تقدم من خلال هذه المدونة تجربتها الشخصية في السفر، ومن أبرز الدول العربية التي زارتها: العراق، مصر، لبنان.
تجولت في عدة مدن عراقية بمفردها، منها: بغداد، ذي قار، الحلة، النجف، كربلاء، سامراء.
وقد عبرت كيري عن تجربتها في العراق عبر منشور على حسابها على انستغرام: “كان البلد مغلقًا للسياحة لسنوات عديدة ولكن الآن فتحت أبوابه! من الرائع أننا الآن نستطيع زيارة واحدة من أكثر البلدان تاريخياً في العالم!”
“أدناه أمثلة على كيف شعرت بالأمان والسعادة في العراق:
• هناك نقاط تفتيش عسكرية في جميع أنحاء البلاد ويشعر الشخص بالأمان والأمان بسبب ذلك. الجيش هناك لمراقبة الطرق والحفاظ على الأمان. عندما كنت أتجول بحرية (لم أكن دائماً مع مرشد سياحي)، كان الجميع ودودين للغاية ومتعاونين.
• لم أر أي سرقة، أو نشل، أو جريمة عنيفة، الخ. في كل مكان ذهبت إليه رأيت الناس يبتسمون ويضحكون ويستمتعون بالحياة.
كانت رحلتي رائعة ولم أشعر مرة واحدة بعدم الأمان. لا أستطيع الانتظار للعودة إلى العراق في العام القادم!”.
لديها أكثر من 200 ألف متابع على صفحتها الخاصّة على انستغرام: @kerrysomewhere
وعن السياحة في العراق، ذكر تقرير لوكالة “رويترز” الاخبارية ان العراق استقطب نحو 2.5 مليون سائح خلال الفترة الماضية بينهم العديد من الاوروبيين والامريكيين، دفعهم الى ذلك التراث التاريخي الغني، وذلك برغم تحذيرات السفر الغربية والاستقرار الذي وصفه التقرير بأنه “هش” في البلد.
بعد عقود من الاضطرابات المتواصلة، يشهد العراق تحسناً تدريجياً على عديد من الأصعدة، وسط مساعٍ حكومية حثيثة لتأكيد أمن واستقرار البلاد وانفتاحها على الاستثمارات الخارجية والزوار من كل مكان.. لكن، أين القطاع السياحي من ذلك المشهد؟
مع الخطط الرامية إلى تنويع مصادر دخل البلد المعتمد على النفط، يظل القطاع السياحي رافداً مُهماً في تلك المعادلة، لما يزخر به العراق من مقومات سياحية فريدة، بمختلف القطاعات السياحية، بدءاً من السياحة الدينية والثقافية ومناطق الجذب السياحي المميزة، حيث الأهوار الواسعة والصحاري، فضلاً عن الآثار المختلفة المرتبطة بأقدم الإمبراطوريات وأطلال المدن القديمة.
تبعاً لتلك المعطيات، ثمة تطلعات عراقية واسعة لتحسين واقع السياحة، وسط مؤشرات على زيادات تدريجية في أعداد السياحة الخارجية الوافدة، مع جهود الحكومة العراقية لتصحيح الصورة الذهنية السلبية لدى الكثيرين بشأن الوضع في العراق، لا سيما بعد هزيمة “داعش“، وعودة الاستقرار بشكل كبير.
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العراق مبادرات هادفة لتحسين واقع القطاع، كان آخرها إعلان وزارة الثقافة والسياحة والآثار أخيراً، عن وضع خطط استراتيجية هادفة لتحسين وضع القطاع. وقد نقلت وكالة الأنباء العراقية في ذلك السياق عن وكيل الوزارة قاسم السوداني، قوله:
تم إعداد استراتيجية واعدة للاهتمام بجميع مجالات السياحة الدينية والآثارية والبيئية.
البرنامج الحكومي تضمن السياحة الآثارية، وهناك توجيهات مهمة من رئيس الوزراء للاهتمام بالسياحة.
يدعم ذلك الاتجاه وفرة الأماكن الأثرية وعراقة المتاحف العراقية التي تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم.
هناك تنوع سياحي مهم ويحتاج إلى خطط واعدة لتنفيذها.
تراجع واسع
ويشهد القطاع السياحي حالياً تراجعاً واضحاً، بينما يظل المحك الرئيسي هو مدى التقدم المحرز على الصعيد الأمني، لا سيما وأن عودة الاستقرار بشكل كامل للبلد من شأنها إنعاش آمال القطاع السياحي.
وهو ما يؤكده مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور غازي فيصل، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، والذي يشير إلى أنه “مازال الأمن والاستقرار لم يتحقق، فالمليشيات ومافيات الجريمة المنظمة مازالت تهدد الاستقرار”.
ولقد انتعشت آمال القطاع السياحي في البلاد أخيراً بعد استضافة بطولة كأس الخليج لكرة القدم للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، وسط تعويل واسع على السياحة الخليجية.
لكن فيصل، يوضح أن قطاعات سياحية بعينها تشهد نشاطاً دون الأخرى، وذلك بالإشارة إلى النشاط الذي تشهده السياحة الدينية بالبلد. لكنّه في الوقت نفسه يلفت إلى أن القطاعات الأخرى، مثل حركة السياحة المرتبطة بالآثار فهي “معدومة”، وذلك في ظل “انعدام الأمن” داخل البلاد.
على الجانب الآخر، يستثني مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، من ذلك، الحركة السياحية في مصايف إقليم كوردستان؛ “فهي تلقى رواجاً بسبب الخبرة والاستثمار في هذا الجانب”.
خطط حكومية
ونقلت رويترز، عن وزير الثقافة والسياحة والآثار، الدكتور أحمد فكّاك البدراني، قوله:
العمل جار لبناء فنادق جديدة، من أجل مواكبة الطلب المتزايد وتجديد المواقع السياحية والمباني التراثية.
صورة العراق لدى الغرب كساحة صراع سوف تتغير تدريجياً مع قدوم مزيد من الزائرين.
السائحون هم رسل يخبرون تلك الدول بأن العراق عاد بلداً آمناً وليس خطاً أحمر كما يصوره البعض.
ويستفيد العراق في ذلك من دور وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل صوراً مغايرة للصورة الذهنية السلبية التي تضع العراق ضمن مرادفات الحرب والدمار، حيث يحرص كثير من السائحين على مشاركة تجربتهم السياحية هناك.
يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه عديد من الحكومات تطلق تحذيراتها بشأن السفر للعراق؛ لدواعٍ أمنية.
وقد حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر للعراق بسبب “الإرهاب والخطف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية”. كما تحذر الحكومات الأوروبية كذلك مواطنيها. ورغم تلك التحذيرات، إلا أن بعض السائحين الأجانب من الولايات المتحدة وأوروبا تستهويهم روح المغامرة.
بينما داخلياً تواجه عديد من شركات السفر والسياحة في العراق تحديات واسعة، أوردها المركز العراقي الاقتصادي السياسي، في تقرير له مطلع العام الجاري، ذكر أن إجمالي عدد الشركات يصل إلى 978 شركة، بينما مجموع أعداد الشركات المغلقة في آخر 10 سنوات بسبب الإفلاس أو تراجع الأرباح نتيجة ظروف البلد يصل إلى نحو 453 شركة. وقد ذكر القرير أن القطاع يعاني من ضعف الدعم الحكومي.
عوامل الجذب السياحي
على الجانب الآخر، بينما يشير رئيس مركز الأمصار للدراسات والأبحاث، الدكتور رائد العزاوي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى الزخم الذي يشهده قطاع السياحة الدينية في العراق، فإنه يلفت في الوقت نفسه إلى الفرص الواسعة التي يحظى بها القطاع ككل، سواء لجهة عوامل جذب السياحة الخارجية وكذلك السياحة الداخلية، لما يزخر به البلد من تضاريس وطبيعة جغرافية خاصة.
ويشير بالإضافة إلى ذلك إلى أن “العراق يزخر بالمصايف المهمة في الشمال، والبحيرات في الجنوب، ومجموعة المسطحات المائية الشاسعة والأهوار.. وخلافه”، مشدداً على أن القطاع نجح خلال العامين الماضيين في تحقيق نتائج إيجابية، مع زيادة أعداد السائحين بشكل مضطرد، لا سيما بالنسبة لمناطق شمال العراق التي لا تزال تجذب أعداد كبيرة من السائحين، وفي ضوء ما يملكه البلد من قدرات مرتبطة بالبنية التحتية والفنادق والمطارات التي تستطيع استقبال أعداد كبيرة من الأفواج”.
ولا يعتقد العزاوي بأن الصورة الذهنية لدى البعض بشأن الوضع الداخلي في العراق قد أثرت على تدفق السائحين، وكذلك التحذيرات والمحاذير الأميركية لرعاياها، موضحاً أن عودة الاستقرار بالبلد أسهم في تدفق السائحين.
يشار هنا إلى تقديرات رسمية كشف عنها المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي، الفريق عبد الكريم السوداني، تناقلتها تقارير إعلامية أخيراً، على النحو التالي:
أكثر قليلاً من 2.5 مليون أجنبي زاروا البلد في ستة أشهر منذ 15 نوفمبر 2022 وحتى 15 مايو 2023.
هناك 312 ألف زائر عربي زاروا البلد في الفترة المذكورة من إجمالي الزائرين.
فيما تشير بيانات هيئة السياحة الحكومية عن العام 2021، عن دخول ما يزيد عن 107 ألف سائح العراق، من بينهم أكثر من 300 من فرنسا والنرويج وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة وتركيا، مقابل نحو 30 ألفاً في 2020.
ويستشهد رئيس مركز الأمصار للدراسات والأبحاث، في سياق حديثه عن قدرات العراق ونشاط القطاع، باستضافة البلد مناسبتين رياضيتين مهمتين أخيراً؛ أولهما استضافة بطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 25)، وبحضور نحو 300 ألف زائر، فضلاً عن بطولة غرب آسيا التي تجذب حوالي 50 ألف زائر خارجي.
جهود غير كافية.. وتحديات واسعة
من جانبه، يلفت مدير المركز العراقي الاقتصادي السياسي، وسام الحلو، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن “جهود هيئة السياحة مشكورة نسبياً لكنها غير كافية”، ويوضح أن:
العراق يزخر بعديد من عوامل الجذب السياحي، لا سيما في ظل الحضارات المتعاقبة على مر التاريخ.
المشكلة الأكبر تتعلق باهتمام الحكومات المتعاقبة بالملف السياحي، ذلك أنها كانت منشغلة بقضايا أهم من وجهة نظرها من القطاع.
كانت هناك برامج حكومية مرتبطة بدعم السياحة، لكن على أرض الواقع القطاع كان مهملاً، والاهتمام الأكبر منصب على الأمور الأمنية والأحداث ذات الصلة.
كان سابقاً هناك وزارة خاصة بالسياحة، لكن في آخر أربع حكومات تحولت إلى “هيئة” تابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، في ظل دمج الوزارات بهدف تقليص النفقات.. وهذا الأمر حجم دور السياحة بشكل كبير، بعد أن صارت هيئة داخل الوزارة.
ويضيف الحلو: “في العام 2022 وما مر من 2023 بدأ نوع من التحول النسبي، في ظل زيارات وفود عربية وأجنبية للمواقع السياحية المختلفة من الشمال والجنوب، لكن البنى التحتية غير جاهزة أو مؤهلة بشكل كاف بسبب عدم دعم الحكومة للقطاع، حتى أنه لا توجد فنادق على مستوى عالي قرب كثير من المواقع الأثرية المهمة، الأمر الذي يجعل السائح يجد صعوبة في البقاء أكثر من يوم في مكان بعينه”.
ويتحدث في الوقت نفسه عن دور القطاع الخاص المُهمش، جراء العراقيل الموضوعة في هذا السياق، مشدداً على أن “القطاع السياحي بالعراق يحتاج إلى نهضة مادية وتخطيطية وبشرية وثقافية”.
كما يتحدث في الوقت نفسه عن ارتفاع عدد شركات السفر والسياحة التي لجأت للإغلاق منذ جائحة كورونا وحتى الآن في ضوء ما واجهته من صعوبات، ومع غياب الدعم الحكومي لها.
ويختتم الحلو حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” بالإشارة إلى الزخم الذي أثارته بطولة كأس الخليج التي استضافها العراق أخيراً، لجهة التعريف بطبيعة العراق والشعب العراقي (..) ولا سيما في ضوء تركيز وسائل الإعلام على ذلك، لكن هذا الزخم لم يستمر بنفس الوتيرة بعد البطولة، موضحاً في الوقت نفسه أنه قبل ستة أشهر وصل العراق كثير من الرحالة من دول أوروبا بسياراتهم وبدأوا يخيموا في عدد من المناطق الأثرية، وهي أمور إيجابية تشكل فرصاً، لكن تلك الأمور تواجه ضعف الدور الحكومي، على حد قوله.
العراق يستقطب مزيداً من السياح الباحثين عن المواقع الأثرية
يستقطب العراق عدداً متزايداً من السياح مع تحسن الوضع الأمني تدريجياً، إذ تجذب مناطقه المتنوعة من الصحاري والأهوار الشاسعة إلى أطلال المدن والإمبراطوريات الأقدم في العالم، هواة المغامرة من دول غربية.
ويتوافد كثيرون من دول مجاورة، كما يتدفق عدد متزايد من أوروبا والولايات المتحدة، رغم التحذيرات من السفر.
وفي هذا الصدد، قال الشاب الأميركي جاكوب نيميك (28 عاماً)، وهو من سكان مدينة رينو بولاية نيفادا ويعمل مشرفاً بأحد المستودعات: “تلقيت رسالة نصية من جدتي لأول مرة منذ خمس سنوات تقول، عليك أن تحترمني كوني جدتك، سأكون ممتنة إذا لم تذهب للعراق. وتلقيت اتصالات من والدتي كانت تبكي خلالها”.
ورغم تفهمه مخاوف العائلة، عقد نيميك العزم على الذهاب، إذ زار رفقة سائح روسي وآخر بريطاني، الأطلال الشبيهة بالمتاهة لمدينة بابل القديمة، وكذلك مدينة النجف ذات الأزقة الضيقة والبيوت المبنية من طوب اللبن، ومدينة الموصل القديمة شمالاً.
وشهد العراق اضطرابات متواصلة تقريباً لعقود، من حرب استمرت 8 سنوات مع إيران في الثمانينيات، إلى حرب الخليج الأولى في التسعينيات والعقوبات المشددة، والغزو الأميركي عام 2003، وسنوات من الحرب الطائفية، ثم حرب مع تنظيم “داعش”.
مساعٍ حكومية
وتتزامن زيادة إقبال السياح، مع المساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة العراقية، لإظهار أن البلاد آمنة ومفتوحة أمام الاستثمارات الأجنبية والزوار، إذ تتطلع إلى تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، إن “العمل جار لبناء فنادق جديدة لمواكبة الطلب المتزايد، وتجديد المواقع السياحية والمباني التراثية”.
وأوضح أن صورة البلاد لدى الغرب كساحة صراع “ستتغير تدريجياً مع توافد المزيد من السياح”، مضيفاً: “هؤلاء (السياح) هم رسل يخبرون تلك الدول بأن العراق عاد بلداً آمناً، وليس خطاً أحمر كما يصوره البعض. ربما تحتاج المسألة إلى فترة زمنية، ولكن قليلة جداً”.
بدوره، أشار الفريق عبد الكريم السوداني، المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي، إلى أن “ما يزيد قليلاً عن 2.5 مليون أجنبي زاروا العراق في ستة أشهر، بين 15 نوفمبر 2022 و15 مايو 2023، بينهم 312 ألف عربي”.
ولا يزال قطاع السياحة يعاني العديد من المشاكل، فلا توجد علامات تُذكر تصف أهمية الآثار المنتشرة في البلاد، كما لا يوجد في العراق مرشدون سياحيون معتمدون.
وليس لمطار بغداد الدولي موقع إلكتروني خاص، وتوجه خانة البحث المتصفحين إلى صفحة تحذرهم بعبارة “لا نوصي بزيارة هذا البلد (إنه أحد أخطر الأماكن على وجه الأرض)”.
ويحاول العديد من العراقيين تعويض أوجه القصور هذه، وإظهار جانب آخر من البلاد، ومن بين هؤلاء المدون في مجال السفر علي هلال.
وفي وقت سابق من هذا العام استضاف العراق بطولة كأس الخليج لكرة القدم لأول مرة منذ أكثر من 40 عاماً، حيث توافد آلاف الزوار العرب، وهو ما ساعد في إعادة البلاد إلى الخريطة.
دول تحذر من السفر للعراق
لكن دولاً مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لا تزال تحذر من أي سفر إلى العراق لدواع أمنية.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني: “لا تسافروا إلى العراق بسبب الإرهاب والخطف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية”.
وتنصح الوزارة الأميركيين الذين يختارون السفر للعراق بكتابة وصاياهم، وعمل ترتيبات جنازاتهم مع عائلاتهم قبل بدء الرحلة.
وقال 5 من الدبلوماسيين الغربيين، إن تحذيرات السفر الأميركية أو الأوروبية “لن تتغير” في أي وقت قريب، بسبب استمرار احتمال حدوث أعمال عنف لا يمكن التنبؤ بها، مثل الاشتباكات المسلحة التي شهدتها بغداد العام الماضي، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.