تحرير 100 لبناني من معتقلات الأسد بعد 40 عاما

سجن حماة المركزي

بعد أن انتشرت الأنباء التي تشير إلى أن الفصائل المسلحة السورية أفرجت عن معتقلين لبنانيين من سجن حماة المركزي، تم تأكيد ذلك عندما تعرف سكان بلدة تاشع في عكار على صورة أحد أبنائهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

تفاصيل اعتقال علي حسن علي

وأفاد معمر حسن علي، شقيق المعتقل علي حسن علي أن شقيقه اعتقل على حاجز المدفون على يد الجيش السوري عام 1985، أي منذ حوالي أكثر من 39 عاما، وكان عمره ١٨ عاما، بتهمة أنّه كان ينتمي لـ”حركة التوحيد الإسلاميّ” الّتي نشأت في طرابلس مطلع الثمانينات.
وقال: “لقد حاولنا مرارا وتكرارا معرفة مصيره ولم نتمكن من تحديد مكان سجنه، وكانت دائما تأتينا المعلومات مضللة”.
ولفت الى ان والدتهم ماتت بحرقته و كانت لديها الامل بانه على قيد الحياة ولم تيأس.
وناشد معمر بدوره كما فاعليات بلدة تاشع السلطات اللبنانية ورئيس الحكومة والوزارء المعنين تسهيل وصوله الى وطنه
وأكد لصحيفة “المدن” اللبنانية: “كنا على أمل أنّه على قيد الحياة، لكن لم نكن أكيدين، فلدى سؤالنا دائمًا كان النظام ينفي وجوده في السّجن”.
ويُشير شقيق السّجين المُحرّر إلى أن أخيه ليس الوحيد الذي تمّ اعتقاله من عكار، بل تمّ اعتقال عشرات الشبان وتحت ذرائع متفرّقة في ذلك الوقت، ولم يُسمع عن غالبيتهم، خبرٌ للآن. مؤكدًا أنّهم حتّى اللحظة، لم يُوفقوا بالتواصل مع علي في حماة.
وعلي حسن علي، من مواليد العام 1968 وليس متأهلًا، وكان في الثامنة عشر من عمره ويعمل كميكانيكيّ سيارات، لدى اعتقاله في عكار. ويتحدر من عائلة متواضعة، تقطن في بلدة تاشع الجبليّة في محافظة عكار، وخرج اليوم على عمر 56 عامًا، انقضت من حياته في سجونٍ هي الأشهر حول العالم بظروفها التعسفيّة.

تحرير 100 سجين لبناني من حماة

وعلي ليس السّجين اللّبنانيّ الوحيد الذي تمّ تحريره من سجن حماة المركزيّ تحديدًا، فبين ثلاثة آلاف سجين تمّ تحريرهم اليوم ومن مختلف الجنسيات العربيّة والأجنبيّة، تُشير مصادر الصحيفة نفسها في هيئة تحرير الشامّ، لوجود عشرات السّجناء اللّبنانيين أيضًا، ويُناهز عددهم 100 سجين.
ادعى نظام الأسد منذ سنوات حتّى اللحظة أنّه لا يعتقل أيًّا منهم. فيما لا تُخفي هذه المصادر أن بعضهم مسجون منذ عشرات السّنوات، أما آخرون فسجنوا في السّنوات الأولى للثورة السّوريّة في العام 2011، وغالبيتهم يتحدرون من طرابلس وعكار، وبعضهم من البقاع الشمالي، فيما هناك بعضٌ من السّجناء الذين تمّ اختطافهم أثناء الوصاية السّوريّة على لبنان في التسعينات.
وتشير المصادر نفسها إلى أنه سيتمّ تأمين عودة السجناء إلى لبنان، فور توافر الظروف اللوجيستيّة المناسبة للعودة، إما بتحرير المناطق الّتي تصل سوريا بلبنان، أو عبر تركيا. واعتبرت المصادر أنّه من الصعوبة حاليًّا إيصالهم مادامت الأمور حتّى اللحظة مُعقّدة والمعارك في أوّجها.
أما عن ظروف السّجناء بعد تحريرهم، كانت مأساويّة، وبعضهم كانوا يُعانون من ظروفٍ صحيّة سيئة جدًا فضلًا عن نقصٍ في التغذيّة. وسيتمّ نقلهم إلى مكانٍ آمن موقتًا، حتّى إيجاد السُّبل المناسبة لإرسالهم إلى لبنان. وأكدّت أن مجموعة لا يُستهان بها منهم، من السّجناء السّياسيين.
كما أن الصحيفة تواصلت مع عددٍ من عائلات السّجناء المُحرّرين، وأكدّوا جميعًا أن التواصل مع ذويهم لم يكن موفقًا حتّى اللحظة.

موقف تركي حول ما يجري في سوريا