نشر مجلس القضاء الأعلى، اليوم الاربعاء، إحصائية شهر كانون الاول 2023 بشأن حالات الزواج والطلاق في العراق الامر الذي اصبح محل جدلا واسعا خلال الفترة القليلة الماضية .
وذكر المجلس في بيان خاص لصحيفة العراق ، انه “خلال شهر كانون الاول الماضي 2023، تم تسجيل 4423 حالة طلاق في عموم البلاد، باستثناء محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث، وهو ما يعني حصول 147 حالة طلاق يومياً في المحاكم العراقية، وبالتالي أكثر من 6 حالات في الساعة الواحدة”.
كما سجلت المحاكم خلال الشهر ذاته 17560 عقد زواج، وصدّقت 2344 عقداً آخر، بحسب البيان.
* احصائيات حالات الطلاق في العراق خلال 2023
وبحسب جردة قام بها فريق صحيفة العراق ، تبين ان في الشهر الأول (كانون الثاني) من العام الماضي 2023، سجل العراق 6335 حالة طلاق، وفي شهر شباط 6147 حالة، وفي اذار 6491 حالة وفي نيسان 4643 حالة وفي ايار 6723 حالة وبشهر حزيران 5880 حالة، اما في شهر تموز 5808 حالة وفي أب 6973 حالة، بينما في أيلول 5462 حالة، بالإضافة الى ان شهر تشرين الأول تم تسجيل 6934 حالة، وفي تشرين الثاني 6620 حالة، كما ان شهر كانون الأول 4423 حالة.
ووفقاً للأرقام المذكور والتي رصدتها السومرية نيوز، فإن العراق سجل خلال الـ 12 شهراً من العام الماضي، 72439 حالة طلاق، وهو ما يعني تسجيل أكثر من 200 حالة يومياً (201) وأكثر من 8 حالات (8.3) في الساعة الواحدة.
*إحصائيات السنوات السابقة
فيما سجل العراق قرابة “65802” حالة طلاق خلال 11 شهراً من العام 2022 وفق إحصائية خاصة قام بها فريق السومرية نيوز على النحو الاتي:
كانون الثاني: 6486، شباط: 5815، اذار: 6606، نيسان: لم ترد إحصائية رسمية، أيار: 5270، حزيران: 6330، تموز: 4827، أب: 6491، أيلول: 5569، تشرين الأول: 6987، تشرين الثاني: 6895، كانون الأول: 4526
وبحسب تقرير نشر على موقع مجلس القضاء الأعلى، سجّلت أكثر من 73 ألف قضية طلاق خلال العام 2021 في العراق البالغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، وهي حصيلة مماثلة لحصيلة العام 2018.
وأشار الموقع إلى أنه خلال العقد الممتد بين 2004 و2014، انتهى زواج واحد من بين كل خمس زيجات بالطلاق، وسجل خلال الفترة نفسها 516 ألفاً و784 طلاقاً من بين 2,6 مليون زواج.
وكشفت إحصائية رسمية حصلت عليها السومرية نيوز، تسجيل المحاكم العراقية 4092 حالة طلاق لنساء لم يبلغن الخامسة عشرة خلال عامي (2020-2021)، فيما ذكر قضاة متخصصون بقضايا الأحوال الشخصية أن الزواج المبكر أحد الأسباب الرئيسية التي تضاعف نسب الطلاق في العراق.
وذكرت الإحصائية أن “العام 2020 سجل 1498 حالة، بينما ازداد العدد إلى 2594 في عام 2021”.
وبحسب تقارير مجلس القضاء الأعلى فان الزواج المبكر يفتقر إلى اكتمال النضوج العقلي للزوج والزوجة فيما يتعلق بتحمل أعباء الزواج وتكوين أسرة، إضافة إلى البطالة وتفاوت المستوى الثقافي والعلمي بين الزوجين.
“تشكل الحالة الاقتصادية ما نسبته 50 في المئة من أسباب الطلاق”، وفقاً لبحث نشره مجلس القضاء الأعلى على موقعه الإلكتروني، لكن تردي الوضع الاقتصادي هو جزء من أسباب كثيرة أخرى أهمها “التدخلات الاجتماعية، وتفاوت المستوى العلمي والثقافي بين الشريكين
ألطلاق في العراق.. “وصمة العار”
تزداد حالات الطلاق في العراق منذ عقد على الأقلّ، ويصدر القضاء سنوياً عشرات الآلاف من قرارات الطلاق، في حين تنشر السلطات القضائية التي تقول إنها تعمل على الحد من حالات الطلاق، تقارير عديدة وإحصاءات عن الموضوع.
أما الأسباب التي توردها لتزايد حالات الطلاق، فهي عديدة مثل الصعوبات الاقتصادية والتدخل الأسري، لكن أيضاً الزواج المبكر الذي تكون نتائجه كارثية، فضلاً عن الخيانة الزوجية التي تشجعها، وفق التقارير، شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول منال البالغة من العمر 33 عاماً، المطلّقة منذ ثماني سنوات، إن زوجها سابقا، وهو أيضاً ابن عمها، “كان يعمل في متجر والده لبيع أجهزة منزلية كهربائية”.
وتضيف: “لم يكن مستقلاً مادياً، ما سبّب مشاكل عائلية”، مشيرة إلى أنها كانت ترغب في أن تعيش مع أسرتها وحدها وليس مع عائلة زوجها.
وزادت: “زوجي لم يكن قادراً على اتخاذ قرارات بمفرده”.
وتعيش منال التي تعمل في منظمة نسوية عراقية غير حكومية، اليوم، مع أهلها برفقة ابنها آدم البالغ من العمر تسع سنوات، الذي يلتقي والده من حين لآخر.
وبحسب تقرير نشر على موقع مجلس القضاء الأعلى العراقي، سجّلت أكثر من 73 ألف قضية طلاق خلال العام 2021 في العراق البالغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، وهي حصيلة مماثلة لحصيلة العام 2018.
وأشار الموقع إلى أنه خلال العقد الممتد بين 2004 و2014، انتهى زواج واحد من بين كل خمس زيجات بالطلاق، وسجل خلال الفترة نفسها 516 ألفاً و784 طلاقاً من بين 2,6 مليون زواج.
“الطلاق أفضل”
وأشارت دراسة نشرت في مارس 2021 في المجلة الشهرية لمجلس القضاء الأعلى إلى أن “السكن المشترك مع أهل الزوج.. يؤدي في أحيان كثيرة إلى تدخل الأهل في حياة الزوجين بشكل سلبي”.
وهناك أيضاً “اعتماد الزوج مادياً على أهله”، وصعوبة الحصول على فرص عمل، فضلاً عن “الخيانة الزوجية بسبب الإنترنت”.
ويعد الزواج المبكر سبباً رئيسياً للطلاق. خلال العام 2020، إذ سجّلت 1498 حالة طلاق لمراهقات لم يبلغن الـ15 عاماً من العمر بعد. وفي العام الذي تلاه، سجلت 2594 حالة.
ونقل الموقع الإلكتروني لمجلس القضاء الأعلى في تقرير نشر عام 2019 عن أحد القضاة قوله “سجّلت المحاكم تزايدا في حالات الطلاق، لا سيما خلال العقد الاخير”.
وتحدّثت الناشطة النسوية في مجال حقوق الإنسان وتمكين المرأة منذ نحو 50 عاماً، هناء إدوار، عن كون “الضغوط المالية على الأسرة” بين أبرز أسباب الطلاق.
وأوضحت أن تلك الضغوط تؤدي إلى عبء نفسي ومشاكل.
وفي بلد لم يكن بمنأى عن تزايد حالات العنف الأسري خلال فترة تفشي جائحة كورونا، رحبت إدوار بالشجاعة المتزايدة لدى كثير من النساء العراقيات اللواتي يتخذن قرار الطلاق.
وتضيف الناشطة التي تدير منظمة “شبكة النساء العراقيات” غير الحكومية، “هناك وعي بين النساء اللواتي يقلن لأنفسهن (إذا استمر العنف في حياتهن وحياة أطفالهن، فالطلاق أفضل)”.
لكن نظرة المجتمع العراقي المحافظ والأبوي إلى حدّ كبير، تميّز بين الرجل المطلق والمرأة المطلقة.وتتحدث إدوار عن المعايير المزدوجة التي يتمّ التعامل بها مع الطرفين: فالنساء يجدن أنفسهنّ أمام معركة الحفاظ على حضانة أطفالهنّ، كما يتعرضن لـ”التحرش والاستغلال الجنسي”، فضلاً عن ضغوط الأهل ومجتمع ما زال يؤمن بـ”وصمة العار”.
وكل ذلك يدفع عائلة المرأة المطلقة إلى معارضتها خروج هذه الأخيرة من المنزل أو الحصول على وظيفة.أما الرجل، “كل شيء مقبول منه اجتماعيا، يطلّق في يوم، ثم يتزوج في اليوم التالي”.
“يجب الانتظار”
وأكدت باحثة اجتماعية تعمل في إحدى محاكم بغداد، مفضلة عدم كشف اسمها، لفرانس برس أن “الطلاق أصبح شيئاً أكثر شيوعاً مما كان عليه من قبل”.
وكشفت الشابة البالغة من العمر 30 عاماً، المسؤولة عن دراسة طلبات الطلاق والعمل على معالجتها وإيجاد سبل للمصالحة، أنها تنجح “بمعالجة حوالى 10 بالمئة فقط من القضايا.. لوقف خطوة الطلاق”.
وتابعت الباحثة التي تعمل منذ ثماني سنوات في هذا المجال بالقول إنه خلال سبتمبر، قامت بدراسة 310 قضايا، مقابل 200 قضية في الشهر ذاته من العام الماضي.
ورغم التجربة التي خاضتها، لا تستبعد منال اليوم فكرة الزواج مرة أخرى، لكن شروطها تغيرت، إذ على زوج المستقبل تقبّل ابنها والتعايش مع ظروف عملها.
وتنصح منال الأجيال القادمة، خصوصا النساء، بـ”تأمين الاستقلالية المادية وعدم الزواج بسنّ صغيرة”.
وتقول: “ينبغي الانتظار، لا يجب أن يكون الزواج الهدف في الحياة”.