منذ 30 عاما، عاشت القارة الأوروبية على وقع أسوأ كارثة بحرية حصلت بمياهها زمن السلم. فأثناء إبحارها بالبلطيق سنة 1994، غرقت السفينة السياحية إم إس إستونيا (MS Estonia) متسببة في سقوط مئات القتلى.

وبسبب عدد الضحايا المرتفع، صنفت كارثة إم إس إستونيا ضمن قائمة أكثر الكوارث البحرية دموية بالتاريخ خلف كل من كارثة آر إم إس إمبرس أوف أيرلند (RMS Empress of Ireland) سنة 1914 وكارثة التيتانيك سنة 1912.

فترة عمل إم إس إستونيا

فقد سجّل أول طلب لإنتاج السفينة إم إس إستونيا سنة 1979 لدى حوض بناء السفن الألماني ماير ويرفت (Meyer Werft) الواقع عند منطقة بابنبورغ (Papenburg).

وفي البداية، اتجهت إحدى شركات الشحن النرويجية لطلب هذه السفينة بهدف استغلالها بالرحلات بين كل من ألمانيا والنرويج.

وباللحظات الأخيرة، تخلت هذه المؤسسة النرويجية عن فكرة بناء السفينة ليؤول بذلك العقد لصالح مؤسسة ريدري إب سالي (Rederi Ab Sally) التي كانت واحدة من شركاء مؤسسة فيكينغ لاين (Viking Line) الفنلندية.

إلى ذلك، دخلت هذه السفينة الخدمة سنة 1980. وأثناء مسيرتها، حملت الأخيرة العديد من الأسماء حيث سميت في البداية فايكنغ سالي (Viking Sally) وسيلجا ستار (Silja Star) قبل أن تحصل في النهاية على اسم إستونيا عقب شرائها سنة 1993 من قبل مؤسسة نوردستورم تولين (Nordström & Thulin) السويدية بهدف استخدامها لصالح مؤسسة إستلاين (Estline) للإبحار ما بين إستونيا وفنلندا والسويد.

852 ضحية

وأثناء عبورها ما بين تالين، بإستونيا، وستوكهولم، بالسويد، يوم 28 أيلول/سبتمبر 1994، غرقت السفينة إم إس إستونيا ما بين منتصف الليل وخمسين دقيقة والساعة الواحدة صباحا وخمسين دقيقة بعرض بحر البلطيق.

وبحسب ما جاء بالتقرير الرسمي، غرقت السفينة عقب انفصال الباب المقوس، وهو ما أدى لفتح منحدر السفينة تدريجيا ودخول المياه إليها.

من جهة ثانية، تسبب سوء توزيع البضائع على متن السفينة لميلانها بسرعة وهو ما أدى بالتالي لتسرب المياه وغرق العديد من الطوابق. ومع انقطاع التيار الكهربائي تأخرت عملية إعلان حالة الطوارئ بشكل واسع لفترة قاربت الساعة والنصف. وبالتالي، تعطلت جهود البحث والإنقاذ لفترة طويلة.

لاحقا، انتقدت التحقيقات طريقة بناء السفينة وموقف طاقمها الذي فشل في ملاحظة تسرب المياه وهو ما تسبب في تأخر إعلان الإنذار.

تواجد على متن إم إس إستونيا لحظة غرقها 989 شخصا. ومن ضمن هؤلاء توفي 852 إما غرقا أو بسبب درجات الحرارة المنخفضة. وفي المقابل، نجا 137 آخرون. وحسب الإحصائيات، تواجد ضمن الضحايا حوالي 500 سويدي إضافة لما يقارب 284 إستوني بينما توزع بقية الضحايا على دول مختلفة.

غرق سفينة هندية قبالة جزيرة سقطرى الان