بعد أن تعرض نظام تخطيط ومراقبة الرحلات الجوية، في المملكة المتحدة أذ واجه آلاف المسافرين جوا في العالم تأخيرات، لعطل فني، أدى إلى تباطؤ عمليات الإقلاع والهبوط في مطارات لندن .
وبعد ساعات من حدوث العطل، أعلنت شركة “NATS” وهي مزود خدمات مراقبة الحركة الجوية في مطارات المملكة المتحدة، أنها عالجت المشكلة، التي أثرت على نظامها لتخطيط الرحلات، وذلك دون الكشف عن سبب العطل الذي حدث.
وأثّر العطل الفني على قدرة المطارات البريطانية، على معالجة خطط الطيران بشكل إلكتروني، حيث تم اللجوء إلى معالجتها بطريقة يدوية، وترافق ذلك مع تقليل حركة تدفق الطائرات، بسبب عدم قدرة فرق العمل على معالجة عدد كبير من الرحلات بشكل يدوي.
عند تعطل النظام
ويقول البروفسور محمد طه، وهو أخصائي في الجهاز الكهربائي للطائرات، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المطارات في العالم، تعمل وفقا لنظام تخطيط الرحلات، الذي يقوم ببرمجة مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات في وقت معين، ولذلك فإن أي عطل يتعرض له هذا النظام، قد يؤدي إلى تداخل الرحلات ببعضها ويؤثر سلبا على عملية الاقلاع والهبوط.
وأشار إلى أن حدوث أي عطل لنظام تخطيط الرحلات يدفع بالمشرفين على المطارات، إلى اللجوء لخيار التأجيل، والحد من حركة الطائرات، تفاديا لحدوث أي خطأ في المجال الجوي أو في منطقة الهبوط والإقلاع.
وبحسب طه، فإن المساحة المتوفرة للطائرات في السماء هي مساحة كبيرة جدا، ولكن هذا الأمر يتغير عندما تكون الطائرة في طريقها إلى المدرج، حيث تصبح المساحة المتوفرة لها محدودة للغاية، وبالتالي فإن أي سوء تواصل بين الطيار والمراقبين في المطار، يكون سببه تعطل نظام تخطيط الرحلات، قد يزيد من وتيرة الحوادث خلال عمليات الاقلاع والهبوط.
وشدد على أن مراقبة وتخطيط الحركة الجوية إلكترونيا، يعزز سلامة نظام النقل الجوي.
ويرى طه أنه دون المراقبة الجادة للحركة الجوية في المطار، سيكون الوضع فوضويا، فمنطقة المطار تحتوي على نقاط عبور مشتركة، وأي خلل في انتظام عمل هذه المنطقة يمكن أن تكون نتائجه غير سليمة.
البروتوكول الأول عند حدوث عطل
من جهته، يقول خبير الأمن السيبراني مجلاد السبيعي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه من المعروف أن البروتوكول الأول المعتمد في حال حصول أي عطل في أنظمة المراقبة الجوية، هو صدور أمر إلزامي من الجهات المختصة بتوقيف كافة الرحلات ومنع تسييرها، لأن هناك إمكانية أن تحصل حوادث طيران مذهلة، فتعطل النظام يجعل الوضع مبهماً ودون تنظيم.
حالة إعلان حرب
ويكشف السبيعي أن التقارير التي صدرت بشأن أعطال مماثلة، حصلت سابقا في أنظمة الملاحة في بعض مطارات العالم، لم تلحظ أي هجمات سيبرانية، بل أن ما حصل كان ناتجا عن أخطاء داخلية في المطارات، كون أنظمتها باتت قديمة بعض الشيء ولا يتم تحديثها باستمرار.
وأشار إلى أنه عند حصول سيناريو هجوم سيبراني على نظام الملاحة، فإن ذلك يعني إعلان حرب لأن الهجوم يحصل من دولة على دولة أخرى وقد يتسبب بكوارث واصطدامات جوية وفوضى عارمة.
ويرى السبيعي أن هناك قاعدة ثابتة في عالم الأمن السيبراني، وهي أن كل شيء قابل للاختراق مهما كانت قوة الحماية، مشددا على وجوب إتخاذ وتحديث الإجراءات الدفاعية بشكل دائم.
مشكلة اضطراب الرحلات الجوية ستستغرق أياما
قال وزير النقل البريطاني مارك هاربر، الثلاثاء، إن حل مشكلة اضطراب الرحلات الجوية واسع النطاق من البلاد وإليها سيستغرق أياما بعد أن تعرضت أنظمة مراقبة الملاحة الجوية لمشكلة فنية.
وألغت السلطات مئات الرحلات الجوية أو أجلتها أمس الإثنين، أحد أكثر أيام الأسبوع ازدحاما بالمسافرين في البلاد، بعد أن اضطر مراقبو الملاحة الجوية إلى التحول إلى الأنظمة اليدوية.
وأضاف هاربر أن مسؤولي الحكومة لا يعتقدون أن المشكلة الفنية ناجمة عن هجوم إلكتروني.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الثلاثاء: “سيكون هناك بعض التأثير اليوم وأعتقد أنه سيستمر لبضعة أيام أخرى مع إعادة شركات الطيران طائراتها وخدماتها إلى طبيعتها”.
وأدى هذا العطل إلى تأخير وإلغاء مئات الرحلات الجوية بعدة مطارات بريطانية.
وظهرت المشكلة خلال عطلة البنوك الصيفية، يوم الاثنين، والتي تعد واحدة من أكثر أيام السنة اكتظاظا بالسفر الجوي، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.
وقالت شركة (سيريوم) لتحليل حركة الطيران إن 232 رحلة جوية ألغيت بحلول بعد ظهر الاثنين، والتي كان من المقرر أن تغادر المطارات البريطانية، بالإضافة لإلغاء 271 رحلة قادمة.
كما ألغيت عشرات الرحلات الجوية في مطار هيثرو، أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، اضافة الى إلغاء ما لا يقل عن 32 رحلة مغادرة من مطار هيثرو أيضا يوم الثلاثاء، والغت السلطات 31 رحلة وصول.
وقالت إدارة مطار غاتويك، ثاني أكثر مطارات لندن ازدحاما، إنها تعتزم تشغيل جدول زمني عادي للرحلات يوم الثلاثاء، لكنها نصحت الركاب بمراجعة شركات الطيران قبل السفر من المطار.
وطلب مطار هيثرو، أكثر المطارات ازدحاما في بريطانيا، من المسافرين عبر منصة “إكس”، تويتر سابقا، الاتصال بشركات الطيران الخاصة بهم قبل التوجه إلى المطار، اليوم الثلاثاء.
وقالت شركات الطيران إنها تجري تغييرات على جداول رحلاتها في محاولة لنقل أكبر عدد ممكن من الركاب، لكن بعض الطائرات وأطقمها لا تتواجد في المكان الذي يفترض أن تكون فيه.
وذكرت الخطوط الجوية البريطانية على منصة إكس: “نبذل قصارى جهدنا لإعادة العملاء المتضررين إلى طريقهم مرة أخرى”.
عطل في أنظمة المراقبة الجوية في مختلف أنحاء بريطانيا
أفادتتقريرات الخميس نقلا عن شركات طيران، الإثنين، بوجود عطل في أنظمة المراقبة الجوية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
وتلقت “سكاي نيوز” تقارير عن إخبار ركاب على متن شركات طيران أخرى خارج المملكة المتحدة بأن شبكة مراقبة الحركة الجوية معطلة وسيتم تأجيل رحلتهم.
وقال مراقبو الحركة الجوية الوطنية، في بيان: “نواجه حاليا مشكلة فنية وقمنا بتطبيق قيود على تدفق حركة المرور للحفاظ على السلامة. ويعمل المهندسون على العثور على العطل وإصلاحه”.
كما نشرت صفحة شركة الطيران “Loganair” على موقع “X”، المعروف سابقا باسم “تويتر”: “لقد حدث عطل على مستوى الشبكة لأنظمة الكمبيوتر الخاصة بمراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة هذا الصباح”.
وأضافت: “الرحلات الجوية بين الشمال والجنوب والرحلات الدولية قد تكون عرضة للتأخير”.
وتابعت: “إذا كنت تسافر معنا اليوم، يرجى مراجعة موقعنا الإلكتروني للحصول على أحدث المعلومات حول رحلتك قبل التوجه إلى المطار”.
حوادث ذات صلة
قالت السلطات الكندية، الأربعاء، إن العطل الذي تسبب بشل حركة الطيران في الولايات المتحدة خلال الساعات الماضية تكرر في كندا.
وأوضحت هيئة المراقبة الجوية الكندية أن نظام (NOTAM)، الذي يعمل على تحذير الطيارين من المخاطر المحتملة طوال مسار الرحلة شهد انقطاعا لكن ذلك لم يؤثر على حركة الطيران.
وقالت إنه لم تحدث أي تأخيرات في الرحلات المجدولة.
وفي وقت لاحق، قالت الوكالة الحكومية الكندية إنه جرى استعادة السيطرة على النظام، مشيرة إلى أنها تراقب أنظمتها وتحقق في الحادثة.
وكان عطل فني أدى إلى شل حركة الرحلات الجوية من الولايات المتحدة وإليها لعدة ساعات، حيث تأجلت وألغيت آلاف الرحلات.
ولم توضح السلطات الأميركية السبب وراء العطل أصاب نظام (NOTAM)، لكنها استبعدت حتى الآن وجود هجوم سيبراني وراءه.
ومع ذلك، قال مسؤول في القيادة السيبيرانية الاميركية لـ”سكاي نيوز عربية” إنه لو ثبت أن العطل في نظام الطيران “هجوما سيبرانيا”، فإنه سيعد “عملا حربيا”.
وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “لا نستبق التحقيق، إنما لو كان الفعل قرصنة فإنه يًعد عملا حربياَ
أذ و اعلنت خدمة المراقبة الجوية لدى المجموعة السويسرية لخدمات الملاحة الجوية الأربعاء “إعادة فتح” المجال الجوي لهذه الدولة الواقعة في جبال الألب السويسري، بعد ان توقفت الرحلات الجوية بالكامل بسبب عطل معلوماتي استمر لساعات.
وكانت مشكلة فنية في نظام مراقبة الحركة الجوية أوقفت الإقلاع والهبوط بالمطارات السويسرية.
واوضحت المجموعة في تغريدة “تم حل المشكلة الفنية وجرى رفع إغلاق المجال الجوي في الساعة 08,30 (06,30 بتوقيت غرينتش) أعيد فتح المجال الجوي السويسري واستؤنفت الرحلات الجوية فوق سويسرا وفي مطاري جنيف وزوريخ كذلك”، بدون تحديد سبب العطل.
كان البيان السابق أوضح أن “سكاي جايد لخدمات الملاحة الجوية السويسرية تعرضت لعطل فني في الساعات الأولى من صباح اليوم، ولهذا جرى إغلاق المجال الجوي السويسري أمام حركة الملاحة لاعتبارات السلامة”.
كان متحدث باسم مطار زوريخ قد قال في وقت سابق إن عمليات الإقلاع والهبوط توقفت، في حين ذكر مطار جنيف على تويتر أن حركة المرور لن تُستأنف قبل الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت غرينتش).
حكومة فرنسا تقرر التخلص من النبيذ و تثير الجدل !