تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لتعرض متجر للنسيج في ولاية هيماشال براديش الهندية، مملوك لرجل مسلم، للنهب والتخريب من قبل حشد من الهندوس بعد أن شارك صاحب المتجر صورة أضحية عيد الأضحى عبر حسابه على تطبيق واتساب
وأظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتجر وهو يتعرض للتخريب بينما كان رجال الشرطة يراقبون.
وقام الحشد بإلقاء الملابس من المتجر بينما كان المئات من الناس المتجمعين يهتفون ويرددون شعارات معادية للإسلام، و”أطلقوا النار على الأوغاد”.
وقامت مجموعات هندوتفا ورابطة التجار، بإثارة ضجة لأول مرة في المدينة يوم الثلاثاء، كما حذروا أصحاب المحلات من تأجير عقاراتهم للمسلمين.
كما طلبوا إخلاء العقارات على الفور إذا كانت مؤجرة بالفعل للمسلمين. كما تقدمت المجموعات بشكوى إلى الشرطة مدعية أن مشاعرهم جرحت بسبب صور ذبح الأبقار في عيد الأضحى، وطالبوا باتخاذ إجراءات صارمة ضد صاحب المتجر.
هندوس يعتدون بوحشية على مسلمَين
وبحسب وسائل إعلام هندية، فإن الحادثة تعود إلى أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، بمدينة “سولابور” التابعة لولاية “ماهاراشترا” الهندية، إلا أن الفيديو برز عبر المنصات نهاية الأسبوع الماضي.
ووثّق الفيديو تجريد العديد من أعضاء جماعة “باجرانغ دال” الهندوسية المتطرفة، الرجلين المسلمين من ملابسهما، قبل تقييدهما في الشجر وضربهما بشكل مروع بالعصي، للاشتباه في ذبحهما بقرة.
وأجبر المعتدون الرجلين المسلمين على ترديد شعار “جاي شري رام” الهندوسي أثناء الاعتداء، الذي يعني (المجد للإله راما)، قبل أن يتم نقلهما إلى المستشفى، حيث وُصفت حالة أحدهما بالخطيرة، نتيجة تعرضه لإصابات بليغة في الرأس.
ووفقًا لشهادة أحد الرجلين لوسائل إعلام هندية، فإنهما كانا يجلسان في مزرعة ويخططان لذبح بقرة يملكها أحدهما بمناسبة عيد الأضحى، إلا أنهما فوجئا بظهور نحو 30 شخصًا من جماعة “باجرانغ دال” والاعتداء عليهما.
وبحسب وسائل إعلام هندية، فقد سُجلت شكوى ضد 16 شخصًا من المتطرفين المعتدين، كما تم تسجيل قضية ضد الضحيتين بموجب قانون حماية الحيوان في الولاية بتهمة ذبح الماشية.
وعبّر متفاعلون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم للحادثة، لافتين إلى غياب العقوبات الرادعة لجماعات حماية الأبقار الهندوسية، التي أكدوا استمرار اعتداء أفرادها على المسلمين.
وكتب مقدّم الأخبار الباكستاني، أويس رباني، على حسابه في تويتر “أين منظمات حقوق الإنسان؟ لماذا لا يتحدثون ضد هذه الوحشية؟ الهند تدعي أنها دولة علمانية، فلماذا لا يُسمح للمسلمين باتباع شعائرهم الدينية؟ المسلمون يتلقون أسوأ معاملة في الهند ويجب إيقافها”.
وقالت الناشطة زيترا “إنني منزعجة للغاية من الحادث المروع في سولابور في ماهاراشترا. لا ينبغي أبدًا أن يتعرض أي شخص لمثل هذه الوحشية. إنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، ويتعارض مع مبادئ الرحمة والعدالة. دعواتي للضحايا”.
وعلّق المدون سمير الأنصاري، قائلًا “لا يوجد قانون فعال في ولاية ماهاراشترا. يمكن لمنظمة باجرانغ دال الإرهابية أن تفعل أي شيء دون خوف من القانون والشرطة”.
المتطرفين الهندوس في الهند
باتت الإعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية شائعة في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية.
في الشهر الماضي ظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس.
وأظهرت اللقطات المؤثرة سائق الدراجة الهوائية ثلاثية العجلات البالغ من العمر 45 عاما وهو يُقاد عبر شوارع مدينة كانبور الواقعة في ولاية أوتار براديش الشمالية بينما الابنة الصغيرة تبكي وتتوسل الحشد للتوقف عن ضربه.
طلب المعتدون من الضحية أن يهتف “هندوستان زيند آباد” وتعني “تحيا الهند” و “جاي شري رام” التي تعني “النصر للإله رام” وهي عبارة شعبية تحولت إلى هتاف للقتل من قبل الحشود الهندوسية في السنوات الأخيرة.
امتثلت الضحية لطلبات الغوغاء لكنهم استمروا في ضربه. ولم يتوقف المعتدون عن ضرب الضحية إلا بعد أن وصلت الشرطة وأنقذته وابنته. تم إطلاق سراح ثلاثة معتدين أُلقي القبض عليهم بكفالة في اليوم التالي.
بعد بضعة أيام انتشر مقطع فيديو آخر يظهر بائعاً مسلماً يتعرض للصفع والركل واللكم من قبل حشد من الهندوس في مدينة إندور بولاية ماديا براديش بوسط البلاد.
ويمكن سماع المهاجمين وهم يسيئون معاملة تسليم علي ويطلبون منه الابتعاد عن المناطق الهندوسية مستقبلاً.
وفي الشكوى التي قدمها للشرطة لاحقاً قال تسليم علي إنه تعرض “للضرب على أيدي خمسة أو ستة رجال وجهوا له إهانات جماعية لبيعه الكعك في منطقة ذات غالبية هندوسيه وسلبوا منه ماله وهاتفه وبعض المستندات”.
لكن الغريب في الأمر أنه تم القبض على تسليم علي في اليوم التالي بعد أن اتهمته ابنة أحد المشاركين في الإعتداء والبالغة من العمر 13 عامًا بالتحرش بها. ونفت عائلة تسليم علي وجيرانه بشدة هذا الاتهام وقالوا إنه من غير المعقول أن يقترف أب لخمسة أطفال فعلاً كهذا.
ونقلت الصحف الهندية عن شهود عيانالقول إن الضحية تعرض للإعتداء بسبب هويته الدينية وبدا أن الاتهام بالتحرش الجنسي ضده كان مفبركاً.