اعلن الدكتور فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، إن أعراض فيروس جدري القرود تتمثل في طفح جلدي، وإصابة الشخص بالصداع وارتفاع بدرجة الحرارة وألم في الظهر والعمود الفقري والعضلات والمفاصل.
وأضاف عودة خلال تصريحات تليفزيونية، الجمعة، أن أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود كانت في عام 1970، حيث إن هذا الفيروس قديم ومتعارف عليه، وهذا ما يفرقه عن فيروس كورونا.
وأشار رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية إلى أن متحور جدري القرود الموجود حاليًا يصيب الشباب والحوامل والأطفال وسريع في الانتشار وارتفاع نسبة الوفاة، وهذا ما يفرقه عن المتحور الذي ظهر في عام 2022.
وأوضح خبراء الصحة العالمية، أن هناك طرقا محددة لانتقال مرض جدري القرود خلال الفترة الحالية حول أكثر من دولة في العالم، موضحين أهم الأعراض وسلوكيات الوقاية منه.
وحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية، يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عبر الاتصال المباشر بالجلد المصاب أو من خلال تواجد الفيروس في مناطق مثل الفم أو الأعضاء التناسلية.
ما هو جدري القرود
جدري القرود (بالإنجليزية: Monkeypox)، أو ما يعرف بجدري النسناس، هو مرض نادر ينتج عن الإصابة بفيروس جدري القرود، وهو مرض يشبه مرض الجدري (بالإنجليزية: Smallpox) الذي يسببه فيروس فاريولا (بالإنجليزية: Variola Virus)، ولكن لا يعد جدري القرود قاتلاً كما هو الحال عند الإصابة بالجدري.[1،2]
حديثاً، ازداد عدد الإصابات بمرض جدري القردة مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعل منه مصدر للقلق لدى العديد من الأفراد خوفاً من أن يصبح وباء عالمي، كما حصل لفيروس كورونا الجديد.
تاريخ جدري القرود ومدى انتشاره
تم اكتشاف مرض جدري القرود لأول مرة في عام 1958 نتيجة حدوث تفشي لمرض يشبه الجدري بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض جدري القرود، بينما تم تشخيص أول حالة إصابة بهذا المرض بين البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو وقد كانت لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات.
كان مرض جدري القرود ينتشر بشكل أساسي في دول وسط وغرب أفريقيا، حيث تم تسجيل الإصابة بهذا المرض خارج قارة إفريقيا 3 مرات فقط قبل حلول عام 2022، وهي كما يلي:
وقد بدأ مرض جدري القردة يشكل قلقاً ابتداء من شهر مايو من عام 2022، حيث بدأ بالانتشار لبلدان متعددة غير الموبوءة، ومنها أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والبرتغال، وإسبانيا، والسويد، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. كما تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل في كل من سويسرا، والدنمارك، وجزر الكناري. [2]
أنواع فيروس جدري القرود
يوجد نوعين أو فرعين حيويين لفيروس جدري القرود، حيث يقسم هذا الفيروس إلى المجموعتين التاليتين:
فيروس جدري القرود الوسط إفريقي (حوض الكونغو)، ويتميز هذا النوع بتسببه بأعراض أكثر شدة من النوع الآخر، وتسببه بنسب أعلى من الوفيات، كما أنه أسهل انتقالاً.
فيروس جدري القرود الغرب إفريقي، وهو ما ينتشر الإصابة فيه حالياً، والذي يسبب أعراض أقل شدة من النوع الآخر، كما أن عملية انتقاله من شخص لآخر عن طريق التلامس محدودة.
تفشى سلالة جديدة من جدرى القرود يثير القلق فى العالم
فيروس جدري القرود بدأ يؤرق العالم، بعد ظهوره مجددا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وامتد إلى العديد من الدول المجاورة، حيث انتقلت سلالة 1b Mpox لـ 7 دول أفريقية، هي الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى ورواندا، وأوغندا وكينيا أوائل أغسطس 2024، ومنها إلى خارج القارة، وخلافا للسلالات السابقة فإن السلالة الحالية تنتشر بسهولة أكثر ويمكن أن تنتقل بين الأطفال في المدارس.
يقول الدكتور عاطف محمد كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن جدري القردة (إمبوكس) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جنس الفيروسة الجُدرية، لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، وتُعرف الأعراض الشائعة لجدري القردة بالطفح جلدي والذي يظهر عادة بعد 1 إلى 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى على الشخص المصاب، يبدأ عادة على الوجه قبل أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ولكن يمكن الخلط بينه وبين جدري الماء، وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.
لافتا إلى إمكانية انتقال جدري القردة إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص مصاب أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة، مؤكدا أنه يمكن الوقاية من جدري القردة بتجنب المخالطة الجسدية مع شخص مصاب،كما يمكن أن يساعد التطعيم في منع انتشار العدوى.
وأضاف كامل، أن أغلب المصابين يتعافون منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد، وقد يصاب أى شخص بمرض جدري القردة، وهو ينتشر عن طريق:
• مخالطة أشخاص مصابين، عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي
• ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها
• ملامسة مواد مثل الملاءات أو الملابس أو الإبر الملوثة
• ملامسة الحوامل المصابات اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أجنتهن.
وأشار إلى إمكانية انتقال جدري القردة من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة عن طريق العضات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات.
وأضاف وكيل كلية الطب البيطرى بجامعة عين شمس: يسبب جدري القردة علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض للفيروس، وتستمر الأعراض عادة لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وتتمثل الأعراض الشائعة لجدرى القردة في: طفح جلدى، الحمى، التهاب الحلق، الصداع، آلام العضلات، آلام الظهر، الوهن وتورم الغدد الليمفاوية، وبالنسبة لبعض الأشخاص، تتمثل أولى أعراض جدري القردة في ظهور الطفح الجلدي، في حين قد تظهر لدى البعض الآخر أعراض مختلفة أولاً، ويبدأ الطفح الجلدي في شكل قرحة مسطحة وقد تسبب حكة أو قد تكون مؤلمة، وتظهر عادة على راحتي اليدين وباطن القدمين، والوجه والفم والحلق، وفتحة الشرج، وقد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من تورم مؤلم في المستقيم أو ألم وصعوبة لدى التبول.
ويمكن أن يتعرض الأشخاص المصابون بجدري القردة لمرض شديد أو مضاعفات، من بينها: إصابة الجلد بالبكتيريا ما يؤدي إلى خراجات أو تلف خطير في الجلد، وتشمل المضاعفات الأخرى الالتهاب الرئوي وعدوى القرنية مع فقدان البصر؛ والألم أو صعوبة البلع والقيء والإسهال التي تسبب الجفاف الشديد أو سوء التغذية؛ أو التهاب الدماغ، والقلب (التهاب عضلة القلب)، أو المستقيم (التهاب المستقيم)، أو الأعضاء التناسلية، أو الممرات البولية أو الموت.
أما عن تشخيص الإصابة به، قال الدكتور عاطف محمد كامل، قد يكون التعرف على جدري القردة أمرا صعبا لأن العدوى قد تبدو متشابهة مع الحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والهربس والزهري وغيرها، لافتا إلى أنه يمكن أن يساعد الحصول على لقاح لجدري القردة في منع العدوى، وينبغي إعطاء اللقاح في غضون 4 أيام بعد مخالطة أحد المصابين بجدري القردة (أو في غضون 14 يوما إذا لم تكن هناك أعراض)، كما يوصى بتطعيم الأشخاص المعرضين لخطر كبير لمنع الإصابة بجدري القردة، ويشمل ذلك: العاملون الصحيون المعرضون لخطر التعرض للفيروس، لافتا إلى أنه لمنع انتشار جدري القردة بين الآخرين، ينبغي للأشخاص المصابين بجدري القردة الخضوع للعزل في المنزل، أو في المستشفى إذا لزم الأمر، طوال فترة العدوى.
أول إصابة بسلالة جدري القردة خارج إفريقيا و مطار مدريد يعلن إلاجراءات الوقائية