يظهر إن شهر رمضان المبارك جاء هذه السنة وسياسي العراق على موعد لأغتنام هذه الفرصة للبدء في سباقهم للتمهيد للانتخابات المقبلة ولاحت في الافق اصطفافات حزبية جديدة وإنتقالات لبعض السياسيين من هذا الحزب الى ذلك سعيا للفوز بمقعد في البرلمان الجديد واللافت للنظر أيضا هوما تناقلته الاخبار من عودة شبه أكيدة للتيار الصدري الذي أنسحب من البرلمان الحالي محتجا على السياسة العامة للحكومة والعملية السياسية وهو يمتلك ٧٣ مقعدا برلمانيا تاركا لبقية الاحزاب ملء الفراغ من الاعضاء الحاصلين على أقل عدد من الاصوات .!!
المهم في هذه المرحلة هي عودة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق الى العراق والذي كانت قد لاحقته العديد من الاشاعات حول وجود مذكرات أعتقال وورود أسمه ضمن أعترافات المتهمين مع نور زهير في سرقة القرن المعروفة .
إن شهر رمضان المبارك شهر العبادة والتقرب الى الله سبحانه أصبح في عرف السياسيين سوقا وبازارا للدعاية الانتخابية المبكرة وسمعنا وشاهدنا مقابلات تلفزيونية عديدة تحذر من طغيان المال السياسي في الانتخابات المقبلة ونقولها بصريح العبارة في أي انتخابات سابقة لم يكن المال السياسي فاعلا ومؤثرا فكل الانتخابات التي أجريت شابتها تهم فساد واستغلال للمال السياسي
وهذا ما جعل ٢٠ بالمائة فقط من المواطنين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخاب من الإدلاء بأصواتهم أما الثمانين بالمائة فهم بين عازف عن المشاركة لقناعته إنها انتخابات معروفة ومحسومة النتائج وطالبوا بتعديل او تغيير قانون الانتخابات النافذ والدعوة الى أعادة تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات قولا وفعلا لاعتقادهم إنها غير مستقلة
وإنما هي مفوضية ممثل فيها أغلب الاحزاب وهذا ما جعل الكثير من المواطنين يعتقدون إن هذه الانتخابات نسخة مكررة لسابقاتها وإن تعددت واجهات جديدة لكنها في النتيجة هي تابعة لنفس الاحزاب الماسكة بالسلطة منذ ٢٠٠٣ ولليوم.
ومن يدري لعل الفترة المقبلة المتبقية من الان الى موعد الانتخابات الجديدة تتمخض عنها إصطفافات جديدة تفرض نفسها على المشهد السياسي العراقي وهي ضرورة ملحة لدخول قوى وطنية جديدة للسباق الانتخابي للتغيير مع وجود أكثر من ٣٥٠ حزبا وحركة سياسية مسجلة في مفوضية الانتخابات في العراق .
واخير اقول رمضان مبارك على العراقيين الذين لم يدنسوا بأكل السحت الحرام ولم يغادروا قيم الوطنية الحقة .
واللهم إني صائم.
هل العرب قادرون على قول كلمتهم ؟ … مقالا للكاتب علي الزبيدي