إدانات عربية وتحذيرات من تصعيد بالشرق الأوسط بعد إغتيال هنية

توالت الإدانات من دول عربية، الأربعاء، لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، مع تحذيرات من تصعيد في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في بيانات صادرة عن قطر وسلطنة عمان والأردن والعراق ولبنان، إضافة إلى حزب الله و الحوثيين، تعليقا على اغتيال هنية غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وسط إدانات فلسطينية من الرئيس محمود عباس والفصائل.
“تأجيج للصراع”

وأدانت قطر في بيان للخارجية، “بأشد العبارات اغتيال هنية في طهران”، واعتبرته “جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرًا للقانون الدولي والإنساني”.
وأكدت على أن “عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام”.
وجددت الخارجية “موقف قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب”، معبرة عن “تعازي قطر قيادة وشعبا لذوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه الشخصي وفلسطين وشعبها”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في منشور على إكس، على أن “نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”.
وأضاف أن “السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة”.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
بدورها، أدانت مصر في بيان للخارجية، سياسية التصعيد الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “خطيرة”، محذرة من “مغبّة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع في المنطقة”.

واعتبرت أن “تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوّض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف حرب غزة”.
وطالبت مصر “مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليًا، بالاضطلاع بمسؤوليتها في وقف هذا التصعيد الخطير بالشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية”.

وفي السياق ذاته، أعربت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاغتيال هنية، مؤكدة أن ذلك “انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني وتقويض واضح لمساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.
كذلك، أدان الأردن، في بيان للخارجية بـ”أشد العبارات اغتيال إسماعيل هنية”، متهما إسرائيل بتلك العملية، وأكد أن ذلك يمثل “خرقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة”.
وشدد الأردن على “ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”، معبرا عن “التعازي لفلسطين وشعبها، ولذوي هنية ومرافقه”.

من جانبه، أدان وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، في منشور على إكس، “بأشد العبارات اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية رحمه الله”، معتبرا ذلك “جريمة نكراء وخرقا فاضحا للقانون الدولي”.

بدوره، أدان العراق في بيان للخارجية، اغتيال هنية، واعتبره “عملية عدوانية تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة”.
ودعا العراق “المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات المتكررة وانتهاك سيادة الدول”.
وفي لبنان، أدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اغتيال هنية، وذلك في بداية جلسة طارئة لمجلس الوزراء للتباحث بشأن الغارة الإسرائيلية التي طالت بيروت مساء الثلاثاء، وأدت لمقتل طفلين وامرأتين وإصابة أكثر من 80 آخرين، وفق وزارة الصحة والصليب الأحمر اللبناني.
وقال ميقاتي قال: “ندين بقوة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونرى في هذا العمل خطرا جديًا بتوسّع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
“تصعيد خطير”

على مستوى الحركات، نعى حزب الله اللبناني، في بيان، هنية، ووصفه بأنه من “قادة المقاومة الكبار في عصرنا الحاضر، ‏الذين وقفوا بكل شجاعة أمام مشروع الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني”.
وأكد الحزب أن “شهادة القائد هنية ستزيد المقاومين في كل ‏ساحات المقاومة إصرارًا وعنادًا على مواصلة طريق الجهاد”.
كما أدانت جماعة أنصار الله اليمنية، في بيان، اغتيال هنية، معتبرة ذلك “جريمة إرهابية وتصعيدا خطيرا”، وحمّلت إسرائيل المسؤولية عنها.
وفي وقت مبكّر الأربعاء، أعلنت حماس اغتيال هنية إثر “غارة صهيونية غادرة” على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء، في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني باستشهاد هنية في طهران، موضحًا أن “التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبا”.
فيما امتنع الجيش الإسرائيلي عن التصريح بشأن اغتيال هنية، قائلا لمراسل الأناضول: “لا نعلق على هذه التقارير”.
ولاحقا، أعلنت حماس أن مراسم تشييع رسمية وشعبية ستقام لهنية في طهران غدا الخميس، قبل نقل جثمانه إلى الدوحة لإقامة صلاة الجنازة ودفنه فيها الجمعة.

ومنذ تأسيس حماس عام 1987 لمقاومة الاحتلال، اغتالت إسرائيل عددا من أبرز قادتها، منهم: الشيخ أحمد ياسين (المؤسس) وعبد العزيز الرنتيسي وصالح العاروري وأحمد الجعبري وصلاح شحادة.
وجاء اغتيال هنية في وقت تشن فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول ؛ أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

الصدر عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران