بعد نحو يومين من استشهاد نجل الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد اثنين من أفراد عائلة مراسل ومدير مكتب الجزيرة في غزة.
وفي بيان صدر عنها مساء الإثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد اثنين من أقارب الصحفي الفلسطينى وائل الدحدوح، جراء غارة استهدفت سيارتهما مساء الإثنين بمدينة رفح الفلسطينية.
وفي وقت سابق الإثنين، كشفت وسائل غعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “قتل ثلاثة مواطنين مستهدفا سيارة مدنية، كان بها اثنان من عائلة الصحفي وائل الدحدوح، هما ابنا أخيه محمد وأحمد الدحدوح.
وأول أمس الأحد، نعى وائل الدحدوح نجله الصحفي حمزة الدحدوح عقب استشهاده مع زميله مصطفى ثريا في غارة طالت سيارتهما في جنوب قطاع غزة.
الموت يفجع الصحفي وائل الدحدوح مجددا
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، مساء الثلاثاء، باستشهاد أبناء عمومة الصحفي وائل الدحدوح في قصف طال مركبتهما في قطاع غزة.
وقبل يومين اغتال الاحتلال حمزة وائل الدحدوح، والصحفي مصطفى ثريا في قصف سيارتهم في رفح، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة.
ولم تكن المرة الأولى التي يفقد فيها الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح أحد أبنائه، ففي 25 أكتوبر شن الاحتلال غارات قصفت واستهدفت منزل الدحدوح ما أسفر عن استشهاد أفراد عائلته ومنهم زوجته وابنه وابنته، وذلك بعد الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال على منازلهم.
وأجرى الإعلامي عمرو أديب مداخلة هاتفية مع الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح، خلال برنامج «الحكاية»، حيث سأله عن نيته في مغادرة غزة، وذلك بعد استشهاد نجله حمزة الدحدوح، ومن قبل كانت زوجته، وعدد آخر من أسرته.
وقال وائل الدحدوح: «الرسالة الإنسانية التي نقدمها سقيناها بالدم والدموع وكل ما جرى يؤكد أن جيش الاحتلال يريد استهدافي عمدًا»، موضحًا: الاستهداف بدأ بأسرتي ومنزلي، وتم استهدافي ونجاتي بأعجوبة، واحتياجي إلى علاج غير موجود في قطاع غزة.
وأضاف بشأن مغادرته لغزة: «لا أدري ماذا أقول الأمر يتعلق بأشياء كثيرة، ويصعب على اتخاذ مثل هذا القرار، لكن في لحظة من اللحظات إذا تطلب الأمر لن يكون مستبعدا، فأنا لا أفكر بعدمية».
واستكمل: «الرسالة الإنسانية التي نقدمها سقيناها بالدم والعرق وأيضا بالدموع، وهذا أمر يصعب تغييره أو التراجع عنه، لكن في لحظة إذا تطلب الأمر غير ذلك فنحن جاهزون ربنا يكتب لنا الخير أينما كان، ونراكم على خير».
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقتأ سابق ، أنه اغتال الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، بناءً على وثائق حصل عليها في قطاع غزة تكشف عملهما في أجهزة حساسة ضمن صفوف حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وقال جيش الاحتلال أنه شكّل على إثر هذا الاكتشاف، وحدة خاصة لتحليل الوثائق وتحضير بنوك أهداف لنشطاء منتسبين لحماس والجهاد الإسلامي، كان من ضمنهم ثريا والدحدوح.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، إن اغتيال الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا في رفح كان بناء على المعلومات التي وقعت في أيدي الجيش أثناء اقتحام عدد من البيوت في غزة.
وأضاف أن: “الدحدوح يظهر ضمن قائمة الناشطين في مجال الهندسة الإلكترونية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، كما يظهر في الوثائق أن الدحدوح كان في الماضي يشغل منصب نائب قائد فصيل في كتيبة الزيتون، وهو حاليًا مسؤول عن قسم في وحدة الصواريخ التابعة للجهاد”.
وعن ثريا قال: “تظهر الوثيقة التي عثرت عليها قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أثناء القتال، الهيكل التنظيمي لجميع عناصر كتيبة القادسية التابعة لحركة حماس، حيث يُذكر اسم مصطفى بالإضافة إلى منصبه في التنظيم وهو نائب قائد الفرقة”.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي اغتال قبل أيام حمزة الدحدوح نجل مدير مكتب الجزيرة بغزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، داخل مركبة على طريق رفح جنوب قطاع غزة بصاروخ من مُسيرة إسرائيلية ما أدى إلى مقتلهما على الفور.
خلود الدحدوح عن استشهاد شقيقها حمزة في قصف صهيوني : «لم أعد أشعر بالأمان»
كشفت خلود الدحدوح، ابنة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، الذي استشهدت زوجته وعدد من أبنائه وأفراد أسرته، في غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عن استشهاد شقيقها «حمزة»، قائلة: «هو شقيقي الأكبر، وبعدما استشهدت أمي وشقيقي واختي وابن اختي، صار كل شيء متوقع، كانت صدمة مختلفة، ومنذ ذلك الحين، لم أعد أشعر بالأمان».
وأضافت «خلود»، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، ببرنامج «90 دقيقة»، والمُذاع على شاشة «قناة المحور» مساء اليوم الأربعاء: «وقع الحادث في بداية شارع البيت الذي نسكن فيه، جهزنا الفطور لأخي، وكان قد انتهى من التصوير، وجهزنا كل شيء، وسمعنا صوت ضربة كانت عالية جداً، انتقلنا إلى موقع الحادث لمعرفة ما يحدث».
وتابعت آخر الأبناء الناجين للصحفي الفلسطيني: «طلعت السطح وقمت بتصوير الناس والسيارة وأقول يا رب استرها، وعندما أغلقت التصوير شعرت بأن ثمة نظرات غريبة والكل يصعد إلى شقتنا، وعندما سألت عما حدث لم يجبني أحد، فقالوا لي إن أحداً من الدار المجاور لنا استشهد، فذهب أخي الصغير إلى مكان الحادث، وارتديت ملابس الصلاة، هرولت مسرعة وراءه حتى أسحبه من هناك، خشية قصفة ثانية، ولكن صاحب شقيقي قال لنا إن حمزة استشهد، هذه صعبة للغاية».
صحفيو غزة يتعرضون لعملية قتل مستمرة
قال مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، إن الصحفيين في القطاع يؤدون رسالة نبيلة وإنسانية ومقدسة وواجبًا وطنيًّا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «حضرة المواطن» الذي يُقدمه الإعلامي سيد علي، عبر شاشة «الحدث اليوم»، مساء الثلاثاء، أن كل المواثيق الدولية تكفل حق الصحفيين في أداء واجبهم وعملهم، لكنهم في غزة يدفعون ثمنًا مؤلمًا جراء ذلك
وأشار إلى أن ما يحدث ضد الصحفيين في غزة هو بمثابة مقتلة مستمرة، وذلك بعد استشهاد 112 صحفيًّا خلال أقل من 100 يوم من الحرب.
ولفت الدحدوح إلى أن هذا العدد هو الأكبر مقارنة بأي حروب سابقة، بما في ذلك الحرب الفيتنامية التي استمرت 20 عاما.
وفيما وصف الدحدوح، هذا العدد الكبير من شهداء الصحافة بأنه مستفز، فقد أشار إلى أن الأكثر استفزازًا هو صمت العالم.
واستشهد حمزة وائل الدحدوح أمس الأول الأحد، جراء قصف إسرائيلي على سيارة كان يستقلها مع زميله الصحفي مصطفى ثريا في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وكان وائل الدحدوح فقد زوجته وابنه وابنته وحفيدته في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً نزحوا إليه وسط قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وبعدها بعدة أسابيع أصيب هو نفسه واستشهد زميله المصور سامر أبو دقة بقصف إسرائيلي خلال تغطيتهم لمجريات الحرب بمدينة خانيونس، ليفجع الأحد، باستشهاد نجله الأكبر حمزة.