قُتل سلوان موميكا، وهو عراقي يعيش في السويد أثار موجة من الاحتجاجات الغاضبة بعد إحراقه نسخاً من القرآن في 2023، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأفادت تقارير بأن موميكا، البالغ من العمر 38 عاماً، تعرض لإطلاق نار داخل شقة قرب العاصمة ستوكهولم، مساء أمس الأربعاء.
كما و قادت حادثة قتل اللاجئ العراقي الشهير سلوان موميكا والذي اقدم على حرق نسخة من القران الكريم في اكثر من مناسبة، الى ظهور حالات “لحرق القران” خلال اليومين الماضيين، وذلك “انتقاما من قتل موميكا ونصرة له”.
وعثر على سلوان موميكا مقتولا داخل شقته في السويد يوم الخميس الماضي 30 يناير، وذلك قبل يوم واحد فقط من جلسة نطق الحكم بحقه من قبل محكمة سويدية بناء على دعوى قضائية ضده تتعلق بالكراهية.
وفي الدنمارك، وبعد يومين من مقتل موميكا، اقدم السياسي اليميني المتطرف الدنماركي السويدي راسموس بالودان وهو أحد أكثر الرجال الملاحقين في العالم، اقدم على حرق نسخ من القرآن الكريم خارج السفارة التركية في الدنمارك.
وقال بالودان إن هذه كانت طريقته في تكريم “حارق القرآن سلوان موميكا”، الذي قُتل بالرصاص في السويد، فيما يقول كثيرون أن الخطر على حياة بالودان قد زاد بشكل كبير بعد مقتل موميكا.
وفي بريطانيا، ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجل في مانشستر بعد أن ظهر في مقطع فيديو وهو يحرق نسخة من القرآن الكريم، وذلك بعد يومين من مقتل اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن الشرطة اعتقلت الرجل البالغ من العمر 47 عاما للاشتباه في ارتكابه “جريمة انتهاك النظام العام مع دوافع عنصرية”.
سلوان هو عراقي مسيحي لجأ إلى السويد في 2018. وُلد في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى شمالي العراق، وهي من المناطق ذات الغالبية المسيحية السريانية. وانتقل بعد إنهاء دراسته الابتدائية مع عائلته إلى مدينة بغداد، قبل أن ينتقلوا جميعاً إلى مدينة أربيل في كردستان العراق.
انضم سلوان، بعد اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية، محافظة نينوى ومدناً عراقية أخرى عام 2014، إلى فصيل مسلح “مسيحي التشكيل” يُعرف باسم بابليون، قبل أن ينشق عنه، ويشكل “كتائب روح الله عيسى بن مريم”، المنضوية تحت أحد فصائل الحشد الشعبي.
ويقول سلوان عن نفسه إنه “عراقي ليبرالي علماني ملحد، ومعارض للحكومة والنظام العراقي، وقد أسس وترأس حزب الاتحاد السرياني بين أعوام 2014 -2018”.
وأثار موميكا موجة من الاحتجاجات والانتقادات، بعد إحراقه نسخاً من القرآن في أكثر من مناسبة، خلال صيف عام 2023.
وكان من أبرزها، إقدامه على حرق نسخة من القرآن خارج مسجد ستوكهولم الكبير في أول أيام عيد الأضحى، نهاية يونيو/حزيران 2023، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم “الاحتجاج” إثر قرار رسمي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، على المستويين الشعبي والرسمي في الدول العربية والإسلامية.
وأدانت في ذلك الوقت دول مثل السعودية، والكويت، والأردن، والولايات المتحدة، وروسيا، حادثة الإحراق، واستدعى المغرب القائم بأعمال السويد بالرباط، وتفجّرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب على إثر ذلك، تخللتها دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية.
وفي يوليو/تموز 2023، أشعلت حشود النار في السفارة السويدية في بغداد.
وفي بداية سبتمبر/أيلول 2023، أضرم موميكا النار في نسخة من القرآن في مدينة مالمو السويدية، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب في السويد، وصفتها الشرطة بـ “العنيفة”، وتخللها “إضرام النار في عدد من المركبات”.
وتباينت المواقف الرسمية السويدية تجاه حوادث الإحراق، إذ كانت الشرطة السويدية تمنح تصريحاً للاحتجاجات التي أحرق موميكا فيها نسخاً من القرآن، وذلك “تماشياً مع قوانين حرية التعبير”.
وفي يوليو/تموز 2023 أدانت الحكومة السويدية إحراق موميكا نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي، معتبرةً أن ما قام به “عمل معادٍ للإسلام”.
وتعهدت الحكومة السويدية لاحقاً بدراسة الوسائل القانونية لإلغاء الاحتجاجات التي تتضمن إحراق نصوص في ظروف معينة.
اخلاء سبيل المتهمين بقتل سلوان موميكا في السويد