للمرَّة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف، يشهد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتَّحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ COP28 الجمعة انطلاق فعاليات “جناح الأديان” الذي ينظِّمه مجلس حكماء المسلمين بالتَّعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، ووزارة التَّسامح والتعايش في دولة الإمارات وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتستمر حتى الثاني عشر من 12 ديسمبر 2023.
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، إنَّ جناح الأديان في COP28 يهدف إلى توفير منصة عالمية لتبادل وجهات النظر وتكريس التَّوافق، وإيجاد الحلول، وعقد الشراكات واقتراح التَّوصيات من أجل تعزيز العدالة البيئية، بالإضافة إلى إشراك المجتمعات الدينية وصنَّاع القرار وغيرهم من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني لبلورة رؤية مشتركة من شأنها التصدي لتحديات التغير المناخ.
وأضاف الأمين العام أنَّ هذا الجناح، الذي يُعَدُّ الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف، يمثل منارة للأمل، ويؤكّد المسؤولية المشتركة لحماية هذا الكوكب، لافتا إلى أن تبني دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه المبادرة يعبر عن إيمان راسخ بدور الأديان، وأهمية توحيد الجهود من أجل تحقيق التَّقدم المنشود في العمل المناخي العالمي.
ويهدف جناح الأديان إلى توفير منصة للحوار بين كل من قادة الأديان ورموزها، والعلماء، والأكاديميين، وخبراء البيئة، والنشطاء في مجال المناخ، والنِّساء، والشباب، والشعوب الأصلية، لتبادل الآراء ووجهات النَّظر، وتعزيز العمل الجماعي للمساهمة في إيجاد حلول فعالة وملموسة للتغير المناخي، والإرسال برسالة من قادة الأديان والمجتمعات الدينيّة إلى صناع السياسات والقرار تدعوهم إلى جعل العمل المناخي الطموح أولوية قصوى، وتعزيز المسؤولية الأخلاقيَّة لحماية كوكب الأرض.
وينظم الجناح أكثر 65 جلسة حوارية يشارك فيها 325 متحدثا يمثلون 9 من الديانات والطوائف الدينية تتضمن كلًّا من الإسلام والمسيحيَّة، واليهوديَّة، والهندوسية، والسيخية، والبهائية، والبوذية، والزرادشتية، والسكان الأصليين، بالإضافة إلى ممثلين عن أكثر من 70 منظمة ومؤسسة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الجامعات ومنظمات الشباب، والمؤسسات الدينية، والمجموعات الناشطة في مجال المناخ، ومنظمات الشعوب الأصلية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الدولية، والمؤسسات النسائية، ومنظمات المساعدات الإنسانية.
ويقدم الجناح العديد من البرامج والأنشطة التي تركِّز على تعزيز التفاهم بين الأديان بشأن العمل المناخي، ودور قادة الأديان ورموزها وتفعيل مشاركاتهم وإسهاماتهم خلال COP28 من أجل سد الفجوة بين الطموح والعمل الجاد والمساهمة في تحقيق العدالة المناخية، ودور الشباب في تعزيز الحوار بين الأديان بشأن العدالة والمرونة المناخية، بالإضافة إلى مناقشة جهود التنمية المشتركة بين الأديان للحفاظ على الطبيعة، واستعراض الاسهامات التي حققتها المؤسسات الدينية في مجال الحفاظ على المناخ.
وتسلمت دولة الإمارات في بداية الفعاليات و جاء ذلك في مراسم شارك فيها وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس المعيّن لمؤتر “COP28″، سلطان الجابر
وقال سامح شكري في كلمته:
كانت الدورة السابقة من مؤتمر الأطراف في وقت حاسم في مواجهة التحديات وكان العالم يتعافى من أزمة “كوفيد-19″، وحرب أوكرانيا.
إن المؤتمر كان يمثل نداءً قمنا بالاستجابة له معا، لمواجهات الأضرار المناخ وتمويل برامج التكيف المناخي وتطوير العمل في مواجهة التغير المناخي.
استمعنا إلى جميع الأصوات والمؤسسات المالية فيما يتعلق بالتكيف المناخي.
نحتاج إلى أن نستمع إلى أصوات المجتمعات المتغيرة من التغير المناخي.
يجب إشراك الدول النامية بجهود مكافحة تغير المناخ.
كلمة سلطان الجابر
وبعد تسلمه رئاسة مؤتمر الأطراف أدلى سلطان الجابر بالتصريحات التالية:
أول فعل رسمي أقوم به كرئيس لمؤتمر الأطراف هو أن أقوم بتقدير زميلي الوزير سامح شكري، بعد أن قمت بقيادة المؤتمر بحكمة وتكامل وشجاعة.
نحن نقدر خدماتك وإنجازاتك والتزامك بشأن التغير المناخي، كما أقدر دور كل شخص في هذه القاعة.
نأتي من دول مختلفة وخلفيات مختلفة وأجيال مختلفة، بيد أننا نتشارك شيئا مشتركا، ففي نقطة ما في حياة كل منا، نقوم باختيار يسهم في المساعدة في رفع هذه الأثقال من أعبائنا والمضي إلى الأمام.
دولة الإمارات العربية المتحدة مسرورة وسعيدة باستضافة مؤتمر الأطراف، وفي الوقت نفسه وبكل تواضع تقوم بكل ذلك في هذه الحقبة الخاصة بالأفعال المتعلقة بمكافحة التغير المناخي.
نحن وأنتم تعلمون هذه اللحظة وأهميتها ونحن نشعر كما تشعرون بأهمية هذا العمل ونرى كما ترون أن العالم وصل إلى نقطة التقاطع.
منذ مؤتمر باريس للمناخ، عملنا على بعض الإنجازات، لكننا نعلم بأن الطريق الذي سلكناه لم يصل بنا إلى وجهتنا.
يجب توحيد جميع الجهود في مواجهة تغير المناخ.
المؤتمر الحالي يجب أن يصل إلى أعلى مستويات التكيف.
يجب الوفاء بالعهود المتعلقة بالتمويل.لن نقوم بتجاهل أية مشكلة وسنقوم ببحث التحديات بطريقة شمولية.
ملتزمون بإطلاق العنان للتمويل لضمان عدم اضطرار الجنوب العالمي إلى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي.
كلمة الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل
اليوم نجد أنفسنا في ملف التغير المناخي نأخذ خطوات بسيطة بطريقة بطيئة في عالم غير متزن.
يجب البدء باتخاذ الخطوات اللازمة بالتمويل ومواجهة تغير المناخ.
يجب تسريع وتيرة مكافحة تغير المناخ.
كل الالتزامات الخاصة بالتمويل والتكيف ومكافحة التغير المناخي يجب أن تكون متوائمة في أهداف التنمية المستدامة.
هيا بنا لنكون شفافين في القرارات والنقاشات.
يجب الوفاء بالوعود الخاصة بالمساءلة وإيجاد النظام الخاص بذلك.
بعد هذا المؤتمر يجب التأكيد على أن المسيرة ستكون واعدة للوفاء بالعهود.
رئيس “COP28”: حانت لحظة إيجاد طريق مختلف لمواجهة تغير المناخ
قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف “COP28″، سلطان الجابر، الخميس، إن المؤتمر لن يتجاهل أي مشكلة وسيقوم ببحث التحديات الخاصة بالمناخ بطريقة شمولية، داعيا إلى الوفاء بالعهود المتصلة بالتمويل المناخي، وتوحيد الجهود لمواجهة التغير المناخي.
جاءت تصريحات سلطان الجابر بعد استلامه رئاسة أعمال الدورة الحالية من المؤتمر من رئيس الدورة السابقة “COP27″، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري.
“لحظة المسار الجديد”
واعتبر رئيس مؤتمر الأطراف “COP28” أن الوقت حان لإيجاد مسار جديد لمكافحة التغير المناخي، وقال: “حان الوقت لإيجاد مسار جديد وأوسع، بحيث يكون واسعا بشكل كاف للتغلب على التحديات وإيجاد الأدوات، وهذا المسار يبدأ بقرار متصل بتسريع وتيرة الأفعال قبل عام 2030”.
وأضاف: “لدينا الفرصة للعمل على 3 عوامل في وقت واحد، فيمكننا العمل على المرونة والتكيف وجميع معاني التطبيق، وذلك تحت مظلة واحدة في نهاية المطاف”.
وأردف: “نحن وأنتم تعلمون هذه اللحظة وأهميتها ونحن نشعر كما تشعرون بأهمية هذا العمل ونرى كما ترون أن العالم وصل إلى نقطة التقاطع”.
ولفت إلى أنه منذ انعقاد مؤتمر باريس للمناخ قبل 8 سنوات “عملنا على بعض الإنجازات، لكننا نعلم بأن الطريق الذي سلكناه لم يصل بنا إلى وجهتنا”.
دور مؤتمر “COP28”
وبناء على ما تقدم، دعا وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف “COP28″، إلى توحيد جميع الجهود في مواجهة تغير المناخ، وأكد أن المؤتمر الحالي يجب أن يصل إلى أعلى مستويات التكيف، ودعا إلى الوفاء بالعهود المتعلقة بالتمويل.
وشدد على أنه “لن نقوم بتجاهل أية مشكلة وسنقوم ببحث التحديات بطريقة شمولية”.
وأضاف: “ملتزمون بإطلاق العنان للتمويل لضمان عدم اضطرار الجنوب العالمي إلى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي”.
وقال: “إن لدى كل دولة وكل قطاع وكل واحد منا دور ليؤديه، ومن جانبي أتعهد بأنني سأقوم بتشجيع المحادثات المنفتحة لكل الأطراف”.
وأضاف:”أطلب منكم في هذا المؤتمر التفكير بشكل جديد والتكيف مع طريقة جديدة للتفكير وأن تتسموا بالمرونة، ويجب أن نتأكد بأن هذا المؤتمر سيقوم بتقديم أفضل الاحتمالات الممكنة ويجب علينا أن نعمل معا بطريقة فعالة وسريعة”.
قيم دولة الإمارات
وعن دولة الإمارات التي تستضيف الدورة الحالية من مؤتمر الأطراف في مدينة إكسبو دبي، قال سلطان الجابر: “دولة الإمارات العربية المتحدة مسرورة وسعيدة باستضافة مؤتمر الأطراف، وفي الوقت نفسه وبكل تواضع تقوم بكل ذلك في هذه الحقبة الخاصة بالأفعال المتعلقة بمكافحة التغير المناخي”.
وأضاف: “ليس لدينا وقت لإضاعته وأعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بعكس الروح التي نحتاج إليها في هذا المؤتمر، وتحمل الإمارات قيما متميزة مثل الطموح الكبير والدافع الكبير والإرادة والالتزام، وهذه المكونات يجب أن تكون في مؤتمر الأطراف، وهذا يعني أننا لن نقوم بتجاهل أي مشكلة”.
“الخيار الجريء”
وبشأن المحادثات المرتبطة بالطاقة، قال سلطان الجابر: “هناك وجهات نظر قوية تتعلق بفكرة إدراج كلام بشأن الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة في النص محل التفاوض… أطالبكم بالعمل معا (في هذا المجال)”.
وأضاف الجابر “أيها الزملاء، دعوا التاريخ يقول حقيقة إن هذه هي الرئاسة التي اتخذت خيارا جريئا بالتعامل بطريقة استباقية مع شركات النفط والغاز”.
وتابع: “أجرينا العديد من المناقشات الصعبة. دعوني أخبركم أن الأمر لم يكن سهلا”.
وكان سلطان الجابر قد استلم رئاسة الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف من رئيس الدورة السابقة، وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وفي بداية كلمته شكر شكري على ما قام به، وقال: “أول فعل رسمي أقوم به كرئيس لمؤتمر الأطراف هو أن أقوم بتقدير زميلي الوزير سامح شكري، بعد أن قمت بقيادة المؤتمر بحكمة وتكامل وشجاعة”.
أولويات الولايات المتحدة الامريكية خلال مناقشات “COP28”
كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربيرغ، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن القضايا الرئيسية والأولويات التي حددتها الإدارة الأميركية خلال المناقشات التي تُجرى ضمن قمة المناخ “COP28″، التي تستضيفها دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر.
وقال وربيرغ إن “مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ COP28 مهم للغاية، كونه أول مؤتمر يقوم بتقييم التقدم الذي أحرزناه جميعاً في تحقيق أهداف اتفاق باريس”.
وشدد على أن المؤتمر يمثل “فرصة فريدة” لحشد العالم ولتكثيف كافة الجهود بشكل كبير لتحقيق تلك الأهداف في هذا العقد الحاسم.
وحدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أولويات بلاده خلال قمة المناخ بعدد من النقاط، قائلًا:
سوف نركز على تحقيق نتائج قوية ومهمة بشأن القضايا الرئيسية المُتَفاوَض عليها والتي كُلِّف بها مؤتمر الأطراف هذا العام، وهي أول عملية تقييم عالمية طموحة بموجب اتفاقية باريس، لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات التمويل، بما في ذلك صندوق تمويل الخسائر والأضرار.
تقديم المزيد من التوجيهات لتعزيز هدف اتفاقية باريس العالمي بخصوص التكيُّف.
القرارات القوية بشأن كل بند من هذه البنود هي الركيزة الأساسية للنجاح في مؤتمر الأطراف الحالي.
بالإضافة إلى نتائج المُفاوضات، سنعمل على مواجهة تغير المناخ من خلال تعزيز العمل القومي لتحقيق الأهداف المحلية وأهداف اتفاقية باريس، وكذلك من خلال الجهود العديدة التي نبذلها على هامش مؤتمر الأطراف “Cop28″؛ لتعزيز “خطة عمل النتائج” ومن خلال المبادرات الطوعية التي تقوم بها الأطراف وأصحاب المصلحة الآخرين من غير الأطراف لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
سوف نعمل مع الأطراف، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، ومؤسسات التمويل العامة والخاصة الأخرى لتسليط الضوء وحشد المزيد من الدعم لجهود عملية تأمين التمويل العالمية الشاملة التي سنحتاج إليها للحفاظ على هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية كما سنعمل على خطط لدعم البلدان والمجتمعات الضعيفة لمعالجة آثار التكيف والمناخ.
يمثل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في دبي، فرصة مهمة لوضع العالم على المسار الصحيح للحفاظ على هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة بحدود 1.5 درجة مئوية، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
تعاون مشترك
يأتي ذلك في الوقت الذي قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، إن الولايات المتحدة ستعمل مع الصين على إنجاح مفاوضات الأمم المتحدة المتعلقة.
ويُنظر إلى التعاون بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مصدرين لانبعاث غازات الاحتباس الحراري عالميا، على أنه ضروري لضمان الإجماع خلال “Cop28”
وقال كيري عن اجتماعه مع نظيره الصيني هذا الشهر “قررنا العمل معا على إنجاح كوب وإنجاح تقييم الوضع العالمي”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وتمثل هذه النسخة من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ نقطة فارقة في تاريخ مواجهة التغير المناخي، وذلك بعد اتفاق باريس “COP21” الذي عقد في فرنسا عام 2015، وهو أول اتفاق عالمي ملزم قانونياً بالعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بأقل من 2 درجة مئوية ومواصلة الجهود لحصر ارتفاع درجة الحرارة في حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية.
ويعتقد متخصصون بمجال البيئة، أن الكثيرين يتطلعون بالفعل إلى “COP28” لوضع الخطوات اللازمة لضمان أن يؤدي مؤتمر المناخ إلى نتائج ملموسة في عدّة قضايا على رأسها ما يتعلق بأزمة التمويل المناخي، والسعي لمزيد من خفض الانبعاثات والإبقاء على درجة حرارة الغلاف الجوي دون 1.5 درجة، وملف توفير التكنولوجيا الحديثة للدول النامية بما يُسهل التكيّف مع آثار التغيرات المناخية.
الصحة العالمية تكشف أهدافها بـ”Cop28″
كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن طبيعة مشاركة المنظمة في مؤتمر (COP28) الذي يعقد بمدينة إكسبو دبي من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل.
وقال “المنظري”، إن العالم ينتظر انعقاد “COP28″؛ لمناقشة العديد من القضايا الهامة المتعلقة بتغير المناخ، وخاصة بعد ما شهده العالم من خسائر فادحة جراء الكوارث الطبيعية التي حدثت هذا العام مثل الفيضانات والسيول والأعاصير.
وتمتاز قمة هذا العام بقرار إدارة “COP28″، بتخصيص يوم كامل من أيام المؤتمر للعناية بقضايا التغير المناخي والصحة، وفق المدير الإقليمي للصحة العالمية.
وتمثل هذه النسخة من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ نقطة فارقة في تاريخ مواجهة التغير المناخي، وذلك بعد اتفاق باريس “COP21” الذي عقد في فرنسا عام 2015، وهو أول اتفاق عالمي ملزم قانونياً بالعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بأقل من 2 درجة مئوية ومواصلة الجهود لحصر ارتفاع درجة الحرارة في حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية.
طابع إنساني لصندوق الخسائر والأضرار
وحدد “المنظري” الأهداف التي تأمل منظمة الصحة العالمية إقرارها خلال “COP28″، بالقول:
نتوقع مناقشة تفاصيل صندوق الخسائر والأضرار، لاسيما الخسائر الصحية الناجمة عن تغيرات المناخ، والتي تشكل دافعاً للمناقشات في اتجاه إقرار الصندوق.
منظمة الصحة العالمية تولي عناية خاصة لإضفاء الطابع الإنساني على صندوق الخسائر والأضرار، وذلك من خلال احتساب الخسائر الناجمة عن فقدان الحياة والإصابات وتكلفة العلاج والغياب عن العمل، وكذلك الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تدمير مؤسسات الرعاية الصحية أو تعطلها عن تقديم الخدمات الصحية، بالإضافة إلى الأضرار الصحية غير المباشرة كنقص الأغذية وتلوث مياه الشرب والهواء.
مع تنامي المخاوف من حدوث جوائح عالمية جديدة يكون تغير المناخ سببا في حدوثها أو مساعدا على انتشارها، نعرب في منظمة الصحة العالمية عن القلق، حيث تشير نماذج التغير المناخي العالمية والإقليمية إلى تزايد فرص حدوث الفيضانات، وإلى ازدياد موجات الحر الشديدة، وإلى تفاقم الشح المائي والجفاف، وإلى ارتفاع مياه سطح البحر في المدن الساحلية من الإقليم، وكل هذه التغيرات قد تؤدي كوارث على صحة الإنسان وبيئته.
نأمل أن تكلل القمة بالنجاح وأن يتم وضع الصحة كبند دائم على جدول الأعمال في السنوات المقبلة.