ولد سيف الشريف في بغداد عام 1981، في عائلة تربت على الإبداع، حيث اختلط الفن بالواقع اليومي في حياته. وبينما كان البعض من عائلته يهتمون بالموسيقى وبرمجة الكمبيوتر، استحوذت السينما على شغفه منذ البداية. اليوم، يستعد الشريف لإطلاق فيلمه الطويل الأول “راندم سيلكشن” في فبراير 2025، ليضعه في قلب المشهد السينمائي العالمي، ويروي لنا فصلاً جديدًا في مسيرته الحافلة بالتجارب.

**مسيرة الإبداع والتنقل بين القارات**

بدأت رحلة الشريف المهنية في مجال المونتاج في مصر، لينتقل بعدها إلى الإمارات حيث عمل مع مؤسسات مرموقة مثل “إم بي سي” وقناة “العربية”، ما ساهم في تطوير مهاراته الإبداعية. لم يكتفِ الشريف بدور المخرج، بل انغمس في جوانب متعددة من صناعة الأفلام، حتى بات خبيراً في تصحيح الألوان، وهو مهارة أساسية لإضفاء البعد الفني على الأفلام.

وفي عام 2016، شق الشريف طريقه إلى الولايات المتحدة، ليبدأ هناك حقبة جديدة من مسيرته. عمل مع قناة “الحرة” الأمريكية، حيث تولى إخراج سلسلة أفلام وثائقية حول التغير المناخي، قبل أن يخرج العديد من الأفلام القصيرة التي تناولت قضايا اجتماعية ملحة، مما جعله من الأسماء المؤثرة في السينما الوثائقية. واستمر الشريف في إنتاج أعمال مستقلة مثل فيلم “جو ريف” ومسلسل “ستي” الذي عُرض على أمازون، مما أكسبه شهرة عالمية، وأتاح له فرصة تسليط الضوء على قضايا إنسانية مهمة.

**رسالة فنية في “راندم سيلكشن”**

يحمل “راندم سيلكشن” في طياته رسالة عميقة تتعلق بالواقع والافتراضية، حيث يسعى الشريف عبر هذا العمل لتسليط الضوء على الخطوط الدقيقة التي تفصل بين الحقيقة والخيال الرقمي، مما يجعل الفيلم تجربة غنية تدعو للتفكير. ويعكس الفيلم تحديات معاصرة يواجهها المجتمع، في محاولة جريئة لتقديم الفن كأداة للتعبير عن هذه القضايا.

**نظرة جديدة إلى التعاون العربي-الهوليوودي**

تعمل شركة “إيفور برودكشن” على إنتاج هذا الفيلم، ويقود العمل المنتج ميكو سعد، الذي سبق له التعاون مع الشريف في مشاريع سابقة، منها “كايرو تو هوليوود” وسلسلة “من هوليوود”، التي حققت نجاحاً ملحوظاً في الشرق الأوسط. ويبدو أن هذا التعاون المثمر دفع سعد إلى ترشيح الشريف لقيادة مشروع “راندم سيلكشن”، معتبراً أنه يجسد الكفاءة الفنية التي يبحث عنها.

يركز الفيلم على سرد فريد من نوعه من خلال خمسة فصول، كل منها يدور حول مواضيع تتعلق بالتنوع العرقي، والعائلة، والمرأة والرجل، مع التركيز على التفاعل بين الواقع والواقع الافتراضي. وقد اختار الشريف لهذه الأدوار نخبة من الممثلين، بينهم النجم السوري جهاد عبدو، المعروف بأدواره الهامة مع ممثلين عالميين أمثال نيكول كيدمان وتوم هانكس.

**ختام يستدعي الترقب**

يُعد “راندم سيلكشن” علامة فارقة في مسيرة سيف الشريف، حيث يستعد لإطلاق تجربة سينمائية غير تقليدية تجمع بين الإبداع البصري والرؤية الفنية العميقة. في ظل هذه الجهود، يتطلع الجمهور لمشاهدة فيلمٍ يتجاوز حدود المتعة البصرية، ليشكل بصمة جديدة في عالم السينما. فيلم “راندم سيلكشن” ليس مجرد مشروع فني عابر، بل هو خطوة جديدة على طريق طويل من العطاء السينمائي، يضاف إلى إرث فني لمخرج عربي صنع لنفسه مكانة خاصة في صناعة الأفلام العالمية.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد