خاص – صحيفة العراق
اعتقلت شرطة الاحتلال الصهيوني طفلة مقدسية بحجة وجود شعارات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية على كتبها المدرسية، ووضعها ورقة على مركبة الشرطة تحمل عبارات «تحريضية»، حسب ما جاء في بيان لشرطة الاحتلال.
والطفلة المقدسية المعتقلة تسكن في حي الثوري في سلوان جنوب المسجد الأقصى، تبلغ من العمر 12 عامًا، وهي طالبة في الصف السابع. واعتقلتها شرطة الاحتلال، الخميس الماضي، أثناء عودتها من مدرستها إلى منزلها، وما زالت معتقلة حتى اللحظة.
وقالت شرطة الاحتلال، في بيان، إنها اعتقلت الطفلة مؤخرا بعد توقيفها في البلدة القديمة، وخلال تفتيش حقيبتها عثر على كتب عليها «شعارات مؤيدة لتنظيم حماس».
وقالت إن الطفلة قامت بوضع ورقة على مركبة تابعة للشرطة عليها «سننتصر أو نموت»، و»النصر من الله والتحرير قريب».
يذكر أن الاحتلال اعتقل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مئات المقدسيين بتهمة «التحريض ودعم المقاومة لفظيًا أو كتابيًا»، بينهم شاب اعتقل بسبب إنشاده بصوت عالٍ في البلدة القديمة، والعديد من المقدسيين بسبب امتلاكهم قلادات عليها رموز وطنية أو صور شهداء.
وقالت شرطة الاحتلال أخيرًا، في بيان، إنها ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، قدمت حوالي 1000 طلب لفتح تحقيق ضد فلسطينيين بزعم «التحريض»، وصادقت النيابة العامة الإسرائيلية على 500 طلب منها.
وقدمت النيابة الاسرائيلية 160 لائحة اتهام بادعاء «التحريض»، بينما فتحت الشرطة 120 ملفا آخر «بشبهة التحريض».
اقتحام المصلى المرواني
وفي سياق مواز، اقتحمت قوات الاحتلال، المصلى المرواني في المسجد الأقصى، وقامت بمصادرة مكبرات صوتية.
وقال مرابطون إن عناصر من الشرطة الاحتلال اقتحموا المصلى وقاموا بإزالة مكبرات صوتية «سماعتين» وصادروها.
وفي السياق، اقتحم 168 متطرفا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس حيث أدوا صلواتهم خلال اقتحام الأقصى.
وفي الأثناء، وزعت طواقم بلدية الاحتلال، قرارات هدم واستدعاءات لمراجعة البلدية في بلدة سلوان.
واقتحمت طواقم البلدية وعناصر الشرطة الإسرائيلية عدة أحياء في بلدة سلوان، وقاموا بتعليق «قرارات هدم واستدعاءات لمراجعة البلدية وأوامر وقف بناء» على عدد من المنازل في البلدة.
ولم يتوقف الهدم خلال شهر رمضان، ولا قرارات الهدم والإخطارات كذلك، فمنذ بداية الشهر نفذت عمليات هدم في العيسوية وبيت حنينا وسلوان وصور باهر.
وفي تقرير لمنظمة «عير عميم» قالت فيه» في الأسبوع الأول من شهر رمضان، ولأول مرة، قامت السلطات الإسرائيلية بهدم منازل في القدس الشرقية».
وأضافت: «في رمضان امتنعت إسرائيل سابقًا عن تنفيذ عمليات هدم خلاله بسبب حساسيته الدينية».
وأكدت المنظمة أن هذه سابقة خطيرة تعمّق معاناة سكان القدس الشرقية، الذين يُجبرون على البناء دون تصاريح بسبب سياسة التخطيط التمييزية الإسرائيلية.
ووفقًا لبيانات منظمة «عير عميم»، فقد شهد عام 2024 زيادة بنسبة 14% في عمليات هدم المنازل في القدس الشرقية مقارنة بعام 2023.
ومنذ بداية عام 2025، تم بالفعل هدم 46 مبنى – والمؤشرات تشير إلى تصاعد هذه الظاهرة.
وقال رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر، إن الاحتلال يستهدف المدينة المقدسة بشكل أساسي، وهي الهدف الأكبر له على مستوى التهويد والتهجير والاستيطان والهيمنة على المقدسات.
وأضاف في تصريحات صحافية أن الاحتلال يستهدف القدس بعمليات هدم منظمة وممنهجة ومرصودة بميزانيات كبيرة.
ولفت النظر إلى أن الاحتلال انتقل من الهدم الفردي للمنازل الى مستوى هدم أحياء بكاملها كحي البستان ورأس العمود وغيرها لإعادة رسم وتشكيل هوية الجزء الشرقي من المدينة المقدسة، وقطع الطريق لأي إمكانية أن تكون القدس عاصمة لأي كيان فلسطيني مستقبلا.
وأفاد أن قرارات الهدم يتم تنفيذها بصرامة كبيرة بغية تهجير أكبر قدر ممكن من المقدسيين، الا أن المقدسيين يدركون ذلك وباتوا يسكنون على أنقاض منازلهم.
حملة لتجار المدينة
وفي اتجاه مواز، وفي سابقة هي الأولى منذ أعوام طويلة، قرر تجار مدينة القدس في شارع صلاح الدين والزهراء وما يحيطهم من شوارع فرعية في البلدة القديمة فتح أبواب محلاتهم ابتداءً من مساء الأحد من بعد صلاة العشاء، وذلك حتى نهاية شهر رمضان.
ويُعدّ قرار التجار تبنّيًا لحملة إحياء وإنعاش شوارع القدس، حيث وجهت دعوات إلى عشرات التجار لفتح أبواب محلاتهم، مؤكدين على ضرورة عدم اقتصار الحركة التجارية على أيام الوقفات. ويقع شارع صلاح الدين في الجزء الشرقي من مدينة القدس، حيث يمتد قرابة 760 مترًا ابتداءً من التقائه مع شارع السلطان سليمان المحاذي للأسوار الشماليّة للبلدة القديمة عند باب الساهرة وينتهي بالتقائه مع طريق نابلس عند قبور السلاطين والمستعمرة الأمريكيّة، كما يتقاطع مع شارع الزهراء.
وسُمِّي نسبةً إلى صلاح الدين الأيوبي الذي فتح القدس بعد معركة حطين، حيث يُعد الشارع من الطرق التجاريّة الحيويّة والواصلة للبلدة القديمة بالطرق الرئيسية في القدس.
كما تفرض إسرائيل العديد من الإجراءات التي تؤثر سلبًا عليه منذ عام 1967، حيث تُفرض الضرائب العالية على تجّاره الفلسطينيين ويُمنع تجديد البناء فيه.