في جنوب الولايات المتحدة، وقرب حدود ولاية كاليفورنيا مع المكسيك، تقع مدينة صغيرة، تشابه الكثير من مدن كاليفورنيا الصيفية، لكنها تتميز كونها تحتضن واحدة من أكبر الجاليات العراقية خارج العراق.
هذه المدينة اسمها “إل كاهون”، وتتبع لمقاطعة سان دييغو، هاجر إليها الآلاف من العراقيين منذ الثمانينات، وأصبحت مركزا للاستقرار بالنسبة للعراقيين الراغبين في التوجه إلى أميركا.
البصمة العراقية واضحة جدا، حيث تملأ المتاجر العراقية شوارع المدينة، والتي جعلت من المدينة مزارا للعراقيين من الولايات الأخرى.
وقال أحد سكان المدينة العراقيين الذي يعمل في محل للمجوهرات: “إل كاهون تعتبر مدينة عراقية بالكامل، بإمكانك المعيشة هنا حتى دون تعلم الإنجليزية”.
في الشارع الرئيسي بالمدينة، شارع “مين ستريت”، تبرز المحلات العراقية، واللغة العربية تزين قطع المتاجر، وكأنك في قلب بغداد، وليس في كاليفورنيا.
قبل عدة أعوام، لقبت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” المدينة بـ”بغداد الصغيرة”، بسبب ارتفاع عدد الوافدين العراقيين للمدينة.
الحضور العراقي بدا واضحا جدا، حتى إن نصب الحرية الشهير الذي يقع في فلب بغداد، تم تصميمه بشكل مقتطع، في أحد شوارع المدينة، وذلك بفضل أحد التجار العراقيين الذين أرادوا إضافة لمسة عراقية للمدينة، فحصلوا على التصريحات اللازمة وقاموا بإنشاء النصب.
كما أن أحد الشوارع الفرعية، يحمل اسم “بغداد”، بعد تقديم طلب رسمي للبلدية بالاسم، من قبل عدد من سكان الجالية العراقية.
وقال صاحب مطعم “هابي تايم” العراقي في المدينة: “حتى السكان الأميركيين تعلموا من عاداتنا، وأقبلوا بشكل كبير على الطعام العراقي”.
وشدد مهند الحلاق على أن إل كاهون قد تكون “المكان الأفضل للمعيشة بالنسبة للعراقيين، خارج العراق، بسبب التجمع والأجواء العراقية المؤنسة”.
العراقيين انتشروا في أماكن عدة من العالم، مثل بريطانيا وأوروبا، لكن حضورهم في منطقة سان دييغو قد يكون الأكثر وضوحا من الناحية البصرية، خاصة وأن طقس المدينة يشبه كثيرا الطقس العراقي الحار، ومناطقها الصحراوية الممزوجة بالخضار، تشبه بغداد في بعض اللمحات، الأمر الذي جعلها تستحق لقب “بغداد الصغيرة”.