أعرب علماء في أكبر مُسارع للذرات في العالم عن ثقتهم يوم الإثنين في المضي قدما في مشروع بمليارات اليورو لبناء مصادم جسيمات أكبر وأقوى يمكن أن يساعد في كشف المزيد من أسرار الكون.
وقال قادة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن”، إن التخطيط يسير على الطريق الصحيح للمصادم الدائري المستقبلي، والذي تقدر تكلفته بنحو 15 مليار فرنك سويسري (حوالي 16 مليار يورو أو 17.2 مليار دولار) ومن المأمول أن تبدأ مرحلته الأولى في العمل بحلول عام 2040.
لكن لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن، باستثناء اهتمام الدول الأوروبية والغربية في الغالب بتمويل المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن”، التي تعد موطنا لمصادم الهادرونات الكبير.
وقد يكون هذا المشروع معروفا بالمساعدة في تأكيد “بوزون هيغز دون” الذري في عام 2012 بعد سعي دام عقودا من الزمن للعثور على ما وصف بأنه “حجر الزاوية المفقود في الفيزياء”.
وقالت فابيولا جيانوتي، المديرة العامة لسيرن: “المصادم الدائري المستقبلي هو منشأة محتملة. أقول ممكن لأننا اليوم في مستوى دراسة الجدوى. لم تتم الموافقة على المشروع بعد”.
وأضافت أن لجان المراجعة لم تكتشف أي “معوقات فنية” للمشروع حتى الآن”.
ووصفت المصادم المقترح بأنه: “أداة رائعة لتحسين فهمنا للفيزياء الأساسية ومحرك للابتكار في مجالات مثل علم التبريد الفائق، والمغناطيسات فائقة التوصيل، وتقنيات الفراغ، وتقنيات أجهزة الكشف التي يمكن أن تقدم فوائد اجتماعية واقتصادية للمجتمع”.
أكبر تجربة علمية قد تغير الأرض وتدمر البشر
حذر عالم فلك من أن الأرض قد تخسر من “محيطها” في حال الشروع بإجراء سلسلة تجارب فاشلة بواسطة مسارعات الجزيئات.
وقال العالم البريطاني البروفيسور مارتن ريز، في كتاب سيصدر في أكتوبر المقبل، إن الأرض قد تخسر من محيطها بحدود 100 متر جراء هذه التجارب الفاشلة، مشيرا إلى أن تهديدات كثيرة تواجه الأرض منها، على سبيل المثال، التغير المناخي والحرب الكيماوية والذكاء الصناعي.
وفي فصل من كتابه “حول المستقبل: آفاق البشرية”، يجادل ريز بأن العلماء يجرون تجارب تشمل تحطيم الذرات وتحويلها إلى كواركات.
يشار إلى أن الكوارك، وهو الجسيم الأولي وأحد المكونين الأساسيين للمادة، إضافة إلى الليبتونات، مع العلم أن الكواركات والليبتونات تتشكل عند حدوث تصادم شديد بين البروتون والإلكترون.
ويحذر ريز، أن من شأن هذه التجارب أن تدمر البشرية، على الأقل من ناحية نظرية، بحسب ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية.
وقال ريز أن بعض التجارب “قد ينجم عنها ثقب أسود، ثم يمتص كل ما حوله”، مضيفا أن الاحتمال الثاني المخيف هو أن الكواركات قد تعيد تجميع نفسها على هيئة أجسام مضغوطة يطلق عليها اسم “جسيمات غريبة” strangelets، وهي عبارة عن مادة افتراضية قد تمتلك حقل جاذبية هائلا يمكنه تحويل الكوكب بأكمله إلى كوكب ضخم عديم الفائدة (لا حياة فيه).
وتتألف هذه الجسيمات الغريبة (الافتراضية) من الكواركات العلوية والسفلية والغريبة، بحسب موسوعة ويكيبيديا.
وأوضح أن هذا بحد ذاته سيكون مضرا ومؤذيا للغاية، مشيرا إلى أن البعض يفترض أن الجسيمات الغريبة يمكن أن تحول أي شيء آخر تواجهه إلى شكل جديد للمادة وتحول الأرض كلها إلى شكل كروي عالي الكثافة يصل قطره إلى عدة مئات من الأمتار.
أما الخطر أو التهديد الثالث من مسارعات الجزئيات، مثل مصادم الهدرونات العظيم في سيرن، فهو كارثة تحل بالفضاء نفسه.
وقال إن الفضاء الفارغ ليس فراغا مطلقا، إنه المكان الذي حدث فيه كل شيء، ويملك في داخله خفايا، وكل القوى والجزيئات أو الجسيمات التي تحكم عالم الفيزياء، والفراغ الحالي قد يكون هشا وغير مستقر.
وتابع “توقع البعض أن الطاقة المركزة تنجم عندما تصطدم الجزئيات معا وقد تحفز “مرحلة انتقالية” ستمزق النسيج الكوني، وسيكون هذا بلاء كونيا ولا يقتصر على الأرض وحدها.
وأشار ريز إلى أن الجزيئات ذات الطاقة الأكبر التي لا تنشأ في مسارعات تتصادم مرارا في المجرة من دون أن تمزق الفضاء.
وشدد على أن العلماء ينبغي أن يكونوا حذرين بشأن التجارب التي تولد ظروفا غير مسبوقة حتى في الفضاء.
نهاية العالم بعمر البشر
انتشرت مجددا مقولة “نهاية العالم” بعدما مر الأسبوع الأخير من سبتمبر دون حدوث شيء كما نشرت وسائل إعلام كثيرة، نقلا عن شخص يدعى ديفيد ميد، يوصف بأنه خبير حسابات، لكنه يغلف آراءه بمقولات دينية.
ونقلت مواقع وصحف إثارة عن ميد قوله إن الناس فسروا كلامه بشكل خاطئ، وإنه كان يقصد أن نهاية العالم ستبدأ في شهر أكتوبر 2017 وتستمر 7 أعوام.
ومجددا انتشرت على الإنترنت، وحتى في بعض مواقع وسائل إعلام تهتم بالإثارة، أن نهاية العالم تبدأ منتصف أكتوبر، وذلك استنادا إلى مقولة ميد السابقة عن كوكب خرافي سماه “نيبيرو” يرتطم بالقطب الجنوبي للأرض، ونشر كتابا بعنوان “الكوكب المجهول.. الوصول 2017” حول الموضوع.
خرافات قديمة
ورغم نفي وكالة الفضاء الأميركية، ناسا، وجود كوكب “نيبيرو” واعتبارها الحديث عنه مجرد خدعة يجري تداولها على الإنترنت، فإن تلك الخرافات تنتشر على نطاق واسع.
ويبدو أن الحديث عن نهاية العالم قديم قدم وجود الإنسان على الأرض، إذ يمثل السؤال حول “النهاية” واحدا من الأسئلة الكبيرة التي تصدى لها فلاسفة ورياضيون وأيضا منجمون ومدعون على مر القرون.
ولطالما سعى كثير من المنجمين لتعزيز مقولاتهم بتفسيرات للكتب الدينية والادعاء بوجود رموز و”شفرات” لا يحل طلاسمها سوى هم، وأن لديهم القدرة على إجراء حسابات معقدة توصلهم إلى موعد نهاية العالم!
ولا يقتصر الأمر على حضارة دون أخرى أو أمة دون غيرها، بل تكاد تجد ذات الخرافة القديمة بصيغ مختلفة لدى شعوب العالم المختلفة.
وهناك من يضفي على تلك المقولات صبغة علمية، مع تطور العلوم ومعرفة الكثير عن الفضاء، فهناك نظرية (غير مثبتة علميا لكن تجد من يروجها) بأن الشمس ستبتلع كواكبها بعد عدد معين من السنوات، حينما يزيد اصهارها وتتحول لكرة هيليوم هائلة.
وطبعا من تلك الكواكب الأرض التي ستختفي حسب تلك النظرية التنجيمية.
حتى العلماء!
هناك مقولات كثيرة حول نهاية العالم و”علامات الساعة” (أي مؤشرات على اقتراب يوم القيامة ونهاية البشرية) وإن اختلفت تلك العلامات من ثقافة إلى أخرى.
لكن ما لا تتوقعه أن عالما مثل إسحق نيوتن، الذي اكتشف الجاذبية الأرضية، كتب عن مثل هذه الأمور في رسالة له ظلت خفية في خزانة لمدة 250 عاما وبيعت بمزاد عام 1939، وكشف عنها مؤخرا في المكتبة الوطنية في إسرائيل.
وفيها يتوقع نيوتن نهاية العالم عام 2060، استنادا إلى حسابات رياضية تفيد بأن نهاية العالم تكون بعد 1260 عاما من إقامة الإمبراطورية الرومانية.
كذلك يشير نيوتن في رسالته تلك إلى أن نهاية العالم تكون “بعد عودة اليهود وتجمعهم في وطن لهم”!!!
أما النظرية الأغرب التي لها علاقة بالعلم والعلماء، فهو ما روج نهاية القرن الماضي عن أن “مصادم الهيدروجين” الموجود في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN في سويسرا هو الذي سيتسبب في نهاية العالم.
وتقول النظرية إن الطاقة الهائلة التي ستنتج عن محاكاة “الانفجار الكبير” في المصادم الموجود بموقع الأبحاث عميقا تحت الأرض، ستخلف “ثقبا أسود” يبتلع الكرة الأرضية.
وقد تم تشغيل المصادم عام 2008 ولم يتكون ثقب أسود ولا أحمر.
خفايا ملفتة وصورة “مبهرة” لكويكب يحترق في #سماء_الارض “تابع”