سقوط الاسد.. تأثير سلبي يتعدى الملفات الجيوسياسية وخسارة لا تعوض للمدمنين
عوامل سياسية وإقليمية وأمنية، ليست هذه المحاور فقط التي ستتأثر بسقوط نظام الأسد في سوريا على ما يبدو، ولن يقتصر التأثير السلبي على حلفاء الأسد في المنطقة فحسب، بل أن فئات أخرى ربما بعيدة تمامًا عن المشهد الجيوسياسي الإقليمي، ستتأثر بشكل أكبر ولن تستطيع تعويض خسارتها أبدًا.
سوريا ” دولة الكبتاغون”.. ابطال المخدرات في “مأتم كبير” بعد سقوط الاسد
“متعاطو وتجار المخدرات” وتحديدا أبطال الكبتاغون في العالم وخصوصا في دول الخليج والعراق، هذه المنطقة التي تعد الأكثر استهلاكا للكبتاغون في العالم، سيكونون أكبر الخاسرين على الاطلاق، فسوريا التي وصفت بـ”دولة المخدرات” او تاجر مخدرات الشرق الأوسط، حازت هذا اللقب بمباركة الأسد الذي بدأ ومن خلال حلقته المقربة ولاسيما شقيقه ماهر الأسد والفئات الأخرى الداعمة له، بتصنيع وتجارة المخدرات التي كانت الممول الأكبر لسوريا ولادامة النظام والمعارك.
في الفواكه والاجهزة الكهربائية.. سقوط الاسد يكشف اسرار الكبتاغون
مع سقوط نظام الأسد، بدأت العناصر المسلحة المسيطرة على النظام في سوريا بالعثور على المصانع التي كانت تنتج الكبتاغون في سوريا، وطافت الى السطح جميع تقنيات التصنيع واماكنها واليات تغليفها، حيث اكتشف عناصر هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الأخرى، الاف الحبوب المعبأة في صناديق فواكه او أجهزة كهربائية معدة للتصدير الى دول الجوار.
مسؤول عن 80% من انتاج العالم.. سقوط الاسد “ضربة قاضية” لسوق الكبتاغون
يعد سقوط نظام الأسد ضربة كبيرة لسوق الكبتاغون في المنطقة، حتى أنه لا يمكن تعويض خسارته بالنسبة للمتاجرين والمستهلكين، وذلك لأن 80% من الكبتاغون في العالم، كان ينتج في سوريا، والسبب في ذلك، أن سوريا هي الدولة الوحيدة التي تسخر مقومات الدولة لانتاج وتسويق هذه المخدرات، اما صناعة الكبتاغون في أي رقعة أخرى بالعالم ستكون “محاصرة” وملاحقة ولن تكون بالتأكيد منتجة كسوريا التي تسخر مقومات دولة كاملة لهذه الصناعة.
من اصل 10 مليارات عالميا.. الكبتاغون يمول نظام الاسد بـ 5 الى 7 مليار دولار سنويا
هذا النوع من المخدرات والذي يعد رائجا بشكل اكبر في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا ودول الخليج بشكل اكبر، كان يدر بين 5 الى 7 مليارات دولار الى نظام الأسد وشركائه فيما تبلغ قيمة التجارة العالمية الاجمالية 10 مليار دولار فقط.
الاسد “يرفع ادمان المنطقة” خلال 13 عاما.. ويغزو حدود العراق الغربية بالمخدرات
حجم الإنتاج الكبير وسهولة التسويق في المنطقة، جعلت نظام الأسد مسؤولا عن زيادة الإدمان بمخدرات الكبتاغون، خصوصا في منطقة الخليج والعراق، حيث يعالج الكبتاغون شعور الاضطراب ويزيد التنبيه وهو ما يعرف في العراق محليا بـ”الصفر واحد”، وكانت الحدود الغربية للعراق قدوما من سوريا هي معقل دخول الكبتاغون، فيما تعتبر الحدود الشرقية وايران معقل تهريب الكرستال الى العراق.
في 2023 ضبط العراق 24 مليون حبة كبتاغون ما يعادل 2% من انتاج سوريا السنوي
وتقدر كمية الكبتاغون التي تنتجها سوريا سنويا قرابة 1.5 مليار حبة سنويًا، فيما ضبط العراق في عام 2023 وحده اكثر من 24 مليون حبة، ما يعني ضبط قرابة 2% من انتاج سوريا للكبتاغون.
دولة الكبتاغون.. هل يتسبب سقوط الاسد بازمة مخدرات في العراق والمنطقة ؟
ومع اسقاط نظام الأسد، تطرح تساؤلات عما اذا كان هذا الامر سينعكس على “سوق المخدرات” في العراق والمنطقة خلال الأشهر القادمة، وما اذا سيتسبب بـ”أزمة مخدرات”، فبينما يتراوح سعر حبة الكبتاغون حسب التقارير بين 1 دولار للنوعية الرديئة، وقد يصل الى 25 دولارا للحبة في بعض الدول الخليجية، تطرح تساؤلات عما اذا سيؤدي اسقاط نظام الأسد وتوقف الإنتاج الى “ندرة المنتوج” بالتالي ارتفاع أسعاره، وكذلك تخفيف حدة الكميات المضبوطة في العراق والسيطرة على عدوى المخدرات في البلاد.
إحباط تهريب حوالي 700 ألف حبة كبتاغون عبر البر إلى السعودية