في الصميم كأني أكلت !! مقالا للكاتب علي الزبيدي

د علي الزبيدي
المجتمع العراقي اليوم يعج بالمتناقضات في كل شيء وصور هذه المتناقضات نراها يوميا ونلمسها لمس اليد نراها في استحواذ السياسيين على كل شيء وترك للشعب الفتات نراها في تولي الجهلة والاميين
وأصحاب الشهادة المزورة المناصب المهمة وترك أصحاب الشهادات العليا الحقيقية بلا توظيف ويعيشون على الكفاف نراها بين المترفين من المال العام والسحت الحرام وغيرهم من أبناء الشعب الشرفاء موظفين ومتقاعدين ففي الحالة الاولى يقف كل الفاسدين من سراق المال العام ومزوري الشهادات
ممن سقطت عنهم نقطة الغيرة والشرف والحياء وباتوا يأكلون أموال الشعب بشتى الطرق والوسائل والتي تفننوا في أبتكارها مستفيدين من الغطاء السياسي لهذا الحزب أو الجهة السياسية المتنفذة التي تقدم لهم الحماية وصرنا نقرأ الكثير من الاخبار التي يحكم في القضاء على بعض الفاسدين عند إكتشاف أمرهم بأحكام قضائية مرفوقة بعبارة (مع وقف التنفيذ) في حالات عديدة فهل يعاقب بوقف التنفيذ اذا من زور كتبا رسمية ويتقاضى راتبا بل عدة رواتب نتيجة ذلك التزوير او يشمل بالعفو وهم اليوم بالالاف من نماذج تؤكد فساد المنظومة السياسية.
في الجانب الاخر نرى ملايين الشعب اليوم يعيشون على الكفاف أو دون خط الفقر والنماذج متوفرة في كل مدن العراق وقراه فقد حدثني أحد الاصدقاء ممن أعرف ظروفه المعيشية وهو يتقاضى راتبا تقاعديا مقداره ٦٠٠ الف دينارا شهريا ويسكن في بيت إيجار قال لي مرة هل مرت عليك عبارة (كأني أكلت)!! قلت له بإستغراب وماذا تعني ؟
قال إنني أقنع بها نفسي عندما أذهب الى السوق وتشتهي نفسي شيئا من الفاكهة وأنا أعرف إن المبلغ الذي معي بالكاد يكفي ان اشتري به الضروري جدا للعائلة هنا أردد مع نفسي كأني أكلت وأحمد الله على كل شيء!!!
فقلت له والله لشسع نعليك أشرف من كل الفاسدين وسراق المال العام
وهذا هو الفرق بين هذا وذاك بين الشريف الذي يعلل النفس بقوله كأني أكلت وغيره من السراق والفاسدين المتخمين وكان الله في عون فقراء الوطن .