أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستفرض يوم الجمعة المقبل رزمة “عقوبات شديدة” على موسكو، إثر وفاة المعارض المسجون أليكسي نافالني.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “بمبادرة من الرئيس (جو) بايدن، سنعلن الجمعة مجموعة عقوبات شديدة بهدف تحميل روسيا مسؤولية ما حصل لنافالني”.
وأضاف أن العقوبات ستكون أيضا ردا على “جميع تصرفاتها على مدار هذه الحرب الشرسة والوحشية المستمرة منذ عامين”، في إشارة إلى عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا.
وأعلنت، الجمعة، وفاة نافالني البالغ 47 عاما في سجن ناء في المنطقة القطبية الشمالية من روسيا، حيث كان يمضي حكما بالسجن 19 عاما بعدما نجا من محاولة تسميم العام 2020، اتهم الكرملين بالوقوف وراءها. وكان مسجونا منذ ثلاث سنوات.
وبحسب كيربي فإنه “مهما كانت الرواية التي تقرر الحكومة الروسية إخبارها للعالم، فمن الواضح أن الرئيس بوتين وحكومته يتحملان المسؤولية”.
وتابع: “في ظل غياب تحقيق موثوق في وفاته، من الصعب الوصول إلى نقطة يمكننا عندها أن نأخذ كلام الروس على محمل الجد”، مؤكدا “نحن ندعو الحكومة الروسية إلى الشفافية الكاملة بشأن كيفية وفاة” نافالني.
ترامب يعلق على وفاة المعارض الروسي نافالني
كسر دونالد ترامب، الإثنين، صمته بشأن وفاة أليكسي نافالني، في بيان تجنّب فيه انتقاد الكرملين، مع اعتباره أن وفاة زعيم المعارضة الروسية المفاجئ هو مؤشر على “تدهور” الولايات المتحدة.
وتوفي نافالني في ظروف لم تتضح ملابساتها عن 47 عاما في سجن قطبي، الأسبوع الماضي، مما شكّل صدمة للمعارضة الروسية ودفع كبار المسؤولين الغربيين إلى تحميل الرئيس فلاديمير بوتين والسلطات في موسكو مسؤولية وفاته.
إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يعد الأوفر حظا للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات نوفمبر الرئاسية، التزم الصمت حيال المسألة في مواجهة انتقادات متزايدة له، إلى أن أتى على ذكر الحادثة في منشور على منصة للتواصل الاجتماعي، الإثنين، ركّز فيه على ما وصفها أميركا التي “تتدهور”.
وقال على موقعه “تروث سوشيال” إن “الوفاة المفاجئة لأليكسي نافالني جعلتني أدرك بشكل أكبر ما يحدث في بلدنا.. إنه تدهور بطيء وثابت مع سياسيين ومدعين وقضاة فاسدين من اليسار المتطرف يقودوننا نحو الدمار”.
كما ندد ترامب بما قال إنها “حدود مفتوحة وانتخابات مزورة وقرارات غير عادلة بشكل صارخ في المحاكم” في الولايات المتحدة، التي قال إنها “أمة في حالة تدهور”.
ولم يأت المنشور على ذكر الحكومة الروسية أو بوتين.
وردا على تصريحاته، وصفت منافسته الساعية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري نيكي هايلي المنشور بأنه “غير متزن” وقالت إن ترامب “يعلن عن نفسه على أنه الضحية”.
وجاء في بيان صدر عن حملتها “هل دان بوتين باعتباره المجرم المتوحش كما هو فعلا؟ كلا. هل أشاد بكفاح نافالني الشجاع؟ كلا. هل اعترف بدور بوتين في قتل نافانلي وكثيرين غيره ممن تجرؤوا على الوقوف في وجه الديكتاتور الروسي؟ بالطبع لا”.
ويأتي البيان غداة انتقاد هايلي المتأخرة بفارق كبير عن ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية، الرئيس السابق بسبب صمته عن وفاة نافالني، واصفة الأمر بأنه “مقلق” ويمثّل “مشكلة”.
وأحدث ترامب مؤخرا صدمة أيضا في صفوف حلفاء واشنطن الغربيين، بعدما قال إنه “سيشجّع” روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الأطلسي لا يفون بالتزاماتهم المالية.
ولطالما أبدى عدد من اليمينيين في الولايات المتحدة، بمن فيهم ترامب، إعجابهم ببوتين. وقد وصفه الرئيس السابق مرة بأنه “عبقري” وأكثر مصداقية من أجهزة الاستخبارات الأميركية.
المطالبة بالإفراج الفوري عن جثته
طالبت والدة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني ليودميلا نافالنايا،، بالإفراج عن جثته فورًا وإعادتها إلى العائلة بعد أن قيل لها إن المسؤولين الروس سيحتجزونه لمدة أسبوعين على الأقل، ليتم التحقيق في سبب وفاته في السجن.
وفي مقطع فيديو نُشر على منصة “إكس”، ونقلت عنه صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، خاطبت والدة نافالني، ليودميلا نافالنايا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلة بالروسية: “دعني أخيرًا أرى ابني، سلّموا جثة أليكسي حتى أتمكن من دفنه بشكل لائق”.
وأعلن مسؤولون روس الجمعة أن نافالني (47 عاما) توفي في سجن شديد الحراسة في البلاد بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية.
وقال أحد مساعدي نافالني يوم الاثنين إن المحققين أبلغوا والدته ومحاميه بأنهم لن يسلموهم الجثة.
وقالت كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني، إن “الجثة ستخضع لنوع ما من الفحص لمدة 14 يوما أخرى”.
وقال مسؤولون روس إن نافالني شعر بتوعك بعد المشي وفقد وعيه، وأضافوا أن سيارة إسعاف وطاقمها حاولوا إعادة إنعاشه لكن الجهود باءت بالفشل.
بوتين يصدر مرسوما بترقية ضابط سجن متهم بتعذيب نافالني
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما رئاسيا بترقية نائب رئيس هيئة السجون، فاليري بويارينيف، لرتبة كولونيل جنرال بوزارة الشؤون الداخلية.
وتعليقا على القرار كتب إيفان زدانوف مدير مؤسسة مكافحة الفساد، التي أسسها نافالني، على قناته في تطبيق تيلغرام، الثلاثاء (20 فبراير/شباط 2024)، أن بويارينيف كان مسؤولا شخصيا عن تعذيب نافالني في السجن. وأضاف “هذه بمثابة جائزة بوتين المفتوحة مقابل التعذيب”.
وقد تم الإعلان عن ترقية بويارينيف أمس الاثنين، عندما تم نشر المرسوم الرئاسي في قاعدة البيانات القانونية، وبالإضافة إلى بويارينيف، تم ترقية ثلاثة ضباط آخرين لرتبة جنرال.
ويشار إلى أنه في تموز/يوليو 2023، أصبح من المعروف أن بويارينيف أصدر أمرا لتقييد قدرة نافالني على شراء الطعام والاحتياجات اليومية، وذلك خلال جلسة استماع بالمحكمة في قضية المعارض البارز.
ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أي صلة بين وفاة نافالني والترقيات، مشيرا إلى أن هذه إجراءات طبيعية.
وأعلنت الجمعة وفاة نافالني البالغ 47 عاما في سجن ناء في المنطقة القطبية الشمالية من روسيا، حيث كان يمضي حكما بالسجن 19 عاما بعدما نجا من محاولة تسميم العام 2020 اتهم الكرملين بالوقوف وراءها، لكن الأخير نفى ذلك.
وفي سياق متصل رفضت روسيا مطلب الاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق دولي في وفاة نافالني. ويعتزم الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات ضد نظام الرئيس بوتين بسبب وفاة نافالني، كما تدرس الولايات المتحدة أيضا إضافة عقوبات إلى عدد كبير من الإجراءات التي اتخذت بالفعل ضد روسيا منذ غزوها لأوكرانيا قبل عامين.
إلى ذلك ناشدت ليودميلا نافالنايا، والدة نافالني، الرئيس الروسي “بالإفراج عن جثة أليكسي على الفور حتى أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية”، وذلك في رسالة عبر مقطع مصور من أمام معسكر اعتقال “بولار وولف”، حيث كان يحتجز ابنها لقضاء عقوبة السجن.
لكن المحققين الروس أكدوا أنهم لن يعيدوا جثته قبل 14 يوما على الأقل من أجل إجراء “معاينة”، بحسب فريق الخصم، ومن الممكن تمديد هذه المهلة لأسابيع، على ما أفاد محامون.
استدعاء السفراء الروس في أنحاء أوروبا بسبب مقتل نافالني والكرملين يستمر في إحتجاز جثته
استدعي سفراء روس في أنحاء أوروبا ، للإجابة على أسئلة بشأن وفاة المعارض البارز أليكسي نافالني في الوقت الذي شن فيه الكرملين حملة على المشيعين واستمر في إخفاء جثته.
ويعتزم الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات ضد نظام الرئيس فلاديمير بوتين وتدرس الولايات المتحدة أيضا إضافة عقوبات إلى عدد كبير من الإجراءات التي اتخذت بالفعل ضد روسيا منذ غزوها لأوكرانيا قبل عامين.
واحتجزت السلطات الروسية، التي لم تفرج بعد عن جثمان نافالني أو تصدر تقريرا عن تشريح الجثة منذ وفاته في السجن يوم الجمعة، أشخاصا يضعون الزهور أو يحيون ذكرى المعارض البارز.
وفي سان بطرسبرج، صدرت أوامر باحتجاز أكثر من 199 شخصا أو تغريمهم، ووضع 154 شخصا في حجرة حجز ، معظمهم لعدة أيام. وقال نشطاء حقوقيون إن هناك أكثر من 400 حالة اعتقال في أكثر من 30 مدينة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن الإجراءات ذات الدوافع السياسية ضد نافالني والعديد من منتقدي الحكومة الروسية، فضلا عن ظروف السجن غير الإنسانية، تظهر مدى وحشية تصرفات البلاد ضد المعارضين.
وأضافت “ندين ذلك بأشد العبارات الممكنة وندعو صراحة إلى إطلاق سراح جميع المسجونين في روسيا لأسباب سياسية”.
وكانت ألمانيا والسويد وفنلندا ودول البلطيق من بين الدول التي استدعت سفراء روسيا لإجراء محادثات عاجلة وسط مخاوف من أن تكون وفاة نافالني مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقررة في آزار/مارس في روسيا حيث من المتوقع أن يفوز بوتين بأغلبية ساحقة أخرى.
وقالت الحكومة الروسية إن التحقيقات في الوفاة مستمرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة الأنباء الروسية إنترفاكس، :” حتى الآن، لم يتم نشر نتائج هذه التحقيقات وبالتالي فهي غير معروفة”.
و لكن المتحدثة باسم نافالني قالت إن هناك أملا ضئيلا في أن تفرج روسيا عن الجثة لزوجته أو والدته في أي وقت قريب.
فرض عقوبات على 18 بريطانيا بينهم قائد الغواصات