ومن شأن الخرائط التي تُرسم تحت الأرض، المساعدة في جعل عملية الحفر التي تنفذها كبريات الشركات في العالم، أكثر كفاءة، وأقل تكلفة، وفق الشركة.

وتقول الشركة إنها، تستخدم أجهزة استشعار لمسح باطن الأرض، وتوظف الذكاء الاصطناعي لجعل البيانات قابلة للاستخدام. وتشير إلى أن خرائطها تساعد على تقليل أعمال الحفر والتنقيب الأولية بنسبة تصل إلى 90%.

وتشير شركة “إكسوديغو” إلى أن “الشركات تنفق أكثر من 100 مليار دولار سنويا على عمليات التنقيب والحفر الاستكشافي، وتقول إن “مشروع الخرائط تحت الأرض سيساعد في تجنبها، كما يقلل الإضرار بالبيئة”.

وأعلنت الشركة، الثلاثاء، أنها أغلقت جولة تمويل بقيمة 105 ملايين دولار، بعد مشاركة مستثمرين جدد بها.

وأشارت الشركة الناشئة، التي تأسست في يونيو 2021، إلى أنها مكاتبها الرئيسية في تل أبيب وكاليفورنيا ستستخدم رأس المال لتطوير منتجاتها، وبناء فريقها، والتوسع عالميا.

ويوجد أكثر من 20 مليون ميل من خطوط الأنابيب والكابلات والأسلاك المدفونة في الولايات المتحدة وحدها. وتتكبد الشركات تكاليف تزيد على 30 مليار دولار سنويا، بسبب الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية، وفقا للمجموعة التجارية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إكسوديغو”، غيريمي سوارد، البالغ من العمر 32 عاما، إن “هناك مشروعات ضخمة تستغرق ما بين 20 إلى 30 عاما، وتبلغ قيمتها مليارات الدولارات، قيد التنفيذ في كل جزء من العالم، لكنها تعاني من جراء التأخير والميزانيات”.

وتأسست الشركة بمجهود من سوارد، والمؤسس المشارك إيدو غونين بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي. ويعمل لديها 120 موظفا، أكثر من 90 منهم في تل أبيب، والبقية في الولايات المتحدة.

كشف خبيئة “الهيدروجين الذهبي” باستخدام الذكاء الاصطناعي
كشف خبيئة "الهيدروجين الذهبي" باستخدام الذكاء الاصطناعي
كشف خبيئة “الهيدروجين الذهبي” باستخدام الذكاء الاصطناعي

 

كما أن الخبيئة الأثرية تكون عادة تحت الأرض وتضم مجموعة من القطع الأثرية القيمة، فإن هناك كنوزا أخرى ليست أثرية يحتفظ بها باطن الأرض، ومنها خبيئة “الهيدروجين الحر” التي وضع فريق بحثي من جامعة ولاية أوهايو الأميركية خطوة هامة على طريق توظيف الذكاء الاصطناعي لاكتشافها.

و”الهيدروجين الحر” الذي يشار إليه أحيانا باسم “الهيدروجين الذهبي”، هو الغاز في شكله النقي غير المرتبط بمركبات أخرى، وغالبا ما يُطلق عليه اسم “الذهبي” نظرا لإمكاناته كمورد طاقة نظيف وقيم.

وعلى خلاف الخبيئة الأثرية التي كانت حضارات الماضي تخفي الآثار بها عمدا خشية السرقة ويكون العثور عليها صعبا، فإن “خبيئة الهيدروجين الذهبي” توجد بشكل طبيعي في باطن الأرض، وربطت دراسات بين العثور عليها ووجود علامات أرضية على سطح الأرض تشير إلى وجودها، وهي المنخفضات نصف الدائرية التي نجح الباحثون في تدريب “خوارزمية” على اكتشافها.

وتشير تلك المنخفضات إلى سمات سطحية تتميز بأنماط نصف دائرية موجودة على تضاريس الأرض، وغالبا ما تظهر على شكل فجوات منحنية أو دائرية جزئيا في الأرض، وعادة ما تكون ذات شكل مقعر، ويمكن أن يختلف حجمها من بضعة أمتار إلى عدة أمتار اعتمادا على الظروف الجيولوجية المحددة وعمليات التكوين.

وعلى الرغم من أن هذه الأنماط نصف الدائرية تظهر غالبا في المناطق المنخفضة الارتفاع، فإن اكتشافات متعدده لهذه الأنماط في الولايات المتحدة ومالي وناميبيا والبرازيل وفرنسا وروسيا أظهرت عوامل مختلفة قد تخفيها، وهو ما قاد الباحثين إلى الاعتقاد بأنها موجودة بأعداد أكبر مما كان يعتقد سابقا، وبالتالي فإن العثور عليها سيكون علامة توجه الجهود الرامية نحو البحث عن “الهيدروجين الذهبي” تحت السطح، والذي يعد اكتشافه مفيدا في إطار المساعي الرامية إلى التحول عن الوقود الأحفوري وتعزيز البحث عن مصادر جديدة للطاقة منخفضة الكربون.

مادور “خوارزمية” الذكاء الاصطناعي ؟ 

يمكن أن تكون تلك المنخفضات نصف الدائرية مرئية على سطح الأرض في ظل ظروف معينة، ولكن تختلف رؤيتها بناء على عدة عوامل منها:

الحجم والعمق: يؤثر حجم وعمق تلك المنخفصات على رؤيتها، وقد تكون المنخفضات الأكبر أو الأعمق أكثر وضوحا، خاصة إذا أدت إلى تغيير كبير في المشهد الطبيعي.
السياق الجيولوجي: قد تكون أكثر وضوحا في بعض البيئات الجيولوجية حيث تسمح التضاريس بظهورها بشكل مميز وفي بعض الحالات، وقد تكون أكثر وضوحا بسبب تكوينات معينة من التربة أو الصخور.

الغطاء النباتي واستخدام الأراضي: يمكن للغطاء النباتي الذي يغطي الأرض أن يحجب المنخفضات نصف الدائرية، مما يجعلها أقل وضوحا، وقد تخفي المناطق ذات النباتات الكثيفة أو الغابات أو الأراضي الزراعية هذه الميزات عن الأنظار.
الطقس والتآكل: مع مرور الوقت، قد تؤدي العوامل الجوية أو التآكل أو التغيرات في المناظر الطبيعية إلى حجب تلك العلامة المميزة.
وللمساعدة في التغلب على تلك التحديات والكشف عن المنخفضات نصف الدائرية غير المرئية، تصف ورقتان بحثيتان حديثتان، كيف قام الباحثان في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز “بيرد بولار” لأبحاث المناخ بجامعة ولاية أوهايو سام هيريد وسوراب كوشيك، بتوظيف الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة تلك المنخفضات حول العالم، وهو ما قادهما إلى تحديد خزانات الهيدروجين المحتملة تحت السطح.

ووفق العرض الذي قدمه الباحثان في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي الأسبوع الماضي، فقد قاما بتجميع قائمة بمواقع المنخفضات نصف الدائرية المرئية المعروفة عالميا، وذلك لتدريب الخوارزمية الخاصة بهم على البحث، وبعد استخدام بيانات الاستشعار عن بعد لتحليل شكل هذه المواقع من الأعلى، اعتمدوا على الأنماط الطيفية والجيومورفولوجية (فرع من علوم الأرض يركز على دراسة أشكال الأرض وأصلها وتطورها والعمليات التي تشكل سطح الأرض)، وذلك لتحديد المواقع حول العالم التي من المرجح أن تكون بها منخفضات نصف دائرية مرتبطة بالهيدروجين الجيولوجي.

 أنظف مصادر الطاقة وأكثرها كفاءة

يقول يواكيم مورتغات الأستاذ المشارك في علوم الأرض في ولاية أوهايو والذي أشرف على هذا المشروع: إن ما توصل له الباحثان سيسهل كثيرا من مهمة اكتشاف أحد أنظف مصادر الطاقة وأكثرها كفاءة في الطبيعة، وهو الهيدروجين الذهبي.

ويوضح في بيان صحفي نشره الموقع الرسمي لجامعة ولاية أوهايو أن “الهيدروجين بشكل عام هو مصدر طاقة جذاب للغاية، فإذا قمت بحرقه فإن منتجه الثانوي الوحيد هو الماء، وعلى عكس طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، يمكن تخزين الهيدروجين ونقله، لذلك فإن جميع أنواع الصناعات تحاول جاهدة إجراء هذا التحول”.

ويضيف: “بما أن الهيدروجين الذهبي يُنتَج أيضا بشكل مستمر داخل القشرة الأرضية، يعتقد البعض أن الوصول إلى مورد طاقة منخفض الكربون يخلو تقريبا من انبعاثات الغازات الدفيئة يمكن أن يعيد تشكيل مشهد الطاقة العالمي، ومع ذلك وجد الباحثون أن تحديد موقعه يتطلب تطوير أدوات استكشاف جديدة”.

وأحد أسباب صعوبة العثور عليه هو أنه ربما يحدث في أنواع جيولوجية ومواقع مختلفة عن تلك التي قد تجد فيها النفط أو الغاز، ولكن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي نطورها، فإننا نرسم خريطة لكل شيء يمكن أن يكون منخفضات نصف دائرية، كما يؤكد مورتغات.

 بداية موفقة.. أسئلة بلا إجابات

ومن جانبه، يقول أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات بقسم هندسة البترول بكلية الهندسة في جامعة القاهرة والمتخصص في برامج الذكاء الاصطناعي، عبد العزيز محمد عبد العزيز: إن رصد تغيرات بسطح الأرض والربط بينها وبين وجود ثروات معينة تحت سطح الأرض باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليس بالأمر الجديد، إذ توجد دراسات عديدة في هذا الاتجاه، ولكن ربما يكون الجديد هو استخدام هذا المنهج لاكتشاف الهيدروجين الذهبي.

ويوضح عبد العزيز في حديث هاتفي مع “الجزيرة نت” أن هذا العمل مجرد بداية جيدة، ولكن من المؤكد أنه ستُجرى عليه تعديلات لاحقة بعد الإجابة على مجموعة من التساؤلات التي ستعطي مزيدا من الدقة عند الربط بين المنخفضات نصف الدائرية والهيدروجين الذهبي.

ومن بين أبرز هذه التساؤلات التي يشير إليها أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات بكلية الهندسة جامعة القاهرة:

آليات التكوين: ما هي العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى تكوين المنخفضات نصف الدائرية قرب رواسب الهيدروجين، حيث يعد إجراء تحقيق أعمق في آليات تكوين هذه الأنماط ضروريا لتحديد الهوية بدقة؟
دقة الكشف: كيف يمكن تحسين نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر للتمييز بدقة بين رواسب الهيدروجين الفعلية والميزات السطحية الدائرية المماثلة مثل البحيرات أو ملاعب الغولف؟
التنوع الجيولوجي: ما هي الخصائص الجيولوجية والبيئات المحددة التي تستضيف رواسب الهيدروجين؟ حيث يعد فهم هذا التباين أمرا بالغ الأهمية لتحديد مواقع تجمع الهيدروجين المحتملة بصفة دقيقة على المستوى العالمي.

 حرارة الأرض ترتفع بشكل متسارع

كشفت دراسة جديدة أجريت مؤخرا باستخدام الذكاء الاصطناعي أن كوكب الأرض يمكن أن يتجاوز عتبات الاحتباس الحراري الحرجة في وقت أقرب مما توقعته النماذج السابقة، وذلك على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل في هذا الشأن.

وتقدر الدراسة أن الكوكب يمكن أن تزيد درجة حرارته عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وذلك خلال عشر سنوات، كما وجدت الدراسة أن هناك “إمكانية كبيرة” لارتفاع درجات حرارة الكوكب بما يتجاوز عتبة 2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، بحسب ما ذكر موقع سي إن إن.

وتظهر البيانات أن متوسط درجة الحرارة العالمية قد ارتفع بالفعل بنحو 1.1 إلى 1.2 درجة منذ انطلاق النشاط الصناعي.

وأشار التقرير، الذي نُشر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences ، إلى أن “النتائج تقدم دليلًا إضافيًا على تغير المناخ بشكل شديد التأثير على البيئة، على مدى العقود الثلاثة المقبلة”.

وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 ، تعهدت الدول بالحد من الاحتباس الحراري إلى ما دون درجتين مقارنة بمستويات الحرارة ما قبل عصر التصنيع.

وحدد العلماء 1.5 درجة من الاحترار كنقطة تحول رئيسية ستزداد بعدها فرص حدوث الفيضانات الشديدة والجفاف وحرائق الغابات ونقص الغذاء بشكل كبير. ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من درجتين إلى حدوث آثار كارثية وربما لا رجعة فيها، بما في ذلك دفع ثلاثة مليارات شخص إلى المعاناة من “ندرة المياه المزمنة”، بحسب ما نشر موقع “ان بي آر”.

واستخدم الباحثون في الدراسة الشبكات العصبية الاصطناعية – وهي نوع من التعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي – التي دربها العلماء على نماذج مختلفة للمناخ ثم استخدموا البيانات التاريخية لدرجة الحرارة التي تم تسجيلها في جميع أنحاء العالم كمدخلات مستقلة ليقوم الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ لاحقاً اعتماداً عليها، كما قال نواه ديفينبو الأستاذ في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك في الدراسة.

تحذير من استمرار درجات حرارة الأرض

وقام ديفينبو وزميلته إليزابيث بارنز، الأستاذة في جامعة ولاية كولورادو، بتقييم ثلاثة سيناريوهات مختلفة: مسارات مناخية منخفضة ومتوسطة وعالية، اعتماداً على ارتفاع الحرارة بدرجات مختلفة وفقاً لكثافة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وتنبأ الذكاء الاصطناعي باحتمالية تصل إلى حوالي 80٪ أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين قد يحدث قبل عام 2065، حتى لو نجح العالم خلال نصف القرن المقبل في الوصول إلى صفر انبعاث حراري بما يزيل قدراً كبيراً من التلوث المسبب للاحتباس الحراري، وفق ما نشر موقع صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال ديفينبو إنه إذا ظلت نسبة الانبعاثات في ارتفاع، فإن الذكاء الاصطناعي توقع احتمالًا بنسبة 50٪ أنه سيحدث ارتفاع في حرارة الأرض بواقع درجتين مؤيتين قبل عام 2050.

في جميع السيناريوهات الثلاثة، قدر العلماء أن العالم سيصل إلى 1.5 درجة من الاحترار بين عامي 2033 و 2035 ، حتى لو انخفض التلوث المسبب لارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل كبير.

قال ديفينبو إنه بينما “من المرجح أن ترتفع الحرارة بمقدار 1.5 درجة في وقت أقرب”، فإن تنبؤات الذكاء الاصطناعي “تركز على المدة التي سترتفع فيها درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة”.

في تقرير نُشر في عام 2022، قدرت الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن العالم يمكن أن يتجاوز عتبة 1.5 درجة في أوائل عام 2030″.

استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل

شغل العالم الجيولوجي الهولندي فرانك هوغربيتز العالم بتغريداته التي تنبأ فيها بالزلازل التي حدثت مؤخرا، وقدم من خلال قناته على يوتيوب شرحا للمزيد من التنبؤات، وبعد حدوث الزلازل عاد وأكد مفتخرا أنه كان يعلم.

وبالطبع أثار هوغربيتز ضجة كبيرة حول العالم، حيث إن هناك إجماعا لدى الخبراء يؤكد عدم إمكانية التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه. وفي المقابل افترض العديد من الباحثين أنه قد يكون توصل لشيء ما له علاقة بـ “الذكاء الاصطناعي” استطاع من خلاله معرفة ما سيحدث مسبقا، فهل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل؟

التنبؤ بالزلازل

التنبؤ بالزلازل فرع من علم الزلازل، يعنى بتحديد وقت وموقع وحجم الزلازل المستقبلية ضمن حدود واضحة، على العكس من التكهن الذي يُعرَف بأنه التخمين الاحتمالي للمخاطر العامة للزلازل.

وكان العلماء سبعينيات القرن الماضي متفائلين بأنه سوف يتم إيجاد طريقة عملية للتنبؤ بالزلازل في وقت قريب، وكانت الادعاءات القليلة الناجحة جدلية.

وبالفعل، هناك طرق مختلفة للتنبؤ بالزلازل، مثل مراقبة السلوك الحيواني غير المعتاد، قياس التغيرات في مستوى الماء الجوفي، ضغط الزيت في آبار النفط، التغيرات في درجة حرارة الأرض، تسرب غاز الرادون من التشققات، تحليل الصدمات أو الفجوات الزلزالية، استخدام النماذج الاحتمالية بناء على البيانات التاريخية.

ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على أي من هذه الطرق التي لا يمكنها تحديد تاريخ وموقع وشدة الزلازل بدقة، ولهذا يرى العديد من الباحثين أن الذكاء الاصطناعي مفتاح مستقبل التنبؤ بالزلازل في جميع أنحاء العالم.

التعلم الآلي وتحسين التنبؤ بالزلازل؟

التعلم الآلي أحد فروع الذكاء الاصطناعي ويسمح لأجهزة الحاسوب بالتعلم من البيانات، ويمكن لخوارزميات التعلم الآلي العثور على أنماط أو ارتباطات مخفية في كميات كبيرة من البيانات التي قد يصعب على البشر اكتشافها أو تفسيرها.

مثلا، قام فريق من الجيوفيزيائيين بتطبيق خوارزمية التعلم الآلي على الزلازل شمال غرب المحيط الهادي وتوقعوا بنجاح الزلازل المختبرية. وحسب تقرير بمجلة “كوانتا” (Quanta Magazine) تمكنت الخوارزمية من اكتشاف الأنماط بالبيانات الزلزالية التي يمكن أن تشير لاحتمال حدوث زلزال. ويأمل الفريق استخدام الخوارزمية للتنبؤ بالزلازل الحقيقية والمساعدة في تقليل أضرارها.

كما ناقشت دراسة نشرت بدورية “نيتشر” (NATURE) في أغسطس/آب 2021 كيف يمكن أن يساعد التعلم الآلي في تحسين التنبؤ بالزلازل من خلال تحليل البيانات الزلزالية.

وتقترح الدراسة بعض الاتجاهات المحتملة للبحث في المستقبل، مثل تطوير نماذج هجينة تجمع بين التعلم الآلي والنهج القائم على الفيزياء، واستكشاف العلاقات السببية بين المتغيرات الزلزالية. وخلصت إلى أن التعلم الآلي لديه إمكانات كبيرة لتعزيز التنبؤ بالزلازل، ولكنه يتطلب أيضا تقييما وتفسيرا دقيقين.

النظام الذي يستخدم التعلم العميق لكشف الزلازل قد يكون دقيقا في اكتشاف الزلازل الصغيرة والشائعة (شترستوك)

تعلم الآلة العميق لاكتشاف آلاف الزلازل الخفية

يستخدم الذكاء الاصطناعي بيانات الزلازل لتحليل قوتها وأنماطها، مما يمكن أن يساعد في التنبؤ بحدوث الزلازل والهزات الارتدادية. على سبيل المثال، طور علماء من جامعة ستانفورد لنظام جديد حول إستخدم تعلم الآلة العميق لاكتشاف آلاف الزلازل الخفية، وتستخدم هذه التقنية الموجات الزلزالية لاكتشاف الزلازل الصغيرة.

وبشكل عام، تعد هذه التقنية الجديدة تطورا مثيرا في مجال أبحاث الزلازل، وسمحت للعلماء باكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الزلازل بمرور الوقت، مما قد يساعدهم على التنبؤ بشكل أفضل بالزلازل المستقبلية وتأثيراتها المحتملة.

ووفق نتائج البحث، فإن النظام الذي يستخدم التعلم العميق لكشف الزلازل قد يكون دقيقا في اكتشاف الزلازل الصغيرة والشائعة، ولكنه قد يفشل في اكتشاف الزلازل الكبيرة والنادرة، كما أنه قد يتأثر بضوضاء المدينة التي تحجب إشارات الزلازل.

وتعتمد دقة التنبؤ بالزلازل باستخدام التعلم الآلي على عوامل مختلفة، مثل جودة البيانات وكميتها ونوع وتعقيد الخوارزمية، وأبلغت دراسات مختلفة عن مستويات مختلفة من الدقة تتراوح من 80% إلى 98% لبعض الحالات. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين والتنوع في التنبؤ بالزلازل.

وفي المقابل، تستطيع الشبكات العصبية العميقة أن تتعلم فرضيات معقدة من البيانات، ويمكن أن تساعد في تصفية ضوضاء المدينة التي قد تحجب إشارات الزلازل والكشف عن زلازل مخفية، وأن تسرع عملية مراقبة وتحليل الزلازل وتحسن دقتها.

 

الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل

الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل
الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل

شغل العالم الجيولوجي الهولندي فرانك هوغربيتز العالم بتغريداته التي تنبأ فيها بالزلازل التي حدثت مؤخرا، وقدم من خلال قناته على يوتيوب شرحا للمزيد من التنبؤات، وبعد حدوث الزلازل عاد وأكد مفتخرا أنه كان يعلم.

وبالطبع أثار هوغربيتز ضجة كبيرة حول العالم، حيث إن هناك إجماعا لدى الخبراء يؤكد عدم إمكانية التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه. وفي المقابل افترض العديد من الباحثين أنه قد يكون توصل لشيء ما له علاقة بـ “الذكاء الاصطناعي” استطاع من خلاله معرفة ما سيحدث مسبقا، فهل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل؟

التنبؤ بالزلازل

التنبؤ بالزلازل فرع من علم الزلازل، يعنى بتحديد وقت وموقع وحجم الزلازل المستقبلية ضمن حدود واضحة، على العكس من التكهن الذي يُعرَف بأنه التخمين الاحتمالي للمخاطر العامة للزلازل.

وكان العلماء سبعينيات القرن الماضي متفائلين بأنه سوف يتم إيجاد طريقة عملية للتنبؤ بالزلازل في وقت قريب، وكانت الادعاءات القليلة الناجحة جدلية.

وبالفعل، هناك طرق مختلفة للتنبؤ بالزلازل، مثل مراقبة السلوك الحيواني غير المعتاد، قياس التغيرات في مستوى الماء الجوفي، ضغط الزيت في آبار النفط، التغيرات في درجة حرارة الأرض، تسرب غاز الرادون من التشققات، تحليل الصدمات أو الفجوات الزلزالية، استخدام النماذج الاحتمالية بناء على البيانات التاريخية.

ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على أي من هذه الطرق التي لا يمكنها تحديد تاريخ وموقع وشدة الزلازل بدقة، ولهذا يرى العديد من الباحثين أن الذكاء الاصطناعي مفتاح مستقبل التنبؤ بالزلازل في جميع أنحاء العالم.

كيف يقوم الذكاء الاصطناعي بالتنبؤ بالزلازل؟

يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي العثور على أنماط مخفية في البيانات التي قد تساعد في التنبؤ بالزلازل. ومن الممكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الأنماط والكشف عن التغيرات الدقيقة في سطح الأرض، وتحليل مصادر البيانات الأخرى التي يمكن أن تشير إلى زلزال وشيك.

كما يمكن للنماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي استخدام سمات مثل النشاط الزلزالي والاضطرابات الكهرومغناطيسية وتغيرات المياه الجوفية وما إلى ذلك، للتنبؤ بوقت وموقع وحجم الزلزال.

ويمكن كذلك للنماذج، القائمة على الذكاء الاصطناعي، استخدام الزلازل الصغيرة وتأثيراتها التحفيزية الثانوية لتتبع تطور مجال الإجهاد الدقيق الذي يتحكم في النواة الزلزالية.

 

توليد مقاطع الفيديو بناء على النصوص التي يقوم بصياغته الذكاء الاصطناعي

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد