ابتكر باحثون أستراليون ذكاء اصطناعيا يستند على التصوير الحراري يمكنه الكشف عن الجروح المزمنة التي يصعب شفاؤها، ومنح الجهات التمريضية القدرة على تحديد طبيعتها خلال التقييم الأول في منزل المريض.

ويعتمد أحدث ابتكار للباحثين في جامعة RMIT الأسترالية ومعهد “بولتون كلارك” للأبحاث على مشروعهم الذي عملوا عليه لمدة عام، والذي مكّنهم من تحديد تقرحات الساق المزمنة بحلول الأسبوع الثاني بعد التقييم الأساسي.

ويقول الفريق، إن أحدث نتائجهم المنشورة تسمح بتحديد هذه الجروح قبل أسبوع وتمثل قفزة كبيرة إلى الأمام، وفق ما أورده موقع sciencedaily العلمي.

وقال كبير الباحثين البروفيسور دينيش كومار، إن أحدث دراساتهم السريرية، التي نُشرت في دورية Nature Journal Scientific Reports ، تقدم نظامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بكيفية شفاء قرح الساق بناءً على الصور الحرارية من التقييم الأول.

وأضاف كومار، وهو من كلية الهندسة بالجامعة الملكية: “إن عملنا الجديد الذي يحدد جروح الساق المزمنة خلال الزيارة الأولى هو أول إنجاز في العالم، وهذا يعني أن العلاج المتخصص لقرحة الساق بطيئة الشفاء يمكن أن يبدأ قبل أربعة أسابيع من المعيار الذهبي الحالي”.

البروفيسور دينيش كومار

بدوره، قال الباحث المشارك الدكتور كوك كونغ نغو : “في حين تم النظر سابقًا في التصوير الحراري للكشف عن الجروح المزمنة، فقد مكنت طرق الفريق من الاكتشاف في وقت أبكر بكثير من الأساليب الأخرى التي تم البحث عنها”.

وأضاف: “ابتكاراتنا ليست حساسة للتغيرات في درجة الحرارة المحيطة والضوء، لذلك فهي فعالة للممرضات أثناء زياراتهن المنتظمة إلى منازل الناس، كما أنها فعالة في البيئات الاستوائية وليس فقط هنا في ملبورن”.

وتوفر الطريقة الجديدة معلومات عن التوزيع المكاني للحرارة في الجرح وتتنبأ بدقة تصل إلى 78٪ ما إذا كانت تقرحات الساق ستلتئم في غضون 12 أسبوعًا دون علاج متخصص.

وتتغير الجروح بشكل كبير خلال مسار الشفاء – وتشير درجات الحرارة العالية إلى وجود التهاب أو عدوى محتملة، بينما تشير درجات الحرارة المنخفضة إلى معدل شفاء أبطأ بسبب نقص الأكسجين في المنطقة.

واعتمد البحث على الصور الحرارية التي تم جمعها من 56 مريضا يعانون من قرحة الساق الوريدية، وهي نوع من القرحة المرتبطة بضعف وظيفة الوريد.

ويتطلب النهج المعياري الحالي أخذ آثار لحجم الجرح بعد 4 أسابيع، بما في ذلك التلامس الجسدي مع الجرح، مما يؤخر تحديد الجروح بطيئة الشفاء.

وقالت زميلة أبحاث كبير بمعهد بولتون كلارك للأبحاث الدكتور راجنا أوغرين ، إن “طريقة عدم الاتصال تقلل من مخاطر العدوى عن طريق تقليل الاتصال الجسدي”. وأضافت: “يتم توفير الرعاية السريرية في العديد من المواقع المختلفة، بما في ذلك العيادات المتخصصة والعيادات العامة وفي منازل الناس”.

وتابعت “توفر هذه الطريقة آلية سريعة وموضوعية وغير جراحية لتحديد إمكانية التئام جروح الساق المزمنة التي يمكن أن يستخدمها مقدمو الرعاية الصحية، بغض النظر عن المكان”، بحسب الخبيرة.

وشددت على أن “هذا يعني أن العلاجات المتخصصة، بما في ذلك تقنيات وعلاجات تنظيف الجروح المتقدمة، يمكن تنفيذها على الفور لجروح الساق التي بها مشاكل، حتى 4 أسابيع قبل المعيار الحالي”.

وبالعودة إلى الدكتور كومار، فقد قال: “الآن بعد أن تم عرض الطريقة بنجاح في التجارب الخاضعة للرقابة مع الأطباء الشركاء، فإن الخطوة التالية هي تكييفها لممرضة أو طبيب مشغول للحصول على قدرة التصوير الحراري والتقييم السريع على هواتفهم المحمولة”.

وسيقوم الفريق أيضًا بتقييم ما إذا كانت طريقتهم يمكن أن تتنبأ بشفاء قرحة القدم المرتبطة بمرض السكري، علماً أن الجروح المزمنة غير المعالجة لدى مرضى السكري هي السبب الرئيسي لبتر الأطراف في الدول الغربية.

للمزيد

دراسة حديثة تكشف صلات قوية بين السكري وأمراض القلب

اختبار صوتي بسيط يكشف الاصابة بمرض السكري