خلط الرئيس الأمريكي جو بايدن في هفوة جديدة، بين “الناتو” وأوكرانيا عندما أراد الحديث عن مشروع في الكونغرس لتمويل أوكرانيا، ليخطئ ويصرح عن مشروع لتمويل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وجاء حديث بايدن للصحافيين أثناء خروجه من موكبه، لتختلط عليه الحقاق ويدعو الكونغرس إلى إقرار تشريع لتمويل الناتو.
وبموجب حزمة المساعدات التي تحدث عنها الرئيس والبالغة 95 مليار دولار، سيتم إرسال 61 مليار دولار من هذه الحزمة إلى أوكرانيا، فيما سيكون التمويل على شكل معدات عسكرية.
وبالإضافة إلى أوكرانيا، سترسل الولايات المتحدة مساعدات خارجية وإنسانية إلى إسرائيل وغزة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تايوان.
وقال بايدن إن “فكرة أننا سنسمح لحلف شمال الأطلسي بالبدء في الانقسام تتعارض تمامًا مع فكرة الولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى أن “ما جرى إرساله على طول طريق العودة إلى أيزنهاور يتعارض مع كلمتنا والقوات التي أرسلناها”.
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: “لذا، فقد حان الوقت لعودة الكونغرس إلى الوطن وإقرار التشريع الخاص بتمويل حلف شمال الأطلسي”، معتبرا بأنه “أمر بالغ الأهمية”.
ومن خلال هذا التصريح يبدو أن الرئيس خلط بين الناتو وأوكرانيا، فيما جاءت هذه الهفوة الجديدة بعد أسبوع حافل بالزلات، وسط دعوات من أطباء لبايدن لإجراء اختبار الخرف.
وتثير زلات الرئيس بايدن جدلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا عقب تعليقه على رد حركة حماس على الاتفاق المقترح لإطلاق سراح الرهائن من غزة.
ما هو التحليل النفسي لهفوات الرئيس الأمريكي
حالة من القلق البالغ بين الديمقراطيين بسبب الهفوات وزلات لسان الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال العديد من المؤتمرات الصحفية، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فماذا وراء هفوات وزلات اللسان التى يقع فيها الرئيس الأمريكى جو بايدن.. وعلامَ تؤشر هذه الهفوات؟.
شغلت قضية فلتات اللسان وهفوات القلم؛ مؤسس مدرسة التحليل النفسى العالم النمساوى سيجموند فرويد (1856- 1939م)، ووفقًا لدراساته، فإن هناك جانبًا مظلما فى النفس، أطلق عليه “اللاشعور” أو العقل الباطن، وأن هذا الجانب، له تأثيره القوى فى سلوك الإنسان، وقد يكون السبب فى بعض الاضطرابات النفسيّة التى تصيب شخصًا ما.
وبحسب فرويد، تعد هفوات اللسان وزلات القلم، ونسيان المواعيد، ميدانًا أو مسرحًا للعقل الباطن للتعبير عن مكنوناته ومكبوتاته، فإن هذه الهفوات للقلم أو اللسان، يتورط فيها الإنسان دون إرادة منه أو قصد، لينقلب المعنى المُراد من الكلام، بما يتسبب فى الكثير من الحرج على شاكلة هفوات بايدن.
إذ يجد المرء نفسه، يتمنى لو لم يقع فى هذه الهفوة.. مثال ذلك أن يكتب شخص لصديقه قائلًا؛ أشكر الله على ما أنت فيه من نقمة (بدلًا من نعمة).. أيضًا، نسيان شخص ما موعدًا مع آخر، غالبًا يكون رغبة دفينة لدى الأول فى الفرار أو الهروب من هذا اللقاء.
يُرجع فرويد هذه الزلات فى غالبها، إلى دوافع لا شعورية أو شبه شعورية سلبية أو إيجابية، لا يدركها الشخص صاحب الهفوة، ولا يفطن إلى وجودها.. لكنها على صلة بالهفوة فقد تكون حُبًا مكبوتًا أو غيرة أو كراهية لا شعورية، أو ما شابه.
تكرار زلات لسان” بايدن” عن الصين وروسيا، منها زلة لسان له فى فبراير من العام الماضي- أثناء وجوده بالعاصمة البولندية وارسو- بأن “بوتين لا يمكنه البقاء فى السلطة”، وهو ما دفع “ماكرون” إلى التحذير من أن مثل هذه التصريحات خطيرة، ومُربكة، وتؤدّى إلى تصعيد النزاع.
إلى جانب تفسير فرويد، لـ “زلات اللسان”- وإكمالًا له- فمن وجهة طبية حديثة، فإن “الهفوات”، على شاكلة ما يفلت من لسان بايدن، تؤشر إلى تدهور عقلى أو زهايمر- وإن كان محدودًا-، حيث يغيب الشخص شاردًا إلى زمن، أو مكان آخر، أو كليهما للحظات، فتقع زلات اللسان، قبل أن يعود إلى وعيه.
“ذاكرتي جيّدة”.. بين زلات ترامب و بايدن
أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق بنبرة ملؤها الغضب أنّه لا يعاني مشاكل في الذاكرة، وذلك في خطاب إلى الأمة ألقاه بعيد صدور تقرير أعدّه مدّع خاص ووصف فيه سيّد البيت الأبيض بأنّه “رجل مسنّ ذاكرته ضعيفة”.
وقال الرئيس الثمانيني أمام الصحفيين في البيت الأبيض “حسناً، أنا رجل مسنّ وأعرف ما أفعله. لا أعاني مشاكل في الذاكرة”، مندداً بشدّة بما أورده المحقّق في تقريره من أنّه نسي تاريخ وفاة ابنه بو بايدن، وفقا لفرانس برس.
وقال بايدن “ذاكرتي جيدة. أنظروا ماذا فعلت منذ أن أصبحت رئيسا.. كيف حدث ذلك؟” وأضاف بنبرة ساخرة: “أعتقد أنني نسيت للتو ما كان يحدث”.
بايدن المسن
كان عمر بايدن وقدراته المعرفية هدفا رئيسيا للمعارضين الجمهوريين، الذين كافحوا لتوجيه ضربات إليه بسبب مواقفه السياسية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن الأمر لا يزال يشكل مصدر قلق بين العديد من الناخبين قبل الانتخابات العامة في نوفمبر.
أظهر استطلاع أجرته شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية هذا الأسبوع أن 76% من الناخبين، بما في ذلك 54% من الديمقراطيين، قالوا إن لديهم مخاوف كبيرة أو معتدلة عندما سئلوا عما إذا كان بايدن، 81 عاما، يتمتع “بالصحة العقلية والجسدية اللازمة ليكون رئيسًا لولاية ثانية”.
وسيكون عمر بايدن 86 عامًا في نهاية فترة ولايته الثانية المحتملة. وقال الرئيس إنه من العدل أن يأخذ الناخبون في الاعتبار عمره، لكنه وفريقه أكدوا أنه يجب الحكم عليه على أساس سجل إنجازاته أثناء وجوده في منصبه.
ويبلغ خصمه المحتمل، الرئيس السابق ترامب، 77 عامًا، وقد واجه في الأسابيع الأخيرة تدقيقًا متزايدًا بسبب أخطائه.
زلات بايدن
على الرغم من زلات بايدن فيما يخص الحديث عن زعماء العالم، فإن ترامب بدوره ترتكب مثل هذه الزلات، وفيما يلي أبرز زلاتهما:
أخبر بايدن المانحين في حفل لجمع التبرعات في نيويورك يوم الأربعاء قصة رحلته إلى أول اجتماع له مع مجموعة السبع بعد توليه منصبه، عندما أعلن “عودة أميركا”، لكنه أشار في روايته للقصة إلى هيلموت كول، المستشار الألماني من عام 1982 إلى عام 1988. وتوفي في عام 2017، كانت أنغيلا ميركل هي المستشارة الألمانية في وقت اجتماع بايدن الأول لمجموعة السبع كرئيس.
كرر هذا الاختلاط حالة مماثلة يوم الأحد الماضي خلال إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في نيفادا، عندما كان بايدن يروي نفس القصة عن اجتماعه مع قادة العالم في مجموعة السبع. لكن في تلك الحلقة، أخطأ بايدن في تسمية رئيس فرنسا باسم فرانسوا ميتران، الذي تولى رئاسة فرنسا بين عامي 1981 و1995، بدلاً من إيمانويل ماكرون، الذي يتولى منصبه منذ عام 2017.
زلات ترامب
بدا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب زل في خطاب ألقاه خلال حملته الانتخابية في نيو هامبشاير في أكتوبر الماضي عندما خلط بين زعيمي تركيا وهنغاريا، حيث قال “هناك رجل، فيكتور أوربان، هل سمع عنه أحد من قبل؟ إنه على الأرجح أحد أقوى القادة في أي مكان في العالم. إنه رئيس تركيا ( رجب طيب أردوغان)”.
في يناير، خلط مراراً وتكراراً بين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) ومنافسته الأساسية في الحزب الجمهوري نيكي هيلي، مدعياً كذباً أن هيلي كانت مسؤولة عن الأمن خلال هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول.
حديث يدور عن مدى كفاءة بايدن للمنصب الشفرة النووية في يده