باتت مشروبات وأطعمة الطاقة هدفا متزايدا لدى كل الفئات العمرية، خاصة الطلاب. وعكس وفرة الأطعمة الطبيعية الغنية بالطاقة والفوائد كالحبوب الكاملة، المكسرات، الخضراوات والفاكهة؛ تعد مشروبات الطاقة الطبيعية محدودة، ويتصدرها القهوة والشاي (خاصة الشاي الأخضر) من حيث الاستهلاك السنوي العالمي.
مع ذلك تعتير القهوة والشاي مشروبات منبهة، أكثر من كونها مشروبات طاقة؛ ولهذا أتت الحاجة لمشروبات الطاقة المصنّعة، التي تحتوي فضلا عن الكافيين، على سكريات عالية ومحفزات مركزة.
مشروبات “سلْب” الطاقة
“سلب الطاقة” يعتبر وصفا رقيقا لأضرار مشروبات الطاقة غير الطبيعية المصنّعة، فالمصائب الصحية لها أن تنهال مع الاستخدام الدوري لهذه المشروبات، ولو بعد فترة.
يفيد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية بأن استهلاك مشروبات الطاقة له أن يؤدي لأعراض وأخطار صحية، وفي صدارتها اضطرابات في عمل القلب، الجفاف، القلق والأرق.
كافيين ألطف و80% صفر كربون
في المقابل، تقول الجمعية الأمريكية للطب إن الاستخدام المعتدل للمتة له أن يزيد من “الكوليسترول المفيد” ويقلل الدهون الثلاثية، ما يدعم صحة القلب، ويمنح الجسم طاقة بشكل آمن.
وبيئيا، البصمة الكربونية والبيئية للمتة أقل من القهوة والشاي، وتعتبر مجمل عمليات إنتاجها مستدامة بنسبة 80%.
وللمتمسكين بالقهوة مشروبا أساسيا أو وحيدا، هناك ما يمكن فعله للمساعدة في استدامتها طعما وأثرا بيئيا، حتى لا نضطر لشرب بديل “معملي” التصنيع للقهوة؛ وحلقة بودكاست صفر كربون “أنقذ قهوتك”.
الماتشا تكمّل المتة
شاي الماتشا الذي يشتهر في اليابان، ورغم أنه يأتي من شجرة الشاي الأخضر، قوامه بودرة خضراء وليس أوراق.
وللماتشا فوائد التنبيه والتركيز ومضادات الأكسدة وغيرها، ما يجعلها مكملا لما تفعله المتة.
وبالنسبة للكافيين، العنصر الأول الذي نبحث عنه في المنبهات، يعتبر كافيين المتاشا ألطف وأقل من المتة. وبالتالي المتة والماتشا يتوسطان القهوة (ذات الكافيين الأعلى) والشاي الأسود (في المركز الرابع) من حيث نسب الكافيين.
وعكس المتة، يُنصح باستهلاك مشروب ماتشا واحد إلى مشروبين يوميا في الصباح أو الظهيرة، بإضافة 1 ملعقة صغيرة أو اثنتين على الأكثر يوميا (حسب بحث نقله موقع هيلث لاين)، والذي قد يُغني عن القهوة والشاي أو يحد من الحاجة لهما، خاصة مع استبدالهما بالمتة.
جرعة الكافيين الآمنة يوميا
وتعتبر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن 400 مليغرام من الكافيين هو الحد الأقصى اليومي للبالغين، وهي تعادل 4 أكواب قهوة تقريبا، ومشروبي (2) مشروب طاقة مصنعين أو أقل، طبقا لنسبة الكافيين في كل مشروب.
فيما النسبة الأقصى التي تنصح بها من الكافيين للمراهقين تصل ل 25% من نسبة البالغين (100 ميلغرام). كما ليو ميسي.. لنرفع كأس الذهب الأخضر “المتة”.
لماذا المتة؟
وفضلا عن قابلية “تسمم الكافيين” باستهلاك مشروبات الطاقة، هناك المزيد في إجابة “لماذا المتة” صحيا وبيئيا؛ والنقاش في بودكاست صفر كربون مع خبير التكنولوجيا الحيوية والاستدامة د. مجد جرعتلي، الذي استعرضنا معه الفرص الريادية الاقتصادية لزراعة المتة عربيا، كما بدأت بالفعل تلك المحاولات في سوريا؛ صاحبة الاستهلاك الأعلى عالميا من المتة خارج قارة أمريكا الجنوبية.
اجتنب الإكثار منه.. مشروب يرفع خطر الإصابة بسرطان الكبد
توصلت دراسة حديثة إلى أن شرب علبة واحدة فقط من المشروبات الغازية المحلاة يوميا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 85 بالمئة.
وتابع باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن مجموعة من النساء فوق سن الخمسين لأكثر من 20 عاما، وتوصلت الدراسة إلى أن النساء اللائي يشربن علبة مشروب غازي محلاة واحدة فقط يوميا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد.
نتائج الدراسة بالأرقام
كانت النساء اللواتي شربن واحدة أو أكثر من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر في اليوم أكثر عرضة بنسبة 85 في المائة للإصابة بسرطان الكبد.
كانت النساء اللواتي شربن واحدة أو أكثر من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر في اليوم أكثر عرضة للوفاة بأمراض الكبد بنسبة 68 في المئة مقارنة بمن يشربن ذات المشروب ثلاث مرات أو أقل في الشهر.
ووجدت الدراسة أن معدلات الإصابة بسرطان الكبد بلغت 18 لكل 100 ألف امرأة ممن تناولن مشروبا سكرية واحدا أو أكثر يوميا.
وقال الباحثون إنه على الرغم من أن دراستهم لم تكن قادرة على تحديد الطريقة التي يرتبط بها استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر بأمراض الكبد، فإن بعض “المسارات المحتملة” لتلك العلاقة تشمل السمنة والزيادات الهائلة في نسبة السكر في الدم وتراكم الدهون حول الكبد.
“مرجل من الكافيين”.. دعوة للتحقيق في مشروب طاقة يعشقه الصغار
يواجه مشروب طاقة مدعوم من مؤثر واكتسب شعبية واسعة بين الأطفال، تدقيقا من المشرعين وخبراء الصحة، في الولايات المتحدة على خلفية احتمال احتوائه على مستويات “خطيرة” من الكافيين.
ودعا السناتور تشارلز شومر، يوم الأحد، إدارة الغذاء والدواء لفتح تحقيق بشأن “برايم”، وهو علامة تجارية لمشروب أسسها نجما يوتيوب، لوغان باول وكي إس أي، والتي أصبحت شيئا من الهوس بين حشود المتابعين الصغار للمؤثرين.
وقال شومر وهو عضو بالحزب الديمقراطي من نيويورك: “أحد رموز الصيف الساخن للأطفال ليس زيا أو لعبة، وإنما مشروب”.
وأضاف: “لكن أيها المشتري والآباء كونوا على حذر لأنه مصدر قلق صحي خطير للأطفال الذين يستهدفونه بشدة”.
وأثار مشروب “برايم”، ضجة عندما أطلق العام الماضي، وهو ما تسبب في طوابير طويلة أمام متاجر البقالة، والأسواق التي تقام في أفنية المدارس.
وعلى الرغم من إعلانه عن نفسه كمشروب خالٍ من السكر، أو الدهون النباتية، فإن العلب ذات اللون النيون ضمن عدد متزايد من مشروبات الطاقة التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الكافيين، حيث تحتوي كل 12 أونصة على 200 مليغرام وهو ما يعادل نحو 6 علب كوكا كولا أو علبتين من ريد بول.
وتسبب هذا المحتوى المرتفع إلى حظر المشروب من قبل بعض المدارس في المملكة المتحدة وأستراليا، حيث حذر بعض أطباء الأطفال من تداعيات صحية محتملة على الأطفال الصغار مثل مشاكل القلب والقلق ومشاكل الجهاز الهضمي.
في غضون ذلك، دافع ممثلو الشركة عن المنتج الذي صنف بوضوح أنه “لا يوصى به للأطفال الأقل من 18 عاما”.
وتبيع الشركة مشروبا رياضيا منفصلا يعرف باسم “برايم هيدراشن” والذي لا يحتوي على أي نسبة من الكافيين.
وفي خطابه لإدارة الغذاء والدواء، زعم شومر أن هناك اختلافا ملاحظا محدودا في التسويق عبر الإنترنت للمشروبين، وهو ما دفع العديد من الآباء للاعتقاد أنهم يشترون عصيرا لأطفالهم، فقط لينتهي بهم الأمر إلى “مرجل من الكافيين”.
وكتب أن “بحثا بسيطا على مواقع التواصل الاجتماعي عن برايم سيسفر عن قدر مذهل من المحتوى المدعوم، وهو الإعلانات”.
واختتم قائلا: “هذا المحتوى وهذه المزاعم ينبغي أن تخضع للتحقيق، بالإضافة إلى المكونات ومحتوى الكافيين في مشروب الطاقة برايم”.