تداولت وسائل إعلام أنباء مفادها إلغاء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة المقررة في 9 مايو المقبل، إلا أن صحيفة “حرييت” التركية أكدت أنه لم يصدر أي قرار في أنقرة بهذا الشأن.
وذكرت “حرييت” أن أردوغان لم يصدر تعليمات بإلغاء الزيارة، بينما “يبحث وفدا تركيا والولايات المتحدة برنامجها”.
وبحسب الصحيفة، فإن “مجموعة مرتبطة باللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة تحاول منع هذه الزيارة، بعد زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا”.
وعند الإعلان عن الزيارة، قالت وسائل إعلام تركية إنه من المتوقع أن يناقش أردوغان والرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة من القضايا التي أدت في السنوات الأخيرة إلى تدهور العلاقات بين الحليفين التاريخيين، بما في ذلك حرب إسرائيل على غزة والتعاون الدفاعي ومكافحة الإرهاب.
وجاءت زيارة هنية إلى تركيا ولقاؤه الرئيس أردوغان عقب تقارير تحدثت عن نية حماس البحث عن دولة تنتقل إليها خارج قطر.
إلا أن الجانبين فيما بعد (حماس وقطر) أكدا عدم صحة هذه التقارير، حيث أكدت الدوحة أنه لا مبرر لمغادرة الحركة الأراضي القطرية.
أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد
أثار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وصفه العاصمة العراقية، بغداد بـ”إحدى مدن حضارتنا العريقة”.
جاء ذلك بتدوينة لأردوغان على صفحته الرسمية بمنصة أكس (تويتر سابقا)، الاثنين، قال فيها: “تلبية لدعوة أخي العزيز رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبعد غياب طويل أسعدني كثيرا زيارة بغداد إحدى مدن حضارتنا العريقة.. إن ’اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك‘ التي وقعناها مع السيد رئيس الوزراء، تشكل لنا خارطة طريق قوية.. بموجب نص الاتفاقية، قررنا إنشاء ’لجان مشتركة دائمة‘ تضمن استمرار ومتابعة المفاوضات الفنية في العديد من المجالات مثل الأمن/ مكافحة الإرهاب، والاقتصاد/ التجارة، والطاقة، والنقل، والبيئة، والمياه العابرة للحدود، والصحة، والتعليم”.
وتابع أردوغان قائلا: “بالإضافة إلى ذلك، فإن النصوص الموقعة في العديد من المجالات بدءا من الأمن والتجارة، وصولا إلى النقل والزراعة، ستعزز الأرضية القوية في علاقاتنا وستخلق فرص تعاون جديدة.. كما بحثنا خلال لقاءاتنا الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها ضد منظمة بي كي كي الإرهابية وامتداداتها التي تستهدف تركيا من الأراضي العراقية.. كما رحبنا بإعلان بي كي كي منظمة محظورة في العراق”.
وأضاف: “واستثمرت هذه الفرصة لأشاطر نظرائي إيماني القوي بأن إعلانها منظمة إرهابية رسميا، سيساهم في انتهاء وجودها على الأراضي العراقية في أقرب وقت ممكن.. وهذا أيضا من متطلبات حسن الجوار والأخوّة التي تجمعنا.. نحن على استعداد لتقديم كافة أنواع الدعم الذي ستحتاجه الحكومة العراقية في كل خطوة تتخذها في هذا السياق.. ونرغب في زيادة حجم التبادل التجاري بيننا الذي بلغ حوالي 20 مليار دولار العام الماضي، إلى مستويات أعلى”.
وأردف: “ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تناولنا الأهمية الحيوية لـ’مشروع طريق التنمية‘.. ومن خلال مذكرة التفاهم التي وقعناها عززنا تصميمنا على هذا التخطيط الاستراتيجي الذي سيسهم بشكل كبير في ترسيخ استقرار وازدهار منطقتنا برمتها، لاسيما العراق.. نحن نبذل قصارى جهدنا لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة.. إن التطورات على محور إسرائيل وإيران تزيد من خطر انتشار الحرب وتصاعدها؛ بالإضافة إلى أنها تلقي بظلالها على المجازر التي تقع في فلسطين.. وهنا، أود أن أذكّر جميع الأطراف المعنية بضرورة تجنب الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر.. وأنا على ثقة أن زيارتي التي جاءت في فترة حرجة من حيث التطورات الإقليمية، ستفضي بمشيئة الله تعالى إلى بدايات جديدة”.
أسوأ سيناريو لمياه العراق.. تدخل أممي وأردوغان يقر
مع ارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار ومشاكل مع الجوار، عاش العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة معاناة كبيرة بسبب أزمة المياه المستمرة حتى اللحظة .
“أسوأ سيناريو”
فقد ذكر تقرير للأمم المتحدة أن جهود الحكومة العراقية الدبلوماسية كانت ضرورية لتفادي “أسوأ” سيناريو لمياه العراق وجاء في التقرير المنشور على موقع الأمم المتحدة، الخميس، أن موقع العراق الجغرافي في حوض نهري دجلة والفرات يضعه في حالة حساسة، حيث يتأثر بأنشطة تحدث خارج حدوده، وبعضها داخل حدوده، مثل بناء السدود والري والتلوث.
وأضاف أن هذه التحديات، والتي تفاقمت بسبب التغير المناخي، جعلت من دبلوماسية المياه مجالاً بالغ الأهمية ونقطة تركيز لدى الحكومة العراقية.
كما أشار التقرير الأممي إلى تقدم، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، منوهاً بالتوقيع على اتفاقية مدتها 10 سنوات بشأن إدارة الموارد المائية، مما يضمن للعراق نصيبه العادل من الماء.
كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي. بالإضافة إلى ذلك، التزم الطرفان بالتعاون في مشاريع البنية التحتية المشتركة للمياه.
وأضاف أن الدعم الذي يقدمه البرنامج الإنمائي للعراق كان محورياً في تعزيز قدرة العراق على التفاوض وتأمين نصيبه العادل من المياه التي تتدفق عبر نهريه، مشددا على أن الهدف النهائي هو ضمان الإدارة المستدامة للمياه العابرة للحدود كأحد الأسس المهمة للسلام الدائم والتنمية في المنطقة.