سؤال طرحه علي أحد الاصدقاء أين الحقيقة في لغة الارقام؟ ولعل صديقي أراد من خلال سؤاله أن يؤكد إن الارقام تخطأ ايضا وقد يكون مصيبا اذا كانت هذه الارقام غير صحيحة ..اليوم أردت أن أقف على حقيقة الارقام التي قد تصيب القارئ بالتعجب او الدهشة
فقد طالعت خلال هذا الاسبوع العديد من الاخبار التي تحدثت بلغة الارقام فقد تحدث النائب أمير المعموري المسؤول عن لجنة الحفاظ على عقارات الدولة يوم الخميس الماضي ومن خلال إحدى القنوات الفضائية العراقية عن أختفاء ١٠٠ سجل عقاري يحتوي كل سجل على ٤٠٠ عقار يعني٤٠٠٠٠ عقار دولة قد اختفت من القيود والسجلات الرسمية وأضاف النائب إن ٩٠٠٠ عقار دولة متجاوز عليه وسيتم إعلان أسماء المتجاوزين عليها .
وما دمنا في لغة الارقام فقد أظهر تقرير تلفزيوني عن مشروع تبديل مقرنص أرصفة بغداد (المنطقة الخضراء ) بمبلغ فقط ١٧٧ مليار دينار تزامنا مع أختيار بغداد عاصمة السياحة العربية رغم إن أغلب تلك الارصفة كما أظهرها التقرير التلفزيوني كانت جديدة وبحالة ممتازة.
ومرورا بموضوع الانتخابات البرلمانية الجديدة فقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن عدد الاحزاب السياسية المجازة في العراق بلغ ٣١٩ حزبا سياسيا وان هناك ٤٦ حزبا تحت الاجازة ليصبح العدد الكلي في حالة إجازة الاحزاب البقية ٣٦٥ حزبا سياسيا وتم رصد مبلغ ٤٠٠ مليار دينارا لإجراء الانتخابات المقبلة في تشرين الاول المقبل.
فهل يعقل أن تكون في الولايات المتحدة الامريكية ذات ال ٣٣٥ مليون نسمة ١٤ حزبا سياسيا وفي العراق ثلاثون ضعفا من تلك الاحزاب
ويفوق عدد الاحزاب العراقية عدد الاحزاب السياسية للدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والهند ذات المليار و٣٠٠مليون نسمة حيث فيها ٦٣ حزبا وطنيا وأقليميا فهل نحن أسسنا لديمقراطية جديدة غير معروفة أم لدينا تخمة لواجهات حزبية صغيرة لأحزاب سياسية كبيرة ثبت فشلها خلال عشرين سنة ماضية في وضع برنامج عمل وطني للنهوض الاقتصادي والعلمي والواقع الخدمي والصحي وتحاول من خلال هذه الواجهات الفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية سعيا وراء المغانم والامتيازات.
وستبقى لغة الارقام فيها الحلو والمر تبعا لصدقيتها أو تزويرها.
في الصميم : خطاب ترامب المخفي والمكشوف! مقالا للكاتب علي الزبيدي