خصوصًا اذا كانت جريمته مرتبطة بمبررات إنسانية ونابعة من معاناة شخصية ليس دائما يكون القاتل “مذمومًا” على مستوى الرأي الشعبي على الأقل، فالقصص اليومية تشبه قصص الأفلام التي يوجد فيها طرف خير وطرف شر، وليس بالضرورة ان يكون الضحية هو الخير بل ربما القاتل.
هكذا تعامل المجتمع الأمريكي غالبا مع قضية قتل الرئيس التنفيذي لاكبر شركة تأمين صحي في أمريكا، حيث تضمنت الجريمة الكثير من التفاصيل المثيرة والدراماتيكية، سواء على صعيد الدوافع او تفاصيل الجريمة او حتى ما بعد اعتقال القاتل.
تم القبض على القاتل والذي يدعى لويجي مانجيوني والذي يبلغ من العمر 26 عاما، وذلك بعد التعرف عليه اثناء تناوله الطعام في ماكدونالدز، والذي بدا خائفا ويرتجف وهو يجلس في المطعم.
يمتلك المتهم درجة البكالوريوس والماجستير في هندسة الكمبيوتر والمعلومات، وكان من الأوائل في مدرسته ودفعتِه الجامعية، كما حصل على عدة شهادات تفوق، ويظهر مقطع فيديو وهو يلقي خطاب التفوق بعد تخرجه الأول على دفعته الدراسية.
يصف أصدقاء لويجي بانه شخص طيب و حنون لكن بعد اصابته في ظهره و قيامه بجراحة في ظهره تغير كل شيء و أصابه الجنون بسبب تكاليف العملية المرتفعة.
لويجي كان مفقودًا لمدة عام، وكان يتنقل بهوية مزيفة، كان يحمل أفكارًا معادية للرأسمالية ويعارض الشكل الحديث للشركات العالمية، مُعبرًا عن رفضه للنظام الاقتصادي المعاصر.
قاتل المدير التنفيذي لشركة التأمين الصحي ترك رصاصات تحمل كلمات “إنكار / مطالبة / رفض”، وهي مصطلحات شائعة تستخدمها شركات التأمين في خطاباتها لرفض مطالبات العملاء، مما يعكس غضبه من التعاملات الظالمة التي تعرضت لها والدته و جدته التي توفت بسبب رفض التأمين الصحي تغطية تكاليف علاجها.
تم العثور على رسالة طويلة كتبها لويجي مانجيوني، تحدث فيها عن معاناة والدته مع مرضها العصبي الشديد. في رسالته، وصف تجربتها المؤلمة مع الأطباء والتأمين الصحي، مشيرًا إلى رفض شركة “يونايتد هيلث كير” تغطية العديد من العلاجات الضرورية، مما زاد من معاناتها. كما عبر عن غضبه من النظام الطبي وأثره على حياته وحياة والدته و جدته، وأشار إلى إيمانه بحق الدفاع عن النفس في مواجهة هذا الظلم.
لويجي لم يكن شخص معزول و وحيد بل كان يمتلك اكثر من 1.2 ألف صديق في الفيسبوك و معروف بكثرة الأصدقاء، ايضًا حياته العاطفية كانت رائعة حيث امتلك العديد من الحبيبات السابقات، كما انه أصبح محط إعجاب واسع، حيث شهدت قاعدة متابعيه زيادة هائلة، فارتفع عددهم من 5000 إلى أكثر من 200 ألف متابع من مختلف أنحاء العالم، مع مطالبات بتخفيف الحكم عليه.