الذكاء الاصطناعي يمهد لتحولات كبرى في صناعة إنتاج البرامج والأفلام

الذكاء الاصطناعي

في مناقشات حامية جرت في مقرات مجموعة «إدارة الملكية الفكرية» Mip في لندن، شارك كبار المسؤولين التنفيذيين في الإنتاج المرئي بأفكارهم ورؤاهم حول كيفية تحويل الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، مع تسليط الضوء على الفرص للمنتجين المستقلين، للحصول على مزايا تنافسية أكثر من الاستوديوهات التقليدية، كما كتب نامان راماشاندران (*).

وترمز MIP إلى عبارة Managing Intellectual Property، أي: «إدارة الملكية الفكرية- مجموعة إعلامية بريطانية متخصصة في تقديم الأخبار والتحليلات حول عالم الملكية الفكرية».

أدوات ذكية للعروض

وعرض جيسون ميتشل، مؤسس The Connected Set، أداة Storyboarder.ai، للرسوم المتحركة بأجور تبلغ 50 دولاراً شهرياً، تحول النصوص إلى لوحات قصصية من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأوضح ميتشل: «ما ستفعله الأداة هنا هو تحويل نصك إلى لوحة قصصية يمكنك بعد ذلك تقديمها إلى رسام الرسوم المتحركة البشري الخاص بك».

أفلام قصيرة بالذكاء الاصطناعي

وكشفت إيلين فان دير فيلدن، الرئيسة التنفيذية لشركة Particle6، أن شركتها تأخذ تنفيذ الذكاء الاصطناعي إلى أبعد من ذلك. وقالت: «لقد بدأنا في إنتاج أفلام قصيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي بالكامل… (أنتجنا) كل شيء من (البشر الاصطناعيين). نحن نتحدث عن مسلسلات درامية بالكامل بالذكاء الاصطناعي»، مضيفة أن تكاليف الإنتاج تنخفض بنسبة تصل إلى 90 في المائة مقارنة بالطرق التقليدية.

أما آفي أرموزا، الرئيس التنفيذي لشركة «أرموزا فورماتس»، فأشار إلى الضغوط الاقتصادية التي تدفع إلى تبني الذكاء الاصطناعي. وقال: «هناك أموال أقل وأقل للإنتاج، والجميع يتطلعون إلى تقديم العروض بطريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة». وتحدث عن توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير شركته لبرنامج الألعاب «فاميلي بيغي بنك» Family Piggy Bank، وكذلك مراحل ما بعد الإنتاج.

تحدي صغار المنتجين لعمالقة الصناعة

أعرب المشاركون في الندوة عن تفاؤلهم بشأن تمكين الذكاء الاصطناعي لشركات الإنتاج الصغيرة من تحدي عمالقة الصناعة. وقالت فان دير فيلدن: «هذا هو الوقت الأكثر إثارة في تاريخ التلفزيون الذي عشته؛ لأن الشركات التقليدية -مثل استوديوهات (بي بي سي)، و(يونيفرسال)، و(ديزني)- محاطة بسياج، ويجب أن يكون لديها كل هذه الاتفاقيات المؤسسية- لا يمكنها أن تفعل ما نفعله بوصفنا شركات مستقلة صغيرة… لقد حان الوقت للشركات الصغيرة لتتولى المسؤولية وتصبح الاستوديو الكبير القادم».

البث الحي والوظائف

من جهته، سلط ميتشل الضوء على المقاومة المستمرة من قبل شركات البث، فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي في الإنتاجات الحية. وقال: «نحن بالتأكيد لا نستخدمها في الإنتاجات الحية؛ لأن شركات البث بصراحة تصاب بالذعر، إذا كنت تريد تضمين تلك الأدوات في الإنتاج في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي مقبول حالياً بشكل أكبر في مراحل التطوير وما بعد الإنتاج.

أما فيما يتعلق بالنزوح الوظيفي المحتمل، فقد اختلفت الآراء؛ إذ توقع أرموزا أن تكون هناك حاجة إلى عدد أقل من الموظفين في أدوار معينة، وقدم مثالاً لموظفي غرفة الكتابة الذين قد يتقلص عددهم من 10 إلى 2 أو 3. وفي الوقت نفسه، أكد ميتشل أن الذكاء الاصطناعي سيخلق في نهاية المطاف مزيداً من الفرص: «هناك قدر لا نهائي تقريباً من المحتوى الذي يمكننا طرحه هناك… لذلك ما زلت أعتقد أن هناك كثيراً من الفرص للأشخاص الذين يعملون في صناعة المحتوى. لا أعتقد أننا سنخفض الأدوار بشكل عام».

مخاوف الملكية الفكرية

وفيما يتعلق بمخاوف الملكية الفكرية، رفض ميتشل المخاوف بشأن ملكية المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، ذلك أن «كمية المطالبات التي تدخل في صنع قطعة جديدة من المحتوى، يوجد فيها كثير من العمل وعناصر الإبداع، لذا لا أعتقد أنه يمكنك القول إن الكمبيوتر هو الذي قام بالعمل».

مزايا تنافسية

واختتمت اللجنة بتأكيد جميع المتحدثين على أن شركات الإنتاج يجب أن تتبنى الذكاء الاصطناعي الآن، للحصول على مزايا تنافسية. قال أرموزا: «بالنسبة لنا (المحاربين القدامى في الصناعة) كنا محظوظين لأننا نعيش في وقت كان الإبداع فيه وأنماط الإنتاج في تنامٍ وارتفاع متواصل. الآن هو في انخفاض نوعاً ما. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو فرصتنا لتغيير المنحنى مرة أخرى، والتوجه نحو الأفضل».

التعليم بالذكاء الاصطناعي مقالا للكاتب ياس خضير البياتي