الناطق والمحلل والمستشار !! مقالا للكاتب علي محمد ابراهيم

مقالات
قد تكون هذه العناوين الجديدة واقعاً لأفرازات التطور العلمي الحديث أو مما جادت به فضاءات العالم الافتراضي الجديد الذي اتسع عبر مدياته الغير منتهية ليأتي بمسميات وربما ثقافات كلها جديدة على المجتمع
ومنها على سبيل المثال وليس الحصر صانع محتوى أو مؤثر أو انفلونسر أو تكتكر أو غير ذلك ، وقد استطاع أصحاب هذه العناوين في الواقع أن يحصلوا على مساحات واسعة واضواء ما كانت حاضرة قبل هذا الزمن وصار الناس بمختلف الأعمار ومن كلا الجنسين يستميلون إلى التأر بهذه الاشكال من المؤثرات الفكرية والبصرية بل وحتى الجسدية ، المهم في ذلك هنالك معادلة اليوم قائمة بين طرفين المؤثر والمتأثر وهناك علاقة حميمة وأخرى مدمنة بينهما والغريب لايوجد أبداً تفريق أو طلاق في هذه العلاقة أبداً ولا يستطيع أحد أن يتخلى عنها ولو للحظات قليلة
وهذا بالتأكيد ينطبق اليوم على كل البلدان والمجتمعات تقريباً ووسط كل هذا التحول الذي يقوده مايسمى الذكاء الاصطناعي الذي انتشر في الأرض مثل النار في الهشيم وكسر كل القيود ودمر كل أشكال التحكم أو الممانعة أوالهيمنة نرى أن المؤسسات التقليدية الرسمية وخاصة الإعلامية للأسف غير مؤهلة أو مواكبة لهذا التغيير الهائل فمن المؤسف جداً أن يخرج عنواناً يحمل رتبة أو مرتبة ( مستشار) ولا يجيد التعامل مع (الشاشة المرئية) عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتحدث بشكل لا يليق بالعراق الكبير ، كذلك يتحدث أحدهم وهو محلل سياسي أو اعلامي ويوجه رسالة دمار سوداء مقيتة مظلمة وهو يقول سيلتقي الرئيس ترامب بالرئيس بوتن وستنتهي الحرب الروسية الأوكرانية وتنخفض أسعار النفط وستموتون جوعاً ايها العراقيون !!
أما الآخر وهو يدعى الناطق يفسر العطلة ويقول انها تشمل الدوائر الخاصة بالماء والمجاري والكهرباء والطرق والجسور ، لا ادري كيف يمكن ذلك ، أليس الأولى أن تستثني عطلة مجلس محافظة بغداد أو محافظة بغداد كل هذه الدوائر ، هكذا يبدو شكل (المؤثر) الرسمي للأسف رغم امتلاكه للمال والأدوات وهذا لا يعني أو يعفي (المؤثر) الغير رسمي من ممارسة الكثير من الأخطاء لكنه على الأقل لا يحمل صفة مستشار .