أغلقت السلطات في كوريا الجنوبية مبنى البرلمان في سيول، وهبطت المروحيات على سطحه بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”.
وبثت القنوات التلفزيونية المحلية صورا مباشرة تظهر المروحيات وهي تهبط على سطح المبنى، في خطوة غير مسبوقة تزامنت مع تصريحات حاسمة من يون.
وفي إفادة صحفية عبر التلفزيون، أكد يون عزمه “القضاء على القوى المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري”، من دون توضيح كيف ستؤثر هذه الإجراءات على استقرار الحكم والديمقراطية في كوريا الجنوبية.
وعلى الفور شهدت سيول مظاهرات أمام مقر البرلمان، احتجاجا على إجراءات الرئيس.
ويأتي الإعلان في وقت يشهد به يون تراجعا في شعبية حكومته، حيث يعاني صعوبة في تمرير أجندته السياسية في البرلمان، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ توليه منصبه في عام 2022.
ووصل حزب “سلطة الشعب” الحاكم إلى طريق مسدود مع الحزب الديمقراطي المعارض، حول مشروع قانون الميزانية للسنة المقبلة.
وكانت التوترات قد ازدادت إثر رفض يون دعوات لإجراء تحقيقات مستقلة في الفضائح المتعلقة بزوجته وكبار المسؤولين في حكومته، مما أثار انتقادات حادة من خصومه السياسيين.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل حكم يون، واستقرار الأوضاع السياسية في كوريا الجنوبية.
رئيس كوريا الجنوبية يعلن الطوارئ
أعلن يون سوك يول الرئيس الكورى الجنوب اليوم الثلاثاء، حالة الطوارئ فى البلاد، وذلك فى خطاب متلفز للأمة.
وقال يون – حسبما نقلت هيئة الإذاعة الكورية الجنوبية (كيه بي إس) في نسختها الإنجليزية – إن الأحكام العرفية ضرورية لحماية النظام الدستوري والقضاء على “القوى الموالية” لكوريا الشمالية في البلاد، وذلك دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل.
وكان الجيش الكوري الجنوبي أعلن، رصد محاولات لكوريا الشمالية لإزالة أبراج كهرباء أقامتها كوريا الجنوبية لمد مجمع “كيسونغ” الصناعي المشترك بين الكوريتين في كوريا الشمالية بالكهرباء.
وقال الجيش في بيان أذاعته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” – إنه تم رصد صعود بعض الجنود الكوريين الشماليين إلى برج الكهرباء وقطع بعض خطوط الجهد العالي منذ أول أمس.
وذكرت “يونهاب” أنه تم تركيب أبراج الكهرباء على مسافات تصل إلى مئات الأمتار على طول طريق خط “غيونغوي”، الذي يمتد من الجزء الشمالي من خط ترسيم الحدود العسكرية الذي فجرته كوريا الشمالية في يوم 15 أكتوبر، إلى مجمع كيسونغ الصناعي. وتم تركيب ما مجموعه 48 برج كهرباء من بلدة موسان بكوريا الجنوبية إلى محطة بيونغهوا الفرعية في كوريا الشمالية، يقع 15 منها في الجانب الشمالي.
وأضافات أنه تم ربط المرافق الخاصة بالكهرباء في الكوريتين، التي ركبتها الشركة الكورية للطاقة الكهربائية، في ديسمبر عام 2006 وقامت بمد مجمع كيسونغ الصناعي بالكهرباء، لكن توقفت إمدادات الطاقة منذ فبراير عام 2016 بسبب إجراء كوريا الشمالية التجربة النووية الرابعة في يناير من نفس العام.
ثم تم استئناف إمدادات الكهرباء جزئيا، في فترة ذوبان الجليد في العلاقات بين الكوريتين، لكنها توقفت بعد تفجير الشمال مكتب الاتصال المشترك في مجمع كيسونغ في يونيو عام 2020.
وبحسب “يونهاب”؛ يتم تفسير إزالة أبراج الكهرباء على أنها تتماشى مع حركة قطع الاتصالات بين الكوريتين منذ أن وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون الكوريتين بأنهما “دولتان متعاديتان” خلال يناير هذا العام. واتخذ الشمال سلسلة من التدابير مثل إزالة مصابيح الشوارع في خطي غيونغوي، ودونغهيه الذين يربطان الكوريتين في مارس هذا العام، ونسف أجزاء من طريقي غيونغوي، ودونغهيه، خلال أكتوبر من نفس العام.
النص الكامل لمرسوم الأحكام العرفية
أعلن يون سوك يول الرئيس الكوري الجنوبي ، الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، فرض الأحكام العرفية في البلاد، مشيراً إلى أن الهدف هو “القضاء” على “القوات السافرة المعادية للدولة والمؤيدة لكوريا الشمالية”، فيما مررت الجمعية الوطنية (البرلمان) خلال جلسة عامة بالأغلبية تشريعاً يطالب بـ”رفع الأحكام العرفية”.
وقال يون، في بيان، إن “إعلان تطبيق الأحكام العرفية من أجل القضاء على القوى الموالية لكوريا الشمالية والدفاع عن النظام الدستوري الحر”، مضيفاً أنه “من خلال إعلان الأحكام العرفية، سأعيد بناء وحماية جمهورية كوريا الحرة التي تواجه تحديات كبيرة. ولتحقيق هذه الغاية، سأقوم بالتأكيد بالقضاء على القوى المناهضة للدولة والمجرمين الساعين لتدمير البلاد، الذين ارتكبوا أعمالاً شريرة حتى الآن”.
قيادة عسكرية
وتم تعيين رئيس هيئة الأركان المشتركة بارك أن-سو قائداً للأحكام العرفية، وبموجب القانون، يكون القائد عادة تحت إشراف وزير الدفاع، لكنه يخضع لإشراف رئيس الجمهورية مباشرة عند إعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، أو عند الحاجة إلى ذلك، بحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.
وفقاً لمرسوم الأحكام العرفية الذي أصدرته القيادة العسكرية، تحظر جميع الأنشطة السياسية، بما في ذلك أنشطة الجمعية الوطنية، والمجالس المحلية، والأحزاب السياسية، والجمعيات السياسية، والتجمعات والمظاهرات.
النص الكامل لمرسوم الأحكام العرفية
من أجل حماية الديمقراطية الليبرالية من القوى المناهضة للدولة النشطة داخل جمهورية كوريا الحرة وتهديداتها بتخريب الدولة، وضمان السلامة العامة. تعلن قيادة الأحكام العرفية ما يلي اعتباراً من الساعة 11 مساءً (بالتوقيت المحلي) يوم 3 ديسمبر 2024:
تحظر جميع الأنشطة السياسية، بما في ذلك أنشطة الجمعية الوطنية (البرلمان) والمجالس المحلية والأحزاب السياسية والجمعيات السياسية والتجمعات والمظاهرات.
تحظر جميع الأعمال التي ترفض أو تحاول الإطاحة بالنظام الديمقراطي الحر.
يحظر نشر الأخبار المزيفة والتلاعب بالرأي العام والدعاية الكاذبة.
تخضع جميع وسائل الإعلام والمطبوعات لرقابة قيادة الأحكام العرفية.
تحظر الإضرابات والتوقف عن العمل والتجمعات التي تحرّض على الفوضى بالمجتمع.
يجب على الأطباء المتدربين وجميع العاملين الطبيين الآخرين المضربين أو الذين غادروا مواقع عملهم العودة إلى وظائفهم في غضون 48 ساعة والعمل بأمانة. وسيواجه من يخالف الأمر العقوبة، وفقاً لقانون الأحكام العرفية
سيخضع المواطنون العاديون الأبرياء، باستثناء القوى المناهضة للدولة والقوى التخريبية الأخرى ، لتدابير تهدف لتقليل الإزعاج في حياتهم اليومية.
ويجوز اعتقال واحتجاز وتفتيش منتهكي الإعلان دون أمر قضائي، وفقاً للمادة 9 من قانون الأحكام العرفية (سلطة التدابير الخاصة لقائد الأحكام العرفية)، وسيتم معاقبتهم، وفقاً للمادة 14 من قانون الأحكام العرفية (العقوبات).
الرئيس الفنزويلي “مادورو” يتهم الولايات المتحدة بالتخطيط للإنقلاب على السلطة