تأخر برج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس في فتح أبوابه للزوار، لسبب غريب وغير معتاد ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مشغل البرج قوله، إن عناصر أمن الموقع عثروا على سائحين أمريكيين نائمين في النصب التذكاري خلال جولات التفتيش الصباحية، وكانا نائمين في مكان غير مسموح دخوله للسياح الامر الذي أصبح محل جدل في منصات التواصل الإجتماعي .
وقال المشغل إنه سيقدم شكوى بشأن المتسللين اللذين لم يشكلا أي تهديد وتم تسليمهما إلى الشرطة.
وأبلغ مكتب المدعي العام في باريس أنه تم العثور على رجلين أمريكيين نائمين في موقع البرج بعد دخولهما بتذاكر، وفقا لمتحدثة باسم المكتب، مشيرة إلى احتمال أن يكونا ثملين بالكحول.
وتدفق السياح الأمريكيون إلى أوروبا هذا الصيف وارتفع عدد الوافدين جوا إلى باريس في شهري حزيران وأب بنسبة 14.4 في المئة هذا العام، وهو الآن أعلى بنسبة 5 في المئة تقريبا من المستوى في عام 2019، قبل الوباء.
ويعد برج إيفل أحد المعالم الأكثر شهرة في العالم، وقد تم بناؤه بين عامي 1887 و1889 للاحتفال بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية ويبلغ ارتفاعه 1083 قدما. ويستقبل حوالي سبعة ملايين زائر سنويا.
موسم الصيف “الجنوني” بأوروبا بدأ.. هل تزداد الأمور سوءًا؟
لم يشهد ستيف بيريلو، الرئيس التنفيذي ومالك شركة “Perillo Tours” السياحية من الجيل الثالث، ومقرها ولاية نيوجيرسي الأمريكية، هذا الارتفاع الكبير في عدد المسافرين المتجهين لأوروبا منذ السبعينيات.
وتبيع الشركة، التي تُعرف بجولاتها إلى إيطاليا، ما يُمثّل 80% تقريبًا من قدرتها الاستيعابية سنويًا، بحسب ما ذكره بيريلو.
وخلال عام 2023، تم حجز حوالي 96% من رحلات الشركة السنوية البالغ عددها 500 رحلة، والتي تشمل أيضًا وجهات مثل إسبانيا واليونان.
ويتوقع بيريلو أن يصل هذا الرقم إلى 100% في غضون أسابيع قليلة قبل أن تبدأ الشركة في التسويق لموسم السفر خلال عام 2024.
وبدأ الجنون في أجزاء كثيرة من أوروبا بالفعل، مع اتباع حشد من السياح المتجهين إلى أوروبا خطى المسافرين في عام 2022، والذين اندفعوا نحو السفر بعد عمليات الإغلاق الناتجة عن جائحة “كوفيد-19”.
وأدى الطلب العالي أدّى إلى ارتفاع الأسعار ، إذ أنه وفقًا لما ذكره موقع “Hopper” لتتبع الرحلات الجوية، وصلت أسعار تذاكر الطيران إلى أوروبا لأعلى مستوياتها خلال 5 أعوام.
كما ارتفعت أسعار الفنادق أيضًا، ولكن لم يؤثر ذلك على رغبة الأشخاص بالسفر.
ويتمثل الأمر المثير للدهشة بشكلٍ خاص بالنسبة لبعض الأشخاص، بوصول أفواج ضخمة من السياح في وقتٍ مبكر من الموسم، إذ قالت مديرة متحف “رامبرانت هاوس” في أمستردام، ميلو هالبسما: “إذا نظرت خارج النافذة، ستشعر أنّ شهر يوليو قد حل”.
وفي الوقت ذاته، جذبت مسلسلات تلفزيونية شهيرة مثل “The White Lotus” من “HBO”، و”Emily in Paris” من “نتفليكس” أفواجًا من عشاق التقاط صور الـ”سيلفي”.
ولاحظت جين رايس، وهي صحفية ومستشارة للعلامات التجارية في ولاية كارولينا الشمالية، تلك الشعبية بشكلٍ مباشر خلال رحلتها الأخيرة إلى باليرمو.
ووصفت رايس المدينة الإيطالية بكونها “جنونية تمامًا” في أوائل شهر يونيو/حزيران.
وأكّدت رايس: “بالكاد يمكنك التحرك عبر الشارع للوصول إلى حانةٍ. وكان الأشخاص أشبه بأسماك السردين بسبب الاكتظاظ في كل مكان”.
وبهدف التّعامل مع أعداد الحشود القياسية، والتكاليف المرتفعة هذا الصيف، اضطر العديد من المسافرين المتجهين إلى أوروبا لتعديل خططهم.
وتعتمد رايس مثلاً على القطارات والعَبّارات لتجنّب تكاليف الطيران “الباهظة للغاية”، حتّى عندما يأتي الأمر لشركات الطيران منخفضة التكلفة مثل “إيزي جيت”، و”ريان إير”.
ويشعر سكان أوروبا بتأثّر خططهم للعطلة الصيفية أيضًا.
ولم تَعُد سارة فيرجسون، التي انتقلت إلى أمستردام من جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية مع زوجها وأطفالها الأربعة، إلى الولايات المتحدة مع عائلتها حتّى الآن، لكون كلفة شراء 6 تذاكر طيران “لا تستحق العناء”.
وأصبح السفر في جميع أنحاء أوروبا، والذي شكّل حافزًا كبيرًا لانتقال الأسرة إلى الخارج في المقام الأول، مكلفًا بشكلٍ متزايد.
ونتيجةً لذلك، اعتمدت العائلة على الرحلات البرية خلال العطلة الصيفية.
واستأجرت فيرجسون سيارتين هجينتين من طراز “تويوتا كورولا” للتوجه إلى منتجع للتخييم في كرواتيا في أغسطس/آب.
وأوضحت فيرجسون: “قمنا بالرحلة العام الماضي، وكانت جميلة”، مضيفة: “يجب عليك التّحلي بالابتكار”.
وسيكشف الزمن عمّا إذا كان هذا الموسم سيواجه المزيد من الإحباطات المتعلقة بفوضى إلغاء الرحلات، والتأخيرات، والاضطرابات الأخرى التي حدثت في الموسم الماضي.
موجة الحر تغير خريطة السياحة فى أوروبا
تشهد أوروبا موجة حر غير مسبوقة أثرت على العديد من القطاعات، وخاصة السياحة، حيث إن تغير المناخ بدأ فى تغير خريطة السياحة فى القارة العجوز، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والحرائق فى بعض المدن الأوروبية.
وأشارت صحيفة “ديارى ودى سيبيا” الإسبانية إلى أن بعض الدول الأوروبية فقدت أهميتها كوجهة مفضلة للسياحة، فقد فقدت إسبانيا أهميتها بالنسبة للبريطانيين، حيث أنه لم يعد الكثير من السياح الذين كانوا يبحثون عن وجهة فى إسبانيا للهروب من الأزمات التى تواجه بلدانهم، بإمكانهم التوجه لإسبانيا بسبب دراجات الحرارة المرتفعة، وهو الأمر الذى سيكون له عواقبه الاقتصادية على إسبانيا.
وأصبحت التغييرات فى السياحة بالفعل حقيقة واقعة، حيث وفقًا لأحدث البيانات فقد انخفض عدد المسافرين الذين خططوا لقضاء عطلاتهم فى اليونان أو إسبانيا أو البرتغال بين يونيو ونوفمبر من هذا العام بنسبة 4٪.
وأكدت وكالة موديز Moody’s الائتمانية، التى تركز على إسبانيا بالإشارة إلى أن الزيادة المتوقعة فى الظواهر الجوية المتطرفة فى السنوات المقبلة “سيكون لها آثار سلبية، بما فى ذلك انخفاض جاذبية دول البحر الأبيض المتوسط ، مثل إسبانيا“.
وأشارت صحيفة “الجورنال” الإيطالية درجات الحرارة المرتفعة أدت إلى حرائق كبيرة حولت المبانى التاريخية إلى غبار، حيث تحولت أقدم كنيسة فى عاصمة الجزيرة منذ القرن الخامس عشر إلى رماد، وابتلعت النيران واجهات المنازل وأحاطت بالطرق السريعة ومطار باليرمو الذى ظل مغلقا لعدة ساعات، تم العثور على أول ضحيتين محاصرين فى هذه المنطقة.
وأعرب نيلو موسوميسى وزير الحماية المدنية والحاكم السابق لصقلية عن قلقه من الآثار المدمرة لتغير المناخ فى إيطاليا، مشيرا إلى أنه من الصعب تقييم الأضرار التى سببتها النيران، ولكن وفقًا للحماية المدنية، دمر ما يقرب من 340 حريقًا – تسبب بعضها – بالفعل 700 هكتار من الغابات فى الأيام الأخيرة، وكلها تغذيها الحرارة الشديدة.
ستشهد المناطق الساحلية الجنوبية انخفاضًا فى عدد السياح بنسبة 10% تقريبًا فى الصيف إذا ارتفعت درجة الحرارة ثلاث أو أربع درجات مئوية، وبدأت الزيادة فى درجات الحرارة فى إسبانيا ودول جنوب أوروبا الأخرى بسبب تغير المناخ فى التأثير على السياحة وستؤدى إلى تحول، مع زيادة فى عدد المصطافين الذين سيختارون وسط وشمال القارة خلال الأشهر الأكثر سخونة. السنة على حساب الجنوب.
هذا ما توقعه تقرير حديث صادر عن مركز الأبحاث الأوروبية المشتركة، والذى يعتقد أيضًا أن الجنوب سيستقبل المزيد من المسافرين فى الربيع والمواسم الأخرى الأقل دفئًا.
وقالت ألبا بوريرو، مدون السفر ومنظم السفر منخفض التكلفة، لـ EFE: “فى الصيف الأخير كان هناك تغيير واضح فى الاتجاه بين العديد من السياح الذين فضلوا تجنب الحرارة الشديدة، والسفر إلى وجهات أكثر برودة مثل بلدان الشمال الأوروبي”.
وفقًا لبيانات من تقرير صادر عن مركز الأبحاث الأوروبية المشتركة، وهى الدراسة الأولى التى أجرت تقييمًا إقليميًا لاستكشاف تأثير المناخ على الطلب على السياحة الأوروبية، فإن المناطق الساحلية الجنوبية ستشهد انخفاضًا فى عدد السياح بنسبة 10 % تقريبًا فى الصيف إذا ارتفعت درجة الحرارة ثلاث أو أربع درجات مئوية.
على العكس من ذلك، فى هذا السيناريو ستزداد شعبية الوجهات الساحلية لشمال أوروبا بحوالى 5% خلال أشهر الصيف وأوائل الخريف.
فى المناطق الجنوبية، سيقابل انخفاض الطلب فى الصيف جزئيًا زيادة فى الزيارات فى بقية الفصول، وفقًا لنفس التقرير.
وقالت ألبا بوريرو، التى تعمل حاليًا فى قطاع السياحة فى أيسلندا، أنها قابلت “العديد من الأوروبيين” الذين اختاروا هذا البلد “كوجهة فى اللحظة الأخيرة للهروب من حرارة أوروبا”، حيث ارتفع عدد السياح في
على الرغم من أن الشركات، من جانبها، لم تلاحظ بعد هذا الانخفاض فى عدد السياح إلى الوجهات الأكثر سخونة فى الصيف، إلا أنها تستعد بالفعل لتغيير محتمل فى الاتجاه فى أوروبا: “إنه شيء نبقى منتبهين له”، تؤكد المصادر من شركة السفر Ávoris.
ووفقا للتقرير فقد تم اكتشاف زيادة ملحوظة فى الحجوزات البريطانية فى دول مثل الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا ولاتفيا وهولندا، حيث شهدت عمليات البحث عن الفنادق فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن زيادة بنسبة 34٪ مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضى.
وشهدت أوسلو أيضًا زيادة بنسبة 45٪، بينما أصبحت ستوكهولم أيضًا أكثر شهرة، حيث ارتفعت عمليات البحث عن الفنادق بنسبة 29٪ فى أغسطس.
نظام جديد للتحكم في الوصول إلى منطقة شنغن ماهو (Etias) ؟