علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ظروف سقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بينما نجا من الحادث المرافقون الذين استقلوا مروحيتين آخريين.
ونقلت انباء عن الرئيس الروسي قوله: “مرافقو الرئيس الإيراني حلقوا في مروحيات روسية الصنع دون مشاكل”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مرافقي رئيسي الذي قضى في حادث تحطم مروحيته كانوا على متن مروحيات روسية حلقت في الظروف الصعبة ذاتها دون أي مشاكل، مؤكدا على جودة الصناعات العسكرية الروسية
وتحطمت المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في محافظة أذربيجان الشرقية شمال شرق إيران، الأحد الماضي.
وكان رئيسي في محافظة أذربيجان الشرقية في إيران في وقت مبكر الأحد لافتتاح سد مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
بوتين يفجر مفاجأة
في محاولة على ما يبدو لمديح الصناعات العسكرية الروسية، والمروحيات على وجه الخصوص، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلومات لم يتم تداولها إثر مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته يوم الأحد الماضي.
فخلال مؤتمر صحفي في مينسك، بحضور رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ، كشف بوتين أمس الجمعة أن مرافقي رئيسي، استخدموا مروحيتين روسيتين كانتا تحلقان مع مروحيته في نفس المنطقة والتوقيت.
لا مشاكل.
إلا أن المروحيتين الروسيتين وصلتا إلى وجهتهما دون مشاكل. وقال: مرافقوه أكملوا رحلتهم على متن طائرتي هليكوبتر روسيتين، في نفس الظروف، وفي نفس المسار، ووصلوا في الواقع دون أي مشاكل”.
فما كان من لوكاشينكو إلا أن قاطعه، مستفسرا “في نفس الظروف؟!” ليؤكد له نظيره الروسي الأمر.
إلى ذلك، أشار بوتين إلى أن علاقة بلاده مع إيران لن تواجه أي تغييرات كبيرة بعد وفاة رئيس البلاد..
بيل 212
يذكر أن الرئيس الإيراني الذي قضى مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان و6 آخرين، فوق إحدى المناطق الحدودية الوعرة في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غرب البلاد، كان استقل مروحية أميركية من طراز بيل 412.
وسقطت المروحية إثر اصطدامها بأحد المرتفعات، وسط غابات أرسباران في محيط قرية “أوزي”، بمحافظة أذربيجان الشرقية، وسط ضباب كثيف آخر لساعات وصول فرق الإنقاذ إليها.
أما بالنسبة إلى نوعها فهي نسخة مطورة من “بيل 212” التابعة لعائلة الطائرات المروحية “Huey”، وتم تصنيعها من قبل شركة بيل هليكوبتر تكسترون الأميركية.
كما أنها ذات محركين وأربعة مراوح، تتسع لـ 15 شخصاً، وفق موقع “Military Factory American “.
انتهاء مراسم دفن الرئيس الإيراني في مشهد
دُفن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، في مسقط رأسه بمدينة مشهد، بعد أربعة أيام من مصرعه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
ووُري رئيسي البالغ من العمر 63 عاماً في مرقد الإمام الرضا، وهو أحد الأئمة الكبار عند المذهب الشيعي.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشوداً كبيرة تتجمع في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة الواقعة شمال شرق البلاد قبل المراسم.
ولقي سبعة أشخاص آخرين حتفهم في حادث تحطم الطائرة يوم الأحد، بسبب سوء الأحوال الجوية في منطقة جبلية شمال غربي إيران.
ومن بين القتلى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، 60 عاماً، الذي دُفن يوم الخميس في ضريح شاه عبد العظيم في ري، إحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة طهران.
وكان القائم بأعمال الرئيس محمد مخبر، الذي سيستمر في منصبه حتى إجراء الانتخابات في 28 يونيو/حزيران المقبل، حاضراً في مراسم دفن رئيسي.
وجاء دفن إبراهيم رئيسي في ضريح الإمام الرضا ذو القبة الذهبية – وهو نصب تذكاري للإمام الشيعي الثامن – والذي يعتبر الأكثر قداسة في إيران، بعد ثلاثة أيام من مصرعه.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية حدث الخميس بأنه “تاريخي”، في حين نقلت عن عمدة مشهد قوله إن “ثلاثة ملايين من المشيعين” شاركوا في الجنازة – وهو رقم يساوي تقريباً إجمالي سكان المدينة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، خرج الآلاف أيضاً لمشاهدة نعشه وهو يمر عبر مدينة بيرجند الشرقية، حيث كان رئيسي ممثلاً لدى مجلس الخبراء فيها.
وفي يوم الأربعاء، حضر زعماء وشخصيات بارزة من حلفاء البلاد وجيرانها مراسم التشييع في العاصمة الايرانية .
وحضر أيضاً ممثلو ما يسمى بـ”محور المقاومة”، وهي شبكة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وكان من بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية، نعيم قاسم، والمتحدث باسم الحوثيين في اليمن، محمد عبد السلام، ورئيس قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية في العراق، فالح الفياض.
وكان كبار المسؤولين الغربيين غائبين بشكل ملحوظ عن الحفل، مما يعكس توتر العلاقات بين بلدانهم وإيران.
كما أمّ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الصلاة على أرواح المتوفين.
وقال خامنئي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: “وفاة الرئيس كانت مسألة صعبة بالنسبة لنا، لكن الأمة الإيرانية ستحول هذا الحادث المرير إلى فرصة”.
وكان رئيسي مقرباً من خامنئي و البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يمثل السلطة المطلقة في الجمهورية الإسلامية، وكان يُنظر إلى رئيسي على أنه خليفة محتمل للمرشد.
وشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في مواكب الجنازة في الأيام الأخيرة، والتي صورتها الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية على أنها مظاهرات تمثل الوحدة الوطنية.
وقال محسن، وهو رجل دين من مدينة قم، لوكالة فرانس برس خلال مراسم الجنازة يوم الأربعاء في طهران: “كيف أجد شخصاً مثله؟ على حد علمي، ليس لدينا أي شخص بمكانته.”
وقال الموظف الحكومي علي موسوي نجاد إن وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص “يبعث برسالة إلى أعداء الثورة”.