من «أبل» يوفّر خدمة تسجيل المكالمات في أجهزة «آيفون»، ما جعل المستخدمين يعتمدون على تطبيقات أو أجهزة خارجية لتحقيق هذه الغاية. رغم التحديثات المتعددة والتحسينات المستمرة التي أضافتها «أبل» على مر السنين،

فإن ميزة تسجيل المكالمات ظلت غائبة عن النظام بشكل رسمي، لكن «أبل» أعلنت مؤخراً أنها ستوفر هذه الميزة المنتظرة في الإصدار iOS 18 المقبل. بالإضافة إلى تسجيل المكالمات، سيأتي الإصدار الجديد

مع ميزة مهمة جداً وهي تفريغ النصوص، التي ستمكّن المستخدمين من تحويل المكالمات المسجلة إلى نصوص مكتوبة بسهولة وسرعة باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تعد تحولاً مهماً في سياسة «أبل» تجاه توفير مزيد من الأدوات التي تعزز تجربة المستخدم وتجعلها أكثر شمولية وفاعلية.

إذ و تقدم الميزة تسجيل المكالمات مع تفريغها نصياً مع إشعار المشاركين تلقائياً لضمان الخصوصية والامتثال للقوانين (أبل)

تفاصيل ميزة تسجيل المكالمات الجديدة

توفر «أبل» الآن خيار تسجيل المكالمات في تطبيق الهاتف. سيتمكن المستخدمون من تسجيل مكالماتهم بسهولة عبر الضغط على خيار التسجيل الجديد الذي يظهر في واجهة التطبيق. يعرض التطبيق موجة صوتية ومدة التسجيل، ما يتيح للمستخدمين متابعة التسجيل بوضوح.

التفريغ النصي

بعد تسجيل المكالمة، يمكن تفريغ الصوت نصياً مباشرة في تطبيق الملاحظات (Notes). هذه الخاصية تتيح للمستخدمين تحويل المحادثات الصوتية إلى نصوص مكتوبة، ما يسهل عليهم مراجعة المحتوى أو استخدامه في أغراض يمكن أيضاً توليد ملخص للمكالمة باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي الجديد من أبل (Apple Intelligence AI).

إشعارات الخصوصية

من أهم ميزات هذا النظام هو آلية التنبيه الأوتوماتيكية التي تُخبر جميع المشاركين في المكالمة بأنها تُسجل. هذا الإجراء يهدف إلى حماية الخصوصية والامتثال للقوانين التي تتطلب موافقة جميع الأطراف على التسجيل.

اللغات المدعومة

تتضمن ميزة التفريغ النصي دعماً للغات عدة، منها الإنجليزية، والإسبانية، والألمانية، والفرنسية، واليابانية، والصينية الماندرين، والكانتونية، والبرتغالية. هذا التنوع في دعم اللغات يعكس التزام «أبل» بتوفير خدماتها لمجموعة واسعة من المستخدمين حول العالم.

تأتي ميزة تسجيل المكالمات في iOS 18 لتلبية احتياجات شريحة واسعة من المستخدمين، مع التركيز على حماية الخصوصية والامتثال للقوانين. هذه الخطوة تُظهر التزام «أبل» المستمر بتحسين خدماتها وتقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدمين. مع التحسينات الإضافية في النظام، يبدو أن «iOS 18» سيكون تحديثاً مهماً ومثيراً للاهتمام لعشاق التكنولوجيا.

ما تأثير خدمة «أبل» الجديدة لتسجيل المكالمات

أثار إعلان شركة «أبل»، صانعة هواتف «آيفون» إتاحة خدمة تسجيل المكالمات الصوتية وكتابتها، تساؤلات بشأن تأثير الخدمة الجديدة على العمل الإعلامي، لا سيما أن الصحافيين يضطرون لاستخدام تطبيقات خارجية لتسجيل المكالمات الهاتفية المهنية. وفي حين احتفى صحافيون وخبراء بإعلان «أبل»، فإنهم شددوا في المقابل على أن جميع أدوات الذكاء الاصطناعي ليست إلا عوامل مساعدة للصحافي، وبالتالي لن تحل محله.

في مؤتمر المطوّرين العالمي الذي استضافته ولاية كاليفورنيا الأميركية، الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «أبل» دمج أدوات تستند إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تحت اسم «أبل إنتليجنس» عبر مجموعة تطبيقاتها بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، وذلك عبر شراكة مع شركة «أوبن إيه آي» المنتجة لتطبيق «تشات جي بي تي».

وأشارت «أبل» إلى ميزات عدة، ذكرت أنها ستكون متاحة من خلال «أبل إنتليجنس»، منها توفير خدمة تسجيل وكاتبة المكالمات التي تُجرى عبر هواتف «آيفون».

هذه الميزة «لفتت انتباه الصحافيين»، وفق جوشوا بينتون، المدير السابق لمعهد «نيمان لاب»، المتخصص في الدراسات الإعلامية، الذي قال في تقرير نشره المعهد الأسبوع الماضي، إن «عملية تسجيل وتفريغ المكالمات الهاتفية تستغرق نحو 172 في المائة من وقت الصحافي، وتتطلب بالنسبة لمستخدمي هواتف (آيفون) الاستعانة بتطبيقات خارجية معظمها باشتراكات مالية». ولفت بينتون «احتفاء الصحافيين» بما أعلنته «أبل»، مع أن «موعد إطلاق الخدمة لا يزال غامضاً، فهي مرتبطة بإصدار نظام (آي أو إس 18) في سبتمبر (أيلول) المقبل، وكذلك بتفعيل خدمة (أبل إنتليجنس) الذي لم يكشف عنه بعد». وأوضح أنه «مراعاةً للمطالب القانونية ستعلن (أبل) للطرفين أن المكالمات ستُسجّل».

وحسب موقع «أبل»، فإن خدمة كتابة المكالمات باللغة الإنجليزية، ستتوفر في كلٍّ من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا والهند وآيرلندا ونيوزيلندا وسنغافورة، وباللغة الإسبانية في كل من الولايات المتحدة والمكسيك وإسبانيا، إضافةً إلى اللغة الفرنسية في فرنسا، والألمانية في ألمانيا، واليابانية في اليابان، في حين يعمل باللغة الصينية في الصين وتايوان، والكانتونية في الصين وهونغ كونغ، والبرتغالية في البرازيل. وستتيح الخدمة الجديدة تلخيص النصوص وإنشاء محتوى آخر، مثل الرسوم المتحركة المخصصة لأمور منها على سبيل المثال تمني عيد ميلاد سعيد لصديق.

من جانب آخر، كانت «أبل» قد أفادت بأن دمج «تشات جي بي تي» في أجهزتها سيكون متاحاً في وقت لاحق من هذا العام، وستتبعه ميزات الذكاء الاصطناعي الأخرى. ونقلت وكالة «رويترز» عن كريغ فيديريغي، المدير التنفيذي للشركة، في أثناء إعلانه الخدمات الجديدة: «إننا نسعى لأن يكون المُستخدم قادراً على استخدام هذه النماذج الخارجية من دون الحاجة إلى التنقل بين الأدوات المختلفة». أما سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، فأعرب على منصة «إكس» عن «تحمس» شركته الشديد «للتعاون مع (أبل) على إدراج (تشات جي بي تي) ضمن أجهزتها في وقت لاحق من هذه السنة». وللعلم، كانت «أبل» قد دشنت الشراكة مع «أوبن إيه آي» خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

حول الخدمة الجديدة

في لقاء مع «الشرق الأوسط»، قالت ليلى دومة، الباحثة الجزائرية في علوم الإعلام والاتصال، إن خدمة «أبل» الجديدة كباقي مميّزات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي «تُسهم في تسهيل عمل الصحافي والإعلامي»، وإن «البعض قد يتخوّف من تداعيات الذكاء الاصطناعي على المهنة، لا سيما في ظل الحديث عن أن التكنولوجيا ستحل محل الصحافي، إلا أن جميع مُخرجات الذكاء الاصطناعي لا تستطيع إلغاء مهمة الصحافي، بل على العكس هي أدوات مساعدة للعمل، ويتوجب على الصحافي إكمال المهمة بالمراجعة والتدقيق وإعادة الصياغة».

أما الدكتور أشرف الراعي، الكاتب الصحافي الأردني والخبير القانوني المختص بالجرائم الإلكترونية وتشريعات الإعلام، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام الجديد سيشكل قيداً على عمل الصحافي، لا سيما، في ظل التحول نحو التكنولوجيا الحديثة والمنصات الرقمية، وهو ما يخالف ويتعارض مع المعاهدات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان التي تستهدف دوماً تعزيز حرية الوصول إلى المعلومات».

وأبدى الراعي تساؤلات بشأن تأثير الخدمة الجديدة على الخصوصية، «إذا ما سُمح بتسجيل المكالمات من دون إذن صاحب الشأن». وأردف: «يُعد الحق في الحياة الخاصة للإنسان من أقدس الحقوق التي نصَّت عليها النظم القانونية المُعاصرة من دساتير، وتشريعاتٍ داخلية، ومواثيق وعهود دولية. إن حرمة الحياة الخاصة وحمايتها مرآة لتطور المجتمع واستقراره، لا سيما في ظل التنافس المحموم بين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، لاجتذاب أكبر عدد من المتابعين والمعجبين».

كيف فشل زوكربيرغ في حماية الأطفال من المحتوى الجنسي والعنيف ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد