صعّدت شركة الأدوية الأمريكية “فايزر” نزاعها مع بولندا، بشأن جرعات لقاح “كوفيد-19” الزائدة، التي طُلبت بموجب عقد ضخم مع الاتحاد الأوروبي.
واضطرت وارسو إلى شراء عشرات الملايين من الجرعات بموجب عقد مثير للجدل وقعته المفوضية الأوروبية مع شركة “فايزر” في عام 2021، نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي.
وتطالب شركة “فايزر” بتعويض قدره 1.5 مليار دولار عن 60 مليون جرعة رفضتها الحكومة البولندية، بعد أن توقفت عن استلام اللقاحات في أبريل 2022.
وانتهى الأمر بالاتحاد الأوروبي إلى طلب 1.1 مليار جرعة بموجب العقد، ما أثقل كاهل الدول بتخمة اللقاحات مع تراجع جائحة “كوفيد-19”.
وأعلن مكتب المدعي العام في الاتحاد الأوروبي بالفعل عن إجراء تحقيق في عملية الشراء وسط مزاعم بالفساد وصفقات سرية خلف الكواليس، بينما حذرت وزيرة الصحة البولندية كاتارزينا سويكا من أن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى قد تكون التالية التي ستواجه الملاحقة القضائية.
ومع ذلك، ادعت المفوضية الأوروبية العام الماضي، أنه لم يتم العثور على رسائلها النصية مع رئيس شركة الأدوية الكبرى بشأن صفقات تنفيذية تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات.
ومن المقرر عقد جلسة الاستماع الأولى في دعوى شركة “فايزر” في بروكسل في 6 ديسمبر.
وفي وقت سابق من هذا العام، عرضت شركة الأدوية منح الاتحاد الأوروبي مزيدا من الوقت لإكمال الحد الأدنى من مشترياته من اللقاحات بموجب العقد الملزم، لكنها أصرت على أن الكتلة الأوروبية يجب أن تدفع بالكامل ثمن عدد الجرعات المحدد في العقد.
ورفضت بولندا منذ ذلك الحين التوقيع على اتفاقية الاتحاد الأوروبي المنقحة مع شركة الأدوية.
وقالت سويكا لقناة TVN24 يوم الأربعاء، إن هناك بعض الأمل في حل دعوى شركة فايزر “بطريقة إيجابية”.
وقال متحدث باسم شركة “فايزر” لـPolitico، إن الشركة قررت المضي قدما في الدعوى القضائية “بعد خرق طويل للعقد وفترة من مناقشات حسن النية بين الطرفين”.
قالت شركة “فايزر” يوم الخميس إن لقاحها الذي قامت بتطويره وإدخال تعديلات عليه ضد كوفيد-19، والذي تُجرى تجارب لاختبار فعاليته في مواجهة النسخ المتحورة الناشئة، أظهر قدرة على تحييد المتحور (إيريس) EG.5 خلال دراسة أجريت على الفئران.
وقامت “فايزر”، جنبا إلى جنب مع شريكتها الألمانية “بيونتيك” بالإضافة إلى شركتي “موديرنا” و”نوفافاكس” اللتان تعملان أيضا في صناعة لقاحات كوفيد-19 بتطوير نسخ من لقاحاتهم تستهدف المتحور الفرعي “إكس.بي.بي 1.5”.
والمتحور “EG.5” الذي يطلق عليه البعض “إيريس”، مشابه للمتحور الفرعي إكس.بي.بي 1.5، وهو أيضا سلالة فرعية من المتحور أوميكرون الذي لا يزال مهيمنا.
ويُنسب للمتحور EG.5 أكثر من 17 بالمئة من حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، بحسب أحدث البيانات الحكومية.
وفي الولايات المتحدة، زادت أعداد الحالات التي احتاجت للعلاج في المستشفيات بسبب كوفيد-19 بأكثر من 40 بالمئة عن المستويات المنخفضة التي سجلتها في يونيو، لكنها ما زالت أقل بأكثر من90 بالمئة من مستويات الذروة التي بلغتها خلال تفشي المتحور أوميكرون في يناير 2022.
واكُتشف EG.5 أيضا في الصين وكوريا الجنوبية واليابان وكندا ودول أخرى.
وصنفت منظمة الصحة العالمية المتحور بأنه “مثير للاهتمام”، مشيرة إلى أنه يجب مراقبته عن كثب وبقدر أكبر من التركيز عن غيره بسبب الطفرات التي قد تجعله أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى أو أكثر حدة من حيث الأعراض المرضية المصاحبة للإصابة
“فايزر” و”بيونتيك” تقترحان دفع الاتحاد الأوروبي نصف سعر جرعات كوفيد الملغاة
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز”، اليوم الأحد، أن الاقتراح الجديد لشركتي الأدوية “فايزر” و”بيونتيك” لدى الاتحاد الأوروبي يتضمن بندا بدفع الدول الأعضاء نصف السعر، بما يعادل حوالي 10 يورو (11 دولارا)، مقابل كل جرعة من جرعات كوفيد-19 الملغاة البالغ عددها 70 مليونا.
ونقل التقرير عن أشخاص مطلعين على المفاوضات قولهم، إن العقد المعدل سيسمح للاتحاد الأوروبي بالترقية إلى لقاحات أحدث مصممة لأي متحورات مستقبلية لكوفيد-19.
أصبحت “بيونتيك” و”فايزر” اسمين مألوفين أثناء الوباء بعد إنشاء أحد اللقاحات الأولى التي أصبحت متاحة عالمياً باستخدام تقنية تعرف باسم الحامض النووي الرسولي أو “messenger RNA”. وتأمل “بيونتيك” في تعزيز سلسلة ابتكارات الأدوية الخاصة بها، وتحديد الجهود المبذولة لاستخدام تقنية mRNA لعلاج السرطان والأمراض الأخرى.
متحور لكورونا منتشر بالعالم ولا يزال يمثل تهديدا