من المقرر ان تحدد القمة العربية التي ستُعقد في بغداد بعد أشهر نوع العلاقة المستقبلية بين بغداد ودمشق ونسبة التمثيل الدبلوماسي للبلدين.

لكن ثمة سؤال سيبقى قائماً .. هل ستدعو بغداد أحمد الشرع الرئيس السوري المؤقت لحضور القمة؟، وهل ستتماشى الحكومة مع الموقف الدولي المتناغم والمؤيد للشرع والداعم للحكومة السورية الجديدة؟ خصوصا وأن هناك ضغوطا على بغداد لمساعدة سوريا في الجانب الاقتصادي عبر إمدادها بالوقود.

وبلا شك فان حضور الشرع لقمة بغداد سيجعل العراق يواجه أزمة دبلوماسية، خصوصا بعد مذكرة القبض العراقية الصادرة بحقه، الامر الذي يضع الحكومة في حرج بين إرسال الدعوة بضغوط إقليمية ودولية وبين من يرفض ذلك الحضور من الأوساط السياسية المحلية.

واستنادا إلى مصادر فان الشرع ما يزال يواجه قضايا ارهاب داخل الاراضي العراقية، وهنا يجد كثيرون انه يتعين على الحكومة غلق الملف الأمني حول شخص الشرع أولا قبل أي خطوة لدعوته إلى القمة العربية في بغداد.

لكن وعلى الجانب الاخر تواجه الحكومة الضغط ايضاً من قبل كتل سياسية كبيرة في الداخل لعدم دعوة الشرع لحضور القمة، حيث تحذر القوى باستمرار من الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف العربية ليكون الشرع حاضرا في قمة بغداد.

وما بين هذا وذاك يؤكد رئيس الوزراء أن بغداد ستكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، وجدد التزام العراق بدعم القضايا العربية والعمل على إنجاح القمة وتقديمها كمنصة لتحقيق الاستقرار والتنمية.

بغداد تتحضر لاستضافة القمة العربية بمايو المقبل

بغداد تتحضر لاستضافة القمة العربية بمايو المقبل
بغداد تتحضر لاستضافة القمة العربية بمايو المقبل

تستعد العاصمة العراقية بغداد، لاستضافة القمة العربية التي من المفترض أن تُعقد في مايو/ أيار المقبل، وبينما تسعى حكومة بغداد لإنجاحها، فإن الجدل ما زال مثاراً بشأن إمكانية توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، والذي ما زالت بغداد تتحفظ على إبداء أي موقف تجاه تسميته رئيساً لسورية حتى الآن.

ومساء أمس الثلاثاء، ترأس وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الاجتماع التحضيري للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد، بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم قادة أمنيون، أبرزهم وزير الداخلية، والأمين العام لمجلس الوزراء، وممثلون عن وزارات وجهات حكومية مختلفة. ووفقاً لبيان لوزارة الخارجية، فإن “الاجتماع ناقش التحضيرات الجارية لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد”.

ونقل البيان عن وزير الخارجية العراقي، تأكيده أن بلاده تعمل على “إعداد أجندة شاملة للقمة، تتناول أبرز القضايا العربية، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

غموض بشأن دعوة الشرع لحضور القمة العربية
وحتى الآن، لم تكشف بغداد عن توجهها إزاء تقديم دعوة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة من عدمها، في وقت تبدو فيه حكومة بغداد مترددة بشأن الانفتاح على سورية، إذ لم يقدم رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني أي تهنئة للشرع بشأن تسلمه المنصب حتى اليوم. ووفقاً لمصدر في وزارة الخارجية العراقية، فإن “غزة ولبنان وسورية، على رأس أعمال القمة العربية في بغداد، وهناك تواصل مع وزراء الخارجية العرب بشأن ذلك للخروج بموقف موحد، أبرزه رفض مشاريع التهجير الحالية في غزة، والدعوة للإسراع بالإعمار”.

وبيّن أن “الحكومة لم تقرر حتى الآن أي شيء بشأن دعوة الشرع من عدمها، وما يجري من حديث بشأن ذلك على مواقع التواصل لا أصل له، ومجرد حديث وهمي”، لكنه قال في الوقت ذاته، في حديث مع “العربي الجديد”، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن “هناك حالة من الارتباك لدى الحكومة والقوى السياسية الحاكمة بشأن سورية الجديدة، والدعوة إن وُجّهت فممكن أن يحضر فيها أي مسؤول بالحكومة السورية الجديدة، مثل وزير الخارجية، وليس شرطاً أن يكون الشرع نفسه”.

وقد يكون لقمة بغداد ودعوة الشرع من عدمها، الدور الأبرز في تحديد العلاقة الدبلوماسية بين بغداد ودمشق للمرحلة المقبلة، خصوصاً أنها تتسم حالياً بجمود واضح، على الرغم من أن بغداد أبدت بعد سقوط نظام بشار الأسد رغبة واضحة في تعزيز العلاقات مع دمشق، إلا أن مواقفها اليوم تبدو غير واضحة وغير مستقرة في هذا الاتجاه.

وكانت الجامعة العربية قد استجابت لطلب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، والذي تقدم به خلال قمة الرياض في مايو/ أيار عام 2023، وأكد السوداني في وقت سابق أن بغداد ستكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجدداً التزام العراق بدعم القضايا العربية، والعمل على إنجاح القمة، وتقديمها منصةً لتحقيق الاستقرار والتنمية.

الشيباني سيزور بغداد و يلتقي الإطار التنسيقي الشيعي