قال مسؤول كبير بجماعة حزب الله اللبنانية لرويترز، الثلاثاء، إن حسن نصر الله الأمين العام للجماعة “بخير ولم يصب بأي أذى” عقب سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة “بيجر” في أنحاء لبنان.
وأعلن فراس الأبيض وزير الصحة اللبناني ، الثلاثاء، أن تفجيرات البيجر أسفرت عن مقتل 8 أشخاص بينهم طفلة، فيما أصيب 2750 بينهم 200 حالة حرجة.
كما ووقعت انفجارات متزامنة لأجهزة اتصالات الثلاثاء أدت إلى مقتل وإصابة المئات في عدد من المدن اللبنانية.
وذكر حزب الله في بيان: “انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة”.
وأوضح وزير الصحة اللبناني أن “معظم الإصابات الناتجة عن انفجارات أجهزة بيجر كانت في اليد والوجه”.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي جوزيف نصار في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”، إن ما حدث هو إقحام فيروس على برمجية أجهزة الـpagers، مضيفا أن الفيروس يجعل هذه البرمجية تعمل بشكل مرتفع جدا، الأمر الذي يؤدي إلى انفجار البطارية.
وتابع: “يبدو أن إسرائيل جمعت المعلومات اللازمة عن هذه الأجهزة وحضرت لهذه العملية منذ فترة طويلة”.
ويعتبر اختراق الاتصالات واحدا من الأساليب التي تتبعها إسرائيل للوصول إلى أهدافها، حيث يعد اغتيال فؤاد شكر مثالا حيا على الوصول إلى الأهداف من خلال الاتصالات.
البيجر وبطاريات الليثيوم
إلا أن الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، يعد أكبر اختراق أمني تعرض له حزب الله منذ قرابة عام بحسب ما أفاد مسؤول في الحزب لوكالة رويترز.
ويلجأ حزب الله اللبناني لاستخدام تقنيات قديمة للتهرب من قدرات إسرائيل التكنولوجية المتقدمة في المراقبة، وذلك في أعقاب مقتل عدد من قادة الحزب في غارات جوية إسرائيلية.
وقال مسؤول في حزب الله لوكالة أسوشيتد برس، الثلاثاء، إن 150 شخصا في الأقل، منهم أعضاء في الجماعة، أصيبوا في مناطق مختلفة من لبنان عندما انفجرت أجهزة البيجر التي كانوا يحملونها.
وأضاف المسؤول، أن الانفجارات كانت نتيجة “عملية أمنية استهدفت الأجهزة” واتهم المسؤول، دون الخوض في تفاصيل، إسرائيل بالوقوف وراء هذا الحادث الأمني.
وأشار إلى أن أجهزة البيجر الجديدة التي كان أعضاء حزب الله يحملونها تحتوي على بطاريات ليثيوم انفجرت على ما يبدو.
ويمكن لبطاريات الليثيوم، عند ارتفاع درجة حرارتها، أن تصدر دخانا وتذوب وحتى تشتعل.
تستخدم بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن في المنتجات الاستهلاكية التي تندرج من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة إلى السيارات الكهربائية.
ويمكن أن تصل حرارة بطاريات الليثيوم إلى 590 درجة مئوية (1100 درجة فهرنهايت).
المراقبة الإلكترونية الإسرائيلية
وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في هذه الهجمات، وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه.
ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، مثل اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، من بين أكثر العمليات تطورا في العالم.
ومنذ شهرين قال الجيش الإسرائيلي في بيان ، إن عملياته “تعتمد على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته وبنيته التحتية”.
مسؤول استخباراتي لا يستبعد تورط عناصر إيرانية في تفجير اجهزة البيجر