أصبح المنتخب القطري على بُعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز تاريخي بالاحتفاظ بلقب كأس آسيا لكرة القدم، وذلك بعد أن حجز مقعده في نهائي البطولة التي تُقام على أرضه، إثر فوزه المثير (3-2) على المنتخب الإيراني، في مباراة نصف النهائي التي أُقيمت على ملعب الثمامة، أمس الأربعاء. ليكون نهائي كأس آسيا المنتظر بين الأردن وقطر.
تدين قطر، حاملة لقب النسخة السابقة من البطولة، بالفضل الكبير في هذا الفوز إلى مهاجمها البارع أكرم عفيف، الذي تألق بتسجيله هدفاً وصناعة آخر، وإلى المعز علي، الذي أحرز هدف الفوز الحاسم قبل نهاية اللقاء بدقائق معدودة.
وينتظر “العنابي” مواجهة نارية مع المنتخب الأردني في النهائي المنتظر، الذي سيُقام في ملعب “لوسيل” يوم السبت المقبل، وذلك بعد أن تأهل “النشامى” للنهائي الآسيوي لأول مرة في تاريخهم، إثر انتصارهم على كوريا الجنوبية (2-0) بأداء حصد إعجاب الجماهير والمحللين.
في مباراة قطر وإيران جاء الشوط الأول من اللقاء مليئاً بالإثارة والتوتر، حيث تمكنت إيران من التقدم مبكراً، لكن قطر أظهرت شخصية قوية واستطاعت الرد سريعاً بتسجيل هدفين، لتُنهي الشوط الأول متقدمة (2-1). وفي الشوط الثاني عادت إيران لتُعادل النتيجة عبر ركلة جزاء، إلا أن الروح القتالية للمنتخب القطري مكَّنته من الحفاظ على هدوئه وتوازنه.
رغم الضغط الكبير الذي مارسته إيران في الدقائق الأخيرة من اللقاء، فإن دفاع قطر كان للهجمات الإيرانية بالمرصاد، وتمكَّن المعز علي من خطف هدف الفوز الثمين الذي قاد “العنابي” إلى بلوغ النهائي للمرة الثانية على التوالي، معلناً نهائياً عربياً خالصاً للبطولة الآسيوية.
و ستتجه الأنظار يوم السبت المقبل إلى مواجهة تاريخية تجمع بين الأردن وقطر، في نهائي بطولة كأس آسيا، مسجلةً بذلك ثالث نهائي في تاريخ البطولة يجمع بين منتخبين عربيين، والأول منذ نسخة العام 2007.
المرة الأولى التي شهدت نهائياً عربياً كانت في نسخة عام 1996، التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة. وقد كان النهائي معركة كروية انتهت بتتويج المنتخب السعودي باللقب، بعد أن تغلب على نظيره الإماراتي بركلات الترجيح (4-2)، إثر انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي.
أما النهائي العربي الثاني فقد كان في نسخة عام 2007، التي أقيمت في إندونيسيا، وفيها تُوج المنتخب العراقي باللقب على حساب السعودية بنتيجة (1-0)، بفضل رأسية مميزة من يونس محمود، ليحقق “أسود الرافدين” إنجازاً غير مسبوق في تاريخهم.
يأتي النهائي بين “العنابي” و”النشامى” ليكتب فصلاً جديداً في تاريخ الكرة الآسيوية والعربية، معبِّراً عن مدى تطور المنتخبات العربية على الساحة الآسيوية. وينتظر عشاق الكرة بشغف هذه المواجهة، التي تُعدّ بمثابة احتفالية كروية عربية بامتياز.