقابل، نفت إدارة الأمن الداخلي وجود “حملة عامة ضد المهاجرين”، مؤكدة أن أكثر من 150 عائلة فرنسية تعيش في إدلب “بأمان ومن دون مضايقات”. فيما نقلت وكالة “فرانس برس” عن جبريل، نجل أومسين، أن الاشتباكات مرتبطة بـ”رغبة فرنسا في تسلّم شخصين من المجموعة”، مؤكداً استمرار القتال منذ منتصف الليل.
وظهر جبريل في مقطع مصوّر — يقول إنه لاعب في نادي أميّة لكرة القدم بإدلب — متحدثاً عن تطويق المخيم من قبل الأمن الداخلي، وسط تصاعد التهديدات المتبادلة وخشية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.
