أكدت الولايات المتحدة، الخميس، أنها لن تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات النووية، وذلك قبل قمة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان: “الولايات المتحدة تعتقد أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعزيز الأمن العالمي، ولكن يجب استخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية”.
وأضاف برايس أن الولايات المتحدة “ملتزمة بمنع انتشار الأسلحة النووية، ولن نستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات نووية”.
ويأتي بيان الولايات المتحدة في أعقاب مخاوف من أن الصين قد تستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة نووية أكثر تقدمًا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير، الأربعاء، أن الصين تعمل على تطوير برنامج أسلحة نووية ذكاء اصطناعي يمكنه اتخاذ قرارات بشأن إطلاق الصواريخ دون تدخل بشري، فيما لم ترد الصين على هذه التقارير.
تحدد أميركا القواعد لضبط الذكاء الاصطناعي
كشف البيت الأبيض عن مجموعة قواعد ومبادئ تهدف إلى التحقق من أن أميركا “ترسم الطريق” لتنظيم الذكاء الاصطناعي، وهو ملف يحظى بمنافسة دولية شرسة.
وسيصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرسوما يفرض، بين أمور أخرى، على مطوري الذكاء الاصطناعي نقل نتائج اختباراتهم الأمنية إلى الحكومة الفيدرالية، عندما تطرح مشاريعهم “خطرا جديا من ناحية الأمن القومي وأمن الاقتصاد الوطني أو الصحة العامة”.
ومن المقرر أن تعرض المبادرة الاثنين خلال حدث رسمي في البيت الأبيض.
ويستند الرئيس الديموقراطي إلى قانون يعود تاريخه إلى الحرب الباردة (1950) يمنح الحكومة الفيدرالية سلطة معينة لتقييد الشركات، عندما يكون أمن البلاد على المحك.
وقالت الحكومة الأميركية إن معايير الاختبارات الأمنية ستحدد على المستوى الفيدرالي على أن يتم نشرها.
وفي يوليو الماضي، التزمت العديد من الشركات الرقمية الكبرى منها مايكروسوفت وغوغل إخضاع أنظمتها للذكاء الاصطناعي لاختبارات خارجية.
ويعتزم البيت الأبيض إيلاء اهتمام خاص للأخطار التي قد يطرحها تطوير الذكاء الاصطناعي في مجالي التكنولوجيا الحيوية والبنى التحتية.
وستصدر الحكومة الأميركية توصيات في ما يتعلق بكشف وتحديد المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية تتيح إنتاج صور أو أصوات أو حتى مقاطع فيديو أكثر حقيقة بسرعة عالية.
كما وعدت الحكومة بنشر توصيات بشأن التمييز، في مواجهة التحيز الذي قد تحمله أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتتعهد مراقبة تأثير هذه الثورة التكنولوجية على مجال التوظيف.
ورغم تطمينات البيت الأبيض بشأن المرسوم الصادر الاثنين، فإن هامش المناورة الذي يتمتع به جو بايدن ضيق جدا.
ومع ذلك، دعا الرئيس الأميركي النواب الاثنين إلى سن تشريعات “لحماية الحياة الخاصة” للأميركيين في وقت لا يسهل فيه الذكاء الاصطناعي “الاستحواذ على البيانات الشخصية وتحديدها واستغلالها فحسب، بل يشجعها أيضا على القيام بذلك بما أن الشركات تستخدمها للحصول على” الخوارزميات.
ويريد الاتحاد الأوروبي الذي ينتج مجموعة قواعد في المجال الرقمي، أن يحصل قبل نهاية العام على برنامج ينظم الذكاء الاصطناعي، وبالتالي يأمل في ضبط الوتيرة على المستوى العالمي.
الشركة المطورة لـ”ChatGPT” تعد بـ”قدرات خارقة” للجميع
بعد حوالى عام من الإطلاق المدوّي لتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي “ChatGPT”، قدمت شركة “OpenAI” الناشئة أحدث ابتكاراتها الاثنين، وهي روبوتات للدردشة وتقديم المشورة، مع إمكانية تخصيصها بحسب متطلبات المستخدمين، وبأدوات أكثر كفاءة وأقل تكلفة للمطورين.
وقال رئيس الشركة سام ألتمان مازحا “في 30 نوفمبر، طرحنا بشكل سري الإصدار الأول من “ChatGPT” على الإنترنت لأغراض البحث. وقد سارت الأمور بشكل جيد”.
وأضاف خلال مؤتمر أقيم في سان فرانسيسكو وبُث مباشرة عبر الإنترنت، “لدينا الآن حوالى 100 مليون مستخدم نشط كل أسبوع”.
ويستخدم هؤلاء الملايين من الأشخاص “ChatGPT” لكتابة الرسائل أو طلب وصفة طبخ أو اختراع قصة ليخبروها لأطفالهم، ويمكن للروبوت بعد ذلك قراءتها لهم.
وسيتمكن المستخدمون المشتركون في الواجهة قريباً من الاستفادة من ميزات أكثر تطوراً، من خلال إنشاء برنامج الدردشة الآلي الخاص بهم، من دون الحاجة حتى إلى معرفة كيفية البرمجة.
فقد أطلقت “OpenAI” الاثنين ما أسمته الـ”GPT”، وهي عبارة عن أدوات “يمكنها، على سبيل المثال، المساعدة في تعلم قواعد أي لعبة لوحية أو تعليم الرياضيات للأطفال”.
ومن بين الأمثلة التي وضعتها الشركة على الإنترنت، هناك “Laundry Buddy” الذي يمكن “سؤاله عن كل شيء، عن البقع وإعدادات الغسالة وغسل الملابس وفرزها”، أو خاصية أخرى تُسمى “المفاوض” يمكنها مساعدة المستخدم في “الدفاع عن مصالحه والحصول على نتائج أفضل”.
قدرات خارقة
تعتمد روبوتات الدردشة هذه على نماذج لغة “OpenAI” (التقنية الأساسية للذكاء الاصطناعي التوليدي)، والتعليمات والمستندات المقدمة من منشئ روبوتات الدردشة (بما يشبه قواعد الألعاب).
ويرى مراقبون في الذكاء الاصطناعي التوليدي، منعطفاً ثورياً شبيهاً بما حصل عند ظهور الإنترنت، إذ تتيح هذه التكنولوجيا إنتاج نصوص وصور وأصوات بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.
وبالنسبة لمتابعين كثر، فإن هذه التقنية ستمكّن بشكل خاص من إنشاء وكلاء شخصيين سيساعدون البشر في حياتهم الشخصية والمهنية.
وقال سام ألتمان “توازياً مع دمج الذكاء (الاصطناعي) تدريجاً في كل مكان، سيكون لدينا جميعاً قوى خارقة عند الطلب”.
وقد حمل النجاح غير المسبوق الذي حققه “ChatGPT”، والمخاوف التي أثارها الذكاء الاصطناعي التوليدي، رئيس الشركة الشاب البالغ 38 عاماً إلى عقد لقاءات مع رؤساء الدول في عام 2023.
وكرر ألتمان الاثنين، ثقته في قدرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل على منح قدرات تحررية للجميع، “على نطاق لم نشهده من قبل”.
وقال “سنكون قادرين على أن نفعل أموراً أكثر، ونبدع أكثر، ونحصل على أكثر”.
بالإضافة إلى “GPT”، استهدفت إعلانات “OpenAI” في المقام الأول أكثر من مليوني مطور يستخدمون تقنياتها لإنشاء تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
وكشف ألتمان عن “GPT4 Turbo”، وهو نموذج جديد قادر على أخذ عناصر من السياق في الاعتبار بدرجة أكبر خلال الرد على أسئلة المستخدمين، ويتم تدريبه على بيانات أحدث وبتكاليف أقل.
وتكتسب واجهة برمجة التطبيقات (API) إمكانات أكثر على صعيد الوسائط المتعددة (بما يشمل الرؤية المعلوماتية، والصوت، وما إلى ذلك).
وتخطط “OpenAI” حالياً لتغطية التكاليف القانونية في حالة الملاحقة القضائية بتهمة انتهاك الملكية الفكرية، كما الحال مع “Google” و”Microsoft”.
ورأى الخبير يوري وورمسر، أن الإعلان الرئيسي الصادر عن “OpenAI” يرتبط بالوكلاء الشخصيين.
ولفت إلى أن “هذه المبادرات تشبه ما أعلنته شركة meta أخيراً”، في إشارة إلى برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المرفقة بشخصيات، والتي أطلقها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي هذا الخريف.
وتهدف هذه الميزات الجديدة إلى السماح لـ”OpenAI” بالبقاء في المقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بمنافسة شركات مثل “Google”و”Amazon”، بحسب المحلل في “Insider Intelligence”..
وأضاف وورمسر أن شركات “Amazon” و”Microsoft” و”Google” الرائدة عالمياً في مجال الحوسبة السحابية، حيث يتم التدريب على الذكاء الاصطناعي، “لديها واجهات برمجة تطبيقات للعديد من نماذج اللغات الرئيسية وستصدر لاحقاً بلا شك أدوات مماثلة”.
وتخوض الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا سباقاً محموماً لنشر هذه التكنولوجيا، مع أدوات جديدة لمحركات البحث والمنصات وبرامج الإنتاجية الخاصة بها.
وعادت “Microsoft” المصنعة لنظام التشغيل “Windows” إلى طليعة المشهد التكنولوجي بفضل استثماراتها الكبيرة في “OpenAI”.
وقال رئيس “Microsoft” ساتيا ناديلا الاثنين لسام ألتمان “نحن نحبكم”.
وأجاب ألتمان “أنا متحمس لفكرة بناء ذكاء اصطناعي عام معاً”، في إشارة إلى مشروع “OpenAI” طويل المدى القاضي بإنشاء ذكاء اصطناعي يتمتع بقدرات معرفية متفوقة على تلك التي يمتلكها البشر.