الحروب التجارية والاقتصادية لا تتوقف أو يمكن توقع أين يمكن أن تتوقف من حرب عملات وحرب الألبان وحرب السيارات وغيرها، ولعل بداية العام الميلادي الجديد حملت في طياتها الكثير من هذه الحروب التجارية مع قدوم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي فرض رسومًا جمركية على الدول تعد الأكبر تصديرًا للولايات المتحدة
خصوصًا “الصين، كندا، المكسيك” ولعل التحدي الأكبر يأتي من الصين، التي أصبحت معها اليوم مواجهة مباشرة تجاريًا واقتصادياً بين الدولتين، فقد منعت الولايات المتحدة شركة هواوي الصينية من استخدام أنظمة التشغيل في هواتفها وأيضًا منعتها من الرقائق التي تستخدم في الصناعة التكنولوجية، لكبح الصين من استخدامها لأسباب كثيرة تضعها واشنطن سواء بما يخص الأمن القومي أو بجوانب اقتصادية، وآخر هذه القرارات ما صدر عن الرئيس الأميركي “إنه يعتزم فرض رسوم جمركية على السيارات في حدود 25 %، بالإضافة إلى رسوم مماثلة على أشباه الموصلات والواردات الدوائية، في أحدث خطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدد بإحداث اضطراب في التجارة الدولية. وكان ترمب قد أعلن، يوم الجمعة، أن الرسوم على السيارات ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل القادم “ويرى الرئيس الأميركي “تأكيده على ما يسميه “المعاملة غير العادلة” لصادرات السيارات الأميركية في الأسواق الأجنبية “فعلى سبيل المثال، يفرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية بنسبة 10% على واردات المركبات، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الرسوم المفروضة على سيارات الركاب الأميركية، التي تبلغ 2.5 % فقط، وأكد الرئيس الأميركي “الصحافيين، أمس الثلاثاء، بأن الرسوم على الأدوية والرقائق الإلكترونية ستبدأ عند “25 % أو أعلى، وسترتفع بشكل كبير على مدار العام” نقلاً عن العربية.
هذه القرارات والرسوم الجمركية المتبادلة، هل ستؤثر على قرار سعر الفائدة الأميركي؟ حيث يرى بعض المحللين أن ذلك سيرفع من التضخم الأميركي مما يبطئ من خفض الفائدة وعودة التضخم من جديد عن المستهدف 2 %، هل ستستمر هذه الحرب “الجمركية” بين الدول وإلى أي مدى سيكون تأثيرها على التجارة الدولية؟ والأثر على الصين خصوصًا وهي تعتمد بنسبة كبيرة على الاقتصاد الأميركي، الكثير من الأسئلة يمكن طرحها، ويصعب أيضًا تقدير الأثر المستقبلي وردود الفعل للدول على قرارات الرسوم الجمركية، ولكن ما يمكن قوله إنها ستؤثر في النمو الاقتصادي، وبطء تراجع التضخم والفائدة، مع تأكيدات أن الفائدة ستخفض للمدى المتوسط ولكن هل سيكون مع تضخم مرتفع؟ أم انتظار لتراجع التضخم الذي وقفت الرسوم الجمركية حجرة أمامه اليوم.