قال النائب العام في مدينة طرابلس الليبية، الأحد، في تقرير خاص حصلت صحيفة العراق علىى نسخة نته يفيد بالقول بإن محكمة ليبية قضت بسجن 12 مسؤولا بسبب انهيار سدود في درنة العام الماضي، مما أدى إلى مقتل وفقدان الآلاف من سكان المدينة.
وأصدرت محكمة الاستئناف في درنة أحكاما بالسجن تتراوح بين 9 و27 عاما على المسؤولين عن إدارة مرافق السدود في البلاد، بينما برأت 4 مسؤولين آخرين.
وشهدت درنة، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها 125 ألف نسمة، فيضانات مدمرة في سبتمبر الماضي، من جراء العاصفة دانيال.
وقتل وفقد الآلاف نتيجة الفيضانات، التي أدت إلى تدمير السدود وجرف المباني وتدمير أحياء بأكملها.
وأضاف النائب العام في بيان أن 3 من المتهمين ملزمون بـ”إعادة الأموال التي حصلوا عليها من مكاسب غير مشروعة”.
ولم يذكرالبيان أسماء المتهمين أو مناصبهم.
وذكر مصدر قضائي في درنة لوكالة “رويترز” عبر الهاتف: “وجهت للمسؤولين المدانين تهم الإهمال والقتل العمد وإهدار المال العام”، مضيفا أن بإمكانهم الطعن في الأحكام.
وقال البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في تقرير سابق، إن السيول المدمرة في درنة شكلت كارثة مناخية وبيئية تتطلب 1.8 مليار دولار لتمويل إعادة الإعمار والتعافي.
وجاء في التقرير أن انهيار السدود حدث بسبب عدة عوامل منها تصميمها استنادا إلى معلومات هيدرولوجية قديمة، فضلا عن مشكلات الصيانة والحوكمة خلال أكثر من عشر سنوات من الصراع في ليبيا.
مفاجأة تاريخية جديدة
أزهقت الفيضانات التي اجتاحت درنة في شرق ليبيا، الشهر الماضي، أرواح آلاف البشر، وأتلفت أطلال مدينة قورينا اليونانية التاريخية في الجبال القريبة، لكنها أماطت اللثام عن آثار جديدة كانت قابعة هناك بعدما انجرفت التربة والأحجار خلال الكارثة.
وأصبحت المدينة تعرف حاليا باسم شحات.
وتقف معابد قورينا ذات الأعمدة الحجرية شامخة على تلة خصبة بالقرب من صخور صخرية، وهي ضمن خمسة مواقع للتراث العالمي في ليبيا، وفقا لتصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إلى جانب الآثار الرومانية الكثيرة المطلة على البحر المتوسط في صبراتة ولبدة الكبرى.
يقول علماء إن العاصفة دانيال تسببت في هطول أمطار بلغ منسوبها نحو متر على التلال في شرق ليبيا، وهي كمية غير مسبوقة منذ بدء تسجيل البيانات في منتصف القرن التاسع عشر، وكانت المياه لا تزال تتدفق عبر الموقع عندما زارته رويترز، الأسبوع الماضي.
وقال عادل بوفجرة، المراقب في إدارة آثار شحات، إن الماء تسبب في تراكم الطين والركام في منطقة الحمامات التي تعود للعصر اليوناني، وهو ما يحتاج إلى جهد وفرق متخصصة لإزالتها.
وحذر من أنه على الرغم من أن الأضرار طفيفة حتى الآن، ربما تكون الفيضانات زادت من حالة هبوط التربة التي يمكن أن تؤدي في وقت لاحق إلى انهيار أحد المعالم الأثرية.
وقال “أنا متأكد إن حيكون في شيء معين سيحدث، أتمنى أن تكون تخميناتي خاطئة وليست صحيحة، نحن نتوقع أن أحد المعالم هذه سيتعرض للانهيار بسبب المياه”.
وقال بوفجرة إنه رغم أن ذلك يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بالآثار الساحرة في شحات، والتي كانت نقطة جذب سياحي منذ القرن الثامن عشر، فقد كشفت المياه أيضا عن نظام صرف روماني لم يكن معروفا من قبل.