في خطوة هي الاولى في تاريخ العاصمة بغداد يتم أختيارها عاصمة للسياحة العربية للعام الحالي ٢٠٢٥ حسب تصويت منظمة السياحة العربية التابعة للجامعة العربية فماذا يعني هذا الإختيار ؟
بكل تأكيد إن فرصة كهذه يجب أستثمارها لبناء صناعة سياحية ليست في بغداد فحسب بل في كل محافظات ومدن العراق الزاخرة بكل عوامل السياحة التاريخية والدينية والبيئية والاستشفائية وان عملية النهوض بالواقع السياحي تتطلب وضع خطط علمية وعملية لتطوير السياحة من خلال تطوير البنى التحتية المساعدة في إنجاح صناعة السياحة لتكون عامل جذب أقتصادي يدعم الدخل الوطني من خلال واردات السياحة والتي تشكل في مصر مثلا للعام الماضي وحده بحدود ١٥ مليار دولار .
إلا إن الذي ينقص السياحة في العراق البرنامج الوطني والترويج السياحي المدروس إضافة الى الخدمات السياحية ليس في بغداد وانما في كل مدن العراق الزاخرة بالإرث الحضاري والتاريخي والديني الإنساني ونحن نعرف إن العراق هو اولى الحضارات الانسانية من سومر وبابل ولكش وهوكذلك عاصمة الخلافة الإسلامية الثانية في الكوفة في خلافة الامام علي عليه السلام وبغداد عاصمة الخلافة الاسلامية الثالثة في زمن العباسيين والتنوع الانساني الذي يجعل من العراق فسيفساء ملونة زاهية وبيىة سياحية ناهضة تجذب ملايين السواح سنويا إذا ما تعاضد القطاع الحكومي والقطاع السياحي الخاص في تنفيذ برامج ومهرجانات ومواسم سياحية في على مدار هذا العام
والذي نأمله أن يكون عام إنطلاق السياحة العراقية للاعوام المقبلة .
إن دولا مجاورة أستطاعت أن تجعل من السياحة صناعة رابحة على مدار الاعوام وأن تدر عليها موارد تشكل بحدود ال٥٠ بالمائة من ميزانيتها السنوية وهذه الدول لا تمتلك ربع ما يمتلكه العراق من معطيات سياحية فهل يشهد العراق وهو يحتفل بإختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لهذا العام نهضة سياحية ناجحة أم تمر هذه الفرصة مرور الكرام بإقامة أسبوع سياحي هنا أو مهرجان سياحي هناك ؟ فالسياحة ايها السادة مثل الزراعة إنها نفط دائم غير قابلة للنضوب . فهل نرى تحركا حكوميا على أعلى المستويات من أجل عراق سياحي متطور وهل تستطيع وزارة الثقافة والسياحة والاثار لوحدها أن تنجح في جعل بغداد عاصمة للسياحة العربية وفق كل ما يمتلكه العراق من مقومات سياحية عظيمة ؟؟
اتمنى …