قد تزيد الوحدة المزمنة بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بين كبار السن، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها جامعة هارفارد. ويسلط البحث، الذي نُشر في مجلة “إي كلينيكال ميدسين “، الضوء على الآثار المترتبة على الشعور بالوحدة على الصحة العامة.
دراسة تحذر من «الشعور بالوحدة».. مخاطر تصل إلى الوفاة
وقالت المؤلفة الرئيسية ييني سوه، وهي باحثة مشاركة في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية: “تعتبر الوحدة على نحو متزايد قضية صحية عامة رئيسية، وتسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء بشكل أكبر على سبب ذلك، خاصة عندما نعاني منها بشكل مزمن، حيث تشير دراستنا إلى أن الوحدة قد تلعب دورا مهما في الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي تعد بالفعل أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والوفيات على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.”
واستخدمت الدراسة بيانات من دراسة الصحة و التقاعد (HRS) الممتدة بين عامي 2006 و2018، لتقييم العلاقة بين التغيرات في الشعور بالوحدة وحدوث السكتة الدماغية مع مرور الوقت.
وقام الباحثون بتحليل استجابات 12161 شخصا بالغا تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق ولم يسبق لهم أن تعرضوا لسكتة دماغية، وذلك باستخدام مقياس الوحدة المنقح لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لإنشاء درجات موجزة للوحدة
وتم تصنيف المشاركين إلى أربع مجموعات بناء على درجات الشعور بالوحدة الخاصة بهم في نقطتين زمنيتين: “منخفضة باستمرار”، و”متحولة”، و”بداية حديثة”، و”مرتفعة باستمرار”.
ووجدت الدراسة أن أولئك الذين ينتمون إلى المجموعة “المرتفعة باستمرار” لديهم خطر أعلى بنسبة 56% للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى المجموعة “المنخفضة باستمرار”، حتى بعد مراعاة عوامل الخطر الصحية والسلوكية الأخرى.
وتقول سوه: إن “التقييمات المتكررة للوحدة قد تساعد في تحديد أولئك الذين يعانون من الوحدة بشكل مزمن، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، وإذا فشلنا في معالجة مشاعرهم بالوحدة، على المستوى الجزئي والكلي، فقد تكون هناك عواقب صحية عميقة، والأهم من ذلك، يجب أن تستهدف هذه التدخلات على وجه التحديد الشعور بالوحدة، وهو تصور شخصي ولا ينبغي الخلط بينه وبين العزلة الاجتماعية”.
وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من أن الشعور بالوحدة في وقت ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إلا أن التأثير يكون أكثر وضوحا عندما يتم الشعور بالوحدة بشكل مزمن.
ولم يُظهر المشاركون الذين عانوا من الشعور بالوحدة أو الشعور بالوحدة في الآونة الأخيرة نمطا واضحا لزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مما يشير إلى أن تأثير الوحدة على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أكثر أهمية على المدى الطويل.
ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لفحص التغيرات الدقيقة في الشعور بالوحدة على مدى فترات قصيرة وطويلة وفهم الآليات الأساسية للارتباط بين الشعور بالوحدة والسكتة الدماغية، وقد لا تكون النتائج، التي ركزت على البالغين في منتصف العمر وكبار السن، قابلة للتعميم على الأفراد الأصغر سنا.
وفي عام 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الشعور بالوحدة يمثل تهديدا صحيا عالميا كبيرا، وربطت آثاره على الوفيات بما يعادل تدخين 15 سيجارة يوميا.
وكانت أبحاث سابقة ربطت بين الشعور بالوحدة وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ونشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة “eClinicalMedicine”.
عقار سحري .. يحسن مشكلات أبرزها السكري و القلب