رحب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإعلان المحكمة الجنائية الدولية اعتقال وتسليم رئيس الفلبين السابق رودريغو دوتيرتي المتهم بمسؤوليته عن سلسلة من أعمال القتال التي تصل إلى الجرائم ضد الإنسانية أثناء حملات مكافحة المخدرات بين عامي 2011 و2019.
وقال المفوض السامي فولكر تورك: “هذه خطوة مهمة للغاية باتجاه تحقيق المساءلة للآلاف من ضحايا القتل وغيره من الانتهاكات، فضلا عن أسرهم الذين سعوا بشجاعة لتحقيق العدالة”.
وأضاف، في بيان صحفي، أن الاتهامات الخطيرة للغاية الموجهة ضده، ستُعالج الآن بشكل عادل ومستقل بما يتوافق مع القانون.
وأشاد تورك بحكومة الفلبين لتعاونها في تطبيق أمر الاعتقال الصادر بحق دوتيرتي. وشدد على أهمية حماية الضحايا والشهود في الفلبين، فيما تتواصل إجراءات المحكمة، ومنع أي شكل من الانتقام والثأر ضدهم.
وقال مفوض حقوق الإنسان إن ما سُمي بالحرب على المخدرات تحت قيادة دوتيرتي، كانت دائما مثار قلق لمكتبه. ورحب بالتغييرات الإيجابية في السياسات المتعلقة بالمخدرات التي تتبعها الحكومة الحالية.
وكان تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2020، قد وجد ادعاءات موثوقة عن ارتكاب أعمال قتل خارج نطاق القضاء بشكل واسع ومنهجي في سياق حملة مكافحة المخدرات مع وجود إفلات شبه تام من العقاب على مثل تلك الانتهاكات.
وكان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد رحب باعتقال ونقل المشتبه فيه رودريغو دوتيرتي في الحادي عشر من الشهر الحالي من قبل السلطات الفلبينية، في سياق تحقيقات المكتب بشأن الفلبين.
ويدعي المكتب أن دوتيرتي مسؤول جنائيا عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الفترة بين 1 نوفمبر 2011 و16 مارس 2019.
تفاصيل المحاكمة
وصلت طائرة تقل الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي إلى هولندا، حيث سيواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، بسبب حملته الدموية ضد المخدرات.
أُلقي القبض على دوتيرتي (79 عامًا) في مطار مانيلا، يوم أمس الثلاثاء وفق ما نقلته وسائل إعلام عالمية بينها بي بي سي، وتم ترحيله على متن طائرة مستأجرة عبر دبي إلى لاهاي، حيث مقر المحكمة.
وبذلك، قد يصبح دوتيرتي أول رئيس آسيوي سابق يخضع لمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
قاد دوتيرتي الفلبين بين عامي 2016 و2022، وأطلق حملة أمنية ضد المخدرات أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص دون محاكمة. وفي أثناء توقف الطائرة في دبي، خضع دوتيرتي لفحوص طبية، قبل أن تصل الرحلة إلى روتردام، حيث أكدت المحكمة الجنائية الدولية وجوده على متنها.
وأكدت المحكمة أنها ستتولى احتجازه وتحدد موعدًا لجلسة استماع أولية.