في تقرير خاص حصلت عليه صحيفة العراق الاربعاء إذ و طور باحثون أمريكيون تصميما رائدا بالطب النانوي لتوصيل الأدوية المضادة للسرطان مباشرة إلى خلايا سرطان الرئة مع تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة المرض.
وقد أظهر هذا النهج المبتكر الذي يعتمد على استخدام سلاحين مختلفين، نتائج واعدة في الخلايا السرطانية المختبرية ونماذج أورام رئة الفئران، مما قد يوفر أملا جديدا للمرضى الذين لم تستجب أورامهم للعلاج المناعي التقليدي، وتم نشر النتائج في “ساينس أدفانسيس”.
إذ ولفهم ما فعله الباحثون، يمكنك تخيل شاحنة توصيل وهي (الجسيمات النانوية) تحمل دواء قويا، وتم تصميم هذه الشاحنة خصيصا للعثور على الخلايا السرطانية والالتصاق بها باستخدام مفتاحين مختلفين من (الأجسام مضادة) تتطابقان مع أقفال معينة (بروتينات) على الخلايا السرطانية، بحيث إذا لم يعمل أحدهما، فلا يزال بإمكان الشاحنة استخدام المفتاح الآخر لتوصيل الدواء.
ويستخدم العلاج الجسيمات النانوية المرتبطة ببروتينين (CD47 وPD-L1) على الخلايا السرطانية، مما يضمن وصول الدواء إلى هدفه، حتى في حالة فقدان بروتين واحد، ومن خلال استهداف هذه البروتينات، يساعد العلاج جهاز المناعة على تحديد الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل أفضل.
وأظهرت الاختبارات المعملية على الفئران المصابة بأورام الرئة انخفاضا كبيرا في الورم مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية.
ويعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة 85 % من جميع الحالات.
وعلى الرغم من التقدم في العلاج، فإن العديد من المرضى لا يستجيبون لمثبطات نقاط التفتيش المناعية، التي تستهدف بروتينات مثل PD-L1 التي لا يتم التعبير عنها بكثرة في معظم أورام سرطان الرئة.
ويهدف هذا العلاج الجديد إلى مواجهة هذا التحدي باستخدام جسيمات نانوية مملوءة بأدوية مقاومة للسرطان ترتبط ببروتينين مختلفين على الخلايا السرطانية، وهما ( (CD47 وPD-L1) )، مما يعزز قدرة الجهاز المناعي على تحديد موقع الخلايا السرطانية وتدميرها.
الذكاء الاصطناعي يشخص سرطان الرئة
كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون في إمبريال كوليدغ لندن، عن نهج جديد لتقييم سرطان الرئة باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) والتصوير الطبي.
وتُقدِّم الدراسة المنشورة في مجلة “الأورام الدقيقة”، طريقة غير جراحية لتصنيف أنواع سرطان الرئة والتنبؤ بنتائج المرض، وهي تقنية تسمى “الخزعة الافتراضية”.
وتتضمن الطرق التقليدية لتشخيص سرطان الرئة إجراء خزعات الأنسجة الغازية، والتي يمكن أن تكون غير مريحة، وتؤخر قرارات العلاج، وتتكبد تكاليف باهظة.
وتستخدم الطريقة الجديدة الأشعة المقطعية جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي لاستخراج معلومات حول التركيب الكيميائي لأورام الرئة، مما يوفر رؤى تفصيلية دون الحاجة إلى خزعات مادية.
ويوضح مارك بوبنوفسكي مارتيل المؤلف الرئيسي أن النظام يدمج الأشعة المقطعية مع الورم والتركيب الكيميائي لأنسجة الرئة الطبيعية، مما يتيح التصنيف الدقيق لأنواع سرطان الرئة والتنبؤات حول نتائج المرضى.
وتوضح الدراسة قدرة التصوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في تشخيص سرطان الرئة وتخطيط العلاج.
درّب الباحثون نموذج الذكاء الاصطناعي، المسمى الأنسجة الأيضية الإشعاعية المقطعية (TMR-CT)، باستخدام بيانات من مرضى سرطان الرئة الذين خضعوا للأشعة المقطعية والتنميط الأيضي لأنسجة الورم.
وأظهرت النتائج وجود علاقة قوية بين الملامح الأيضية للمرضى وميزات التصوير المقطعي، مما يشير إلى إمكانية استنتاج الخصائص الأيضية للورم من الأشعة المقطعية وحدها.
وتم اختبار نموذج الأنسجة الأيضية الإشعاعية المقطعية (TMR-CT)، على مجموعة منفصلة من مرضى سرطان الرئة، مما حقق تصنيفا موثوقا وتنبؤات بالنتائج، متجاوزا الطرق التقليدية.
ويتصور الباحثون دمج طريقة الأنسجة الأيضية الإشعاعية المقطعية في ماسحات التصوير الطبي التجارية، مما قد يؤدي إلى تحويل بروتوكولات التشخيص والعلاج لسرطان الرئة وأنواع السرطان الأخرى من خلال إجراءات الخزعة الصعبة.
وتمثل الدراسة تقدما كبيرا في تشخيص السرطان، وتؤكد إمكانات الذكاء الاصطناعي والتصوير الطبي في تحسين رعاية المرضى، لا سيما في البلدان التي ترتفع فيها معدلات انتشار سرطان الرئة.