توصلت دراسة جديدة إلى أنه على الرغم من أن التعرض لأحداث أو ظروف حياتية مرهقة كان مرتبطًا بتدهور الصحة البيولوجية، إلا أن التعرض للضغوط المالية، على وجه الخصوص، كان له أقوى تأثير ضار على أجهزة المناعة والجهاز العصبي والغدد الصماء، والتي تعتبر معًا ضرورية للحفاظ على صحة جيدة، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Brain, Behavior, and Immunity.

شبكة متكاملة من أعضاء الجسم

تتواصل أجهزة المناعة والجهاز العصبي والغدد الصماء بشكل نشط ومستمر للحفاظ على التوازن، وهي عملية التنظيم الذاتي التي يحقق الجسم من خلالها الأداء الأمثل. تتحكم هذه الشبكة المتكاملة من أجهزة الجسم في العمليات الفسيولوجية مثل نمو الخلايا وتمايزها، والتمثيل الغذائي والسلوك البشري، وعندما لا تعمل، يمكن أن تؤدي إلى أمراض جسدية وعقلية، بما يشمل أمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب وتسارع الشيخوخة.

الإجهاد المزمن

وتم تضمين الإجهاد، وخاصة الإجهاد المزمن، كمعدِّل لهذه الأنظمة وأنشطتها. ولكن يوجد القليل من الأدلة العلمية حول تأثير التوتر على نشاط الغدد الصم العصبية المناعية لدى كبار السن. لذلك، نظر باحثون من جامعة كوليدج لندن في العلاقة بين الضغط النفسي والخصائص المناعية والغدد الصم العصبية المميزة بين فئة كبار السن.

وقالت أوديسا هاميلتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “عندما يعمل الجهاز المناعي والغدد الصم العصبية بشكل جيد معًا، يتم الحفاظ على التوازن، ويتم الحفاظ على الصحة”، مشيرة إلى أن “الإجهاد المزمن يمكن أن يعطل هذا التبادل البيولوجي ويؤدي إلى المرض”.

قام الباحثون بتحليل مستويات أربعة مؤشرات حيوية للدم لدى 4934 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا وأكثر (متوسط العمر 65 عامًا) والذين شاركوا في الدراسة البريطانية للشيخوخة ELSA. ويشارك اثنان من المؤشرات الحيوية، هما بروتين سي التفاعلي CRP والفيبرينوجين، في الاستجابة المناعية الفطرية للالتهاب. أما المؤشران الآخران فهما الكورتيزول وعامل النمو الشبيه بالأنسولين IGF-1 في فسيولوجيا الاستجابة للضغط النفسي.

الملف الشخصي الكامن

باستخدام تحليل الملف الشخصي الكامن LPA، وهي تقنية إحصائية قوية مكنت الباحثين من تحديد مجموعات فرعية من الأفراد ذوي نشاط العلامات الحيوية المماثل، حددوا مجموعات من نشاط العلامات الحيوية التي تقع في ثلاث مجموعات من الملفات هي خطر منخفض على الصحة ومخاطر معتدلة ومخاطر عالية. كما بحثوا في كيفية تأثير التعرض المبكر لستة ضغوط نفسية، هي الضغوط المالية وتقديم الرعاية والإعاقة والمرض والفجيعة والطلاق، على احتمالية تواجد الأشخاص في المجموعة المعرضة للخطر.

ضغوط مالية

وجاءت النتائج أن 12.5% عانوا من مستوى عالٍ من التوتر. وفيما يتعلق بالضغوطات الفردية، واجه 17% ضغوطًا مالية، و7% كانوا مقدمي رعاية غير رسميين، و45.8% واجهوا صعوبة في التعبئة، و31.5% كانوا يعانون من مرض طويل الأمد، و40.9% ثكلى، و9.2% مطلقون.

واكتشف الباحثون أن التعرض للضغوطات بشكل عام مرتبط بزيادة بنسبة 61% في احتمال الانتماء إلى المجموعة المعرضة للخطر بعد أربع سنوات. كان التأثير تراكميًا. وبالنسبة لكل عامل ضغط يتعرض له الأفراد، كان الأفراد أكثر عرضة بنسبة 19٪ لأن يكونوا في صورة الغدد الصم العصبية المناعية شديدة الخطورة.

الفئة عالية المخاطر

وكان الإجهاد المرتبط بالضغوط المالية هو العامل المستقل الأقوى للانتماء إلى فئة المناعة والغدد الصم العصبية عالية المخاطر، يليه الحد من الأمراض الطويلة الأمد والفجيعة. وكان المشاركون، الذين أبلغوا فقط عن ضغوط مالية، وتصوروا أنهم قد لا يكون لديهم ما يكفي من الموارد لتلبية الاحتياجات المستقبلية، أكثر عرضة بنسبة 59٪ للانتماء إلى المجموعة المعرضة للخطر بعد أربع سنوات.

أمراض المناعة “وباء مجنون” أكثر انتشاراً من السرطان.. كيف نقلل خطرها؟

 أمراض المناعة "وباء مجنون" أكثر انتشاراً من السرطان.. كيف نقلل خطرها؟
أمراض المناعة “وباء مجنون” أكثر انتشاراً من السرطان.. كيف نقلل خطرها؟

لا نكاد ننسى وباء حتى يظهر آخر يزيد من قلقنا، حيث حذر أحد الخبراء من مرض شائع قد يؤثر على عدد كبير من الناس، ربما أكثر من الأمراض الشائعة حول العالم، بما في ذلك أمراض القلب و السرطان.

فقد حذر الدكتور إريك بيرغ من الولايات المتحدة، في حديث له على موقع “يوتيوب” تناقلته وسائل الإعلام، من مخاطر أمراض المناعة الذاتية، حيث قال إن هناك أكثر من 100 نوع من أمراض المناعة الذاتية المعروفة، وتحدث هذه الحالات حين يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الخلايا الطبيعية السليمة في الجسم مما يؤدي إلى تلفها.

وتشمل أمراض المناعة الذاتية الشائعة: مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

وصرح بيرغ أن أمراض المناعة الذاتية قد تكون “وباء مجنونا” يؤثر على حوالي واحد من كل 12 شخصا، وواحدة من كل تسع نساء. موضحا أنها أكثر شيوعا من أمراض القلب، موضحا أن “القاسم المشترك الوحيد بين جميع أمراض المناعة الذاتية هو نفاذية الأمعاء – الأمعاء المتسربة”.

وتعرف متلازمة الأمعاء المتسربة بأنها حالة معوية حيث يؤدي ضعف جدران الأمعاء إلى السماح للبكتيريا والسموم بالدخول إلى مجرى الدم، كما تعد حالة نظرية حيث لا يكون العلماء متأكدين تماما مما إذا كانت مرضا أم عرضا، ومع ذلك، فهي سمة معروفة للعديد من أمراض الالتهابات والمناعة الذاتية التي تؤثر على الجهاز الهضمي، والتي تشمل مرض التهاب الأمعاء ومرض الاضطرابات الهضمية.

وعدد بيرغ بعض أسباب أمراض المناعة الذاتية، منها: نقص الفيتامين (د)، تناول زيوت البذور والأطعمة فائقة المعالجة، بعض الأدوية، إلى جانب الضغط.

كيف نقلل خطر الإصابة

أوصى بيرغ بتناول نظام غذائي عالي الجودة لتقليل فرص الإصابة بأمراض المناعة الذاتية قائلا: “أوصي بشدة باتباع النظام الغذائي الكيتوني الذي يحتوي على بروتينات حيوانية عالية الجودة بالإضافة إلى كمية جيدة من الدهون”.

كما نصح بتناول الكثير من الخضار المطبوخة وكمية “معتدلة” من الخضار المخمرة، مثل الملفوف المخلل، للحفاظ على صحة ميكروبيوم الأمعاء.

وأردف بيرغ: “يجب ألا تجري أي تغيير في نظامك الصحي أو نظامك الغذائي قبل استشارة الطبيب أولا والحصول على فحص طبي وتشخيص وتوصية”.

 “الأنسجة الدماغية المطبوعة” و الحديث عن الإنجاز التاريخي

 

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد