تحدث تقرير صحفي عن تقنية جديدة، أنهت الجدل المثار حول صحة هدف لامين يامال الملغى، في كلاسيكو برشلونة وريال مدريد، والذي انتهى بفوز الملكي 3-2 في الليجا.
وشهدت المباراة في الدقيقة 28، ركلة ركنية لبرشلونة قابلها يامال بلمسة واحدة خادعة، وأبعدها الحارس أندري لونين بصعوبة، فيما بدا أن الكرة عبرت خط المرمى.
وطالب لاعبو برشلونة باحتساب الهدف، لكن الحكم أوقف المباراة انتظارا لقرار “الفار” الذي أكد عدم عبور الكرة بكامل محيطها، ليأمر بعدها الحكم باستكمال اللعب.
وبحسب صحيفة “ماركا”، فإن قناة “كانال بلس” من خلال لقطات الكاميرا، قامت بتطبيق تقنية ثلاثية الأبعاد، وتم التحقق من أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى بالكامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن شبكة “بي إن سبورت” قامت بتطبيق تقنية مماثلة وظهرت نفس النتيجة، بعدم صحة هدف لامين يامال.
ورفع ريال مدريد رصيده إلى 81 نقطة في صدارة الليجا، بينما تجمد رصيد برشلونة عند 70 نقطة، ويتسع الفارق إلى 11 نقطة.
تيباس المغرور يُبرر غياب تقنية خط المرمى
ففي الدقيقة 26 من الشوط الأول، لم يتم احتساب هدف لبرشلونة في مرمى ريال مدريد، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد، بعد كرة خادعة من لامين يامال، ما أثار الكثير من الجدل.
ولم يستغرق الأمر وقتا طويلاً، حتى ظهر خافيير تيباس عبر حسابه على منصة إكس، وعوضاً عن تقديم تفسيرات حول عدم وجود تقنية موجودة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، انتهز الفرصة لإظهار غروره، والتذكير بأنه ليس معصوما عن الخطأ، إذ كتب “لا تعليق…”.
وأرفق تيباس تغريدته بقصاصات إخبارية ظهرت فيها أخطاء تقنية “عين الصقر” في دوري الدرجة الأولى الإيطالي والدوري الألماني والدوري الانجليزي الممتاز.
أين تكنولوجيا خط المرمى؟
«أين تكنولوجيا خط المرمى؟» هذا السؤال كان محور التعليقات بعد موقعة «الكلاسيكو» التي فاز فيها ريال مدريد على غريمه برشلونة 3 – 2 في الوقت القاتل بالمرحلة الثانية والثلاثين للدوري الإسباني، وشهدت اعتراضاً كبيراً من الفريق الكاتالوني ومشجعيه، لعدم احتساب هدف لهم بسبب عدم حصول حكم تقنية الفيديو على لقطة واضحة!
عندما كانت النتيجة 1 – 1 بمنتصف الشوط الأول، توغل جناح برشلونة الشاب لامين جمال، ولعب كرة بذكاء نحو مرمى الحارس الأوكراني أندري لونين الذي حاول إبعادها وهي تتجاوز خط المرمى. ولأن المسابقة الإسبانية لا تعتمد تكنولوجيا خط المرمى، بقي الأمر في عهدة حكم الفيديو الذي بدوره عجز عن حسم المشكلة لعدم توافر زاوية تلفزيونية واضحة، وسط زحام اللاعبين وارتماء حارس الريال على الكرة بجسده ليقرر عدم احتساب اللعبة هدفاً.
ودفع هذا الخلط كثيرين من خبراء ومحللي كرة القدم إلى السخرية من مسؤولي اللعبة في إسبانيا الذين يفكرون فقط في جمع الأموال دون الاهتمام بالتقنيات الحديثة التي باتت أساسية في البطولات الكبرى، وتعتمدها بريطانيا بشكل واسع.
ووجَّه مدرب برشلونة الإسباني تشافي هرنانديز رسالة إلى رابطة الدوري الإسباني، متسائلاً: «لماذا لا يجري اعتماد تكنولوجيا خط المرمى (جول لين تكنولوجي)، وعبّر عن غضبه لعدم احتساب الكرة التي سددها لامين جمال هدفاً، ومؤكداً أنه يراها قد تجاوزت خط مرمى ريال مدريد، رغم عدم اقتناع حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) بذلك.
وقال تشافي: «هذا معيب… لماذا التقنية المستخدمة في بطولات أخرى مثل الدوري الإنجليزي ليست معتمدة في الليغا الإسبانية؟». وتابع المدرب الذي أعلن سابقاً رحيله عن الفريق الكاتالوني بنهاية الموسم: «إذا أردنا أن نكون أفضل دوري في العالم، فعلينا التقدّم في هذا المجال، وعلينا اعتماد التكنولوجيا».
واتفق الحارس الألماني مارك – أندري تير شتيغن مع مدرّبه قائلاً: «هذا عار على كرة القدم. لا توجد لدي الكلمات للتعبير عن أسفنا من هذه المهزلة».
وتابع الحارس الدولي: «هناك كثير من المال في هذا الوسط؛ لكنه لا يوجه لصالح اللعبة ولما هو أهم».
والدوري الإسباني هو الوحيد بين البطولات الخمس الكبرى الذي لا يعتمد تكنولوجيا خط المرمى التي تتيح احتساب الهدف من عدمه بشكل تلقائي، إذ يرى رئيس الرابطة خافيير تيباس أنها مكلفة.
وأكد تشافي على أن فريقه سيتقبل الهزيمة؛ رغم أنه يعدُّها غير مستحقة. وفرَّط برشلونة في تقدمه مرتين، واستقبل هدفاً في الوقت بدل الضائع ليخسر 3 – 2، وتتلاشى تقريباً آماله في الدفاع عن اللقب؛ حيث بات يتأخر بفارق 11 نقطة عن غريمه المتصدر قبل 6 جولات على الوصول إلى خط النهاية.
وأوضح تشافي: «هذا مؤسف؛ لأننا عملنا بجدية كبيرة، وأفلتت الأمور منا بسبب مواقف لا نستطيع التحكم فيها، وهي الدفاع داخل منطقة الجزاء، أو إيقاف هجمة مرتدة واضحة… الأمر يبدو غير عادل؛ حيث سيطرنا على اللعب وصنعنا الفرص. هذا هو الأداء الذي كنا نريده؛ لكن أفلتت الأمور منا».
وجاء هدف انتصار ريال مدريد من هجمة مرتدة سريعة؛ حيث راوغ براهيم دياز أكثر من لاعب، ولم يتعرض لأي خطأ خططي، ثم مرر إلى لوكاس فاسكيز الذي أرسل كرة عرضية، حولها الإنجليزي جود بيلينغهام بلمسة واحدة بقدمه اليسرى إلى داخل الشباك، في الوقت بدل الضائع.
وأكد تشافي الذي ودَّع فريقه دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الأسبوع الماضي، أنه فخور بلاعبيه وبأدائهم في المباراة، وقال: «أخرج من المباراة بشعور متناقض؛ لأن المعتاد أن المستوى الذي قدمناه يجعلنا نفوز؛ لكننا خسرنا بسبب ظروف شاهدها العالم كله».
وللمرة الثانية في مواجهاته ضد برشلونة، يلعب بيلينغهام دور البطل للريال في الأوقات القاتلة. في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان التعادل 1 – 1 يسيطر على قمة الفريقين في معقل برشلونة حتى قرب نهاية الوقت الأصلي؛ لكن أبى بيلينغهام أن تنتهي القمة بهذه النتيجة، وأحرز هدف الانتصار 2 – 1 في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعدما سجل الهدف الأول أيضاً، ليكمل انتفاضة ناجحة. ومساء الأحد، بدا كأن التاريخ يعيد نفسه، ففي الوقت الذي بدا فيه أن القمة ستنتهي بالتعادل 2 – 2، ترك بيلينغهام بصمة أخرى، وسجل هدف الفوز، ليشعل احتفالات صاخبة للمشجعين تحت سقف ملعب «سانتياغو برنابيو».
وربما يكون هدف بيلينغهام هو مفتاح تتويج ريال بلقب الدوري للمرة 36 في تاريخه، بعدما أصبح أول لاعب من الفريق الملكي يسجل في أول مباراتي قمة له بالدوري أمام برشلونة، منذ فعلها الهولندي رود فان نيستلروي بموسم 2006 – 2007؛ لكن حينها فاز ريال مدريد مرة وتعادل مرة.
وجاء هدف بيلينغهام الحاسم ليؤكد لاعب الوسط الإنجليزي المنضم من بوروسيا دورتموند الصيف الماضي، قيمته وقدرته على هز الشباك، بعد تراجع معدل أهدافه في الأسابيع الأخيرة.
وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال: «بيلينغهام وصل في الوقت المناسب. لقد عمل بجدية كبيرة، وبذل جهداً هائلاً، ولم يكن قد سجل منذ فترة طويلة. لقد سجل هدفاً قد يكون حاسماً في صراع اللقب».
وهذا أول هدف لبيلينغهام مع ريال مدريد في الدوري، منذ هدفيه خلال الانتصار 4 – صفر على جيرونا، في 10 فبراير (شباط) الماضي.
وتعرض بيلينغهام آنذاك لإصابة في الكاحل، وغاب عن مباراتين ثم عاد أمام فالنسيا، ونال بطاقة حمراء مباشرة ليتعرض للإيقاف في مباراتين، ثم عاد للملاعب في نهاية الشهر الماضي.
والواقع أن دور بيلينغهام في الملعب لا يقتصر فقط على تسجيل الأهداف؛ رغم أنه هداف الريال في الدوري برصيد 17 هدفاً؛ بل يكون أشبه بمحطة لتسلُّم وتسليم الكرات في منتصف الملعب، وعادة ما يكون متاحاً بالقرب من زملائه لمساعدتهم على التخلص من أي موقف صعب. ويوم الأربعاء الماضي، وفي ظل ضغط هائل من لاعبي مانشستر سيتي، استقبل بيلينغهام كرة طويلة وبدأ هجمة خطيرة، انتهت بهدف الريال الوحيد في استاد «الاتحاد» في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، لتتجه المواجهة إلى ركلات الترجيح بعد التعادل (4 – 4) ويحسمها النادي الملكي.
وإذا حافظ بيلينغهام الذي وصل إلى 21 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم على مستواه الحالي في المباريات المقبلة، فمن المنتظر أنه سيكون من أبرز المرشحين لحصد جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في المستقبل القريب.
أنشيلوتي يعلق على عدم احتساب هدف لامين يامال في “الكلاسيكو”
وشهدت مباراة “الكلاسيكو” بين الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة (3-2) التي جمعتهما مساء أمس الأحد، في قمة مباريات الجولة 32 من الدوري، حالات تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها لقطة كرة لامين يامال، التي فشلت تقنية الفيديو “VAR” في التأكد من دخولها بكامل محيطها المرمى أم لا بسبب عدم توافر تقنية خط المرمى “عين الصقر”.
وعلق أنشيلوتي على تلك اللقطة، قائلا: “أعتقد أن كرة لامين يامال لم تدخل المرمى بكامل محيطها لأنه لا توجد صورة واضحة لذلك”.
وأشاد المدرب الإيطالي المخضرم بأداء لاعبه لوكاس فاسكيز في “الكلاسيكو”، قائلا: “دعني أذكر لوكاس فاسكيز. يا له من لاعب، مستواه رائع للغاية”.
وأضاف “إنه يتنافس مع كارفاخال الذي يعد أحد أفضل اللاعبين في العالم، وكان بإمكاني مشاركة داني لكن لوكاس كان في حالة جيدة جدا”.