لا تزال تداعيات أزمة الكهرباء التي تهدد العراقيين لأكثر من 20 عاماً، تثير الريبة، فبعدما أن توصلت الحكومة العراقية لاتفاق مع إيران بشأن مقايضة النفط والغاز، قفزت الى الساحة العراقية ظاهرة ليست بالجديدة، لكنها متكررة كل عام، وأهدافها قد تكون “واضحة”.

أحداث متزامنة عديدة تأتي في وقت يعاني فيه العراقيون من درجات حرارة لاهبة تجاوزت الخمسين، وسط تساؤلات رواد التواصل ألإجتماعي عما إذا كانت هذه الأحداث عرضية أم بفعل فاعل لأزمة الكهرباء في العراق .

ظاهرة تفجير وحرق محطات وابراج نقل الطاقة الكهربائية، في عدة محافظات عراقية، أصبحت الهاجس الجديد الذي تعاني منه الحكومة والشعب، فعلى ما يبدو أن مشكلة الكهرباء ليست متعلقة بالجوانب الخارجية فقط، وهناك من يحاول تأزيم الأوضاع داخلياً.

صباح السبت الماضي، وخلال مراسم يوم العاشر من محرم الحرام، شهدت البلاد انهيارا شاملا في تجهيز الكهرباء، إثر احتراق محطة البكر التحويلية في محافظة البصرة جنوب العراق .

 

الكهرباء
الكهرباء

في غضون ذلك، أكدت وزارة الكهرباء أن حريق محطة البكر التحويلية بالبصرة أدى لانفصال شبكة الكهرباء عن الخدمة، وأشارت إلى أنها استطاعت حل المشكلة وإعادة ربط خطوط الضغط العالي وإعادة تجهيز الكهرباء إلى وضعه السابق تدريجيا.

المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، كشف، أول أمس الخميس، أسباب حريق محطة البكر في محافظة البصرة، بعدما تم تشكيل لجنة تحقيقية بتوجيهات وزير الكهرباء لتحليل الأسباب وكشف التفاصيل الدقيقة للحادث.

وقال موسى، في بيان ورد لـ السومرية نيوز، أن “الحريق حدث بسبب عطل في إحدى المحولات الكهربائية بسبب زيادة الأحمال الكهربائية غير المسبوقة وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة”.

بيان جديد من الكهرباء بعد "العوارض الطارئة"
 

وأشادت اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بـ”الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها لمعالجة الحادث، وسترفع تقريرا مفصلاً لوزير الكهرباء بنتائج تحليل الحادث والإجراءات المتخذة”.

وأضاف المتحدث، أن “مدير الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الجنوبية، أسعد محير كريم، استقبل في مكتبه بمقر الشركة اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة مدير عام دائرة التشغيل والتحكم في وزارة الكهرباء، يحيى عباس جابر، للمتابعة والوقوف على أسباب الحادث الاخير”.

وشرح كريم بشكل مفصل للجنة عن “الأسباب التي أدت الى عطب أحدى محولات محطة البكر الثانوية 132 ك ف، التي حدثت بسبب زيادة الأحمال غير المسبوق مع ارتفاع درجات الحرارة في محافظة البصرة والمحافظات الجنوبية بشكل عام”.

وأشار إلى أن “اللجنة اطلعت على سير الأعمال في محطة البكر الثانوية، وعمل المحطات المتنقلة التي أقيمت عوضا عن المحولة المعطوبة، فيما أشادت اللجنة الوزارية بـ “الإجراءات السريعة التي اتخذت لمعالجة الحادث وسرعة المعالجة من قبل ملاكات الشرك””.

ولم يقتصر الوضع على ذلك، ففي ذات اليوم، شهدت محافظة صلاح الدين عملا تخريبيا لأبراج نقل الطاقة (الضغط العالي) الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من الأبراج المتجهة من صلاح الدين نحو مدينة حديثة (أقصى غرب البلاد)، ليعقب ذلك فجر الأحد تعرض محطة “جميلة” التحويلية شرق مدينة الصدر ببغداد لعمل تخريبي كذلك.

وينتج العراق نحو 25 ألف ميغاوات، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد نحو 36 ألف ميغاوات حاليا، في ظل اعتماد محطات التوليد الغازية على الغاز الإيراني المستورد، الذي دائما ما يتعرض لتوقفات في الضخ بسبب التراكمات المالية على الحكومة العراقية وعدم إمكانية تسديد مستحقات طهران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

الاعمال التخريبية لم تتوقف الى هذا الحد، فأعلنت وزارة الكهرباء، أول أمس الخميس، 3 آب، 2023، استهداف أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية بالعبوات الناسفة بمحافظة صلاح الدين.

محافظة صلاح الدين
محافظة صلاح الدين

وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء، في بيان ورد لصحيفة العراق ، أن “الارهاب الظلامي والتخريبيين يعاودون إيغالهم بأذى المواطنين بمعاودة إستهداف أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية بالعبوات الناسفة بمحافظة صلاح الدين؛ بغية عزل المحافظات عن بعض، وتقطيع ارتباطات المنظومة الكهربائية وتوقف إمدادات الكهرباء عن المستشفيات ومشاريع المياه وغيرها من المشاريع الحيوية، بمحاولة يائسة منهم لإنهاك قدرات وزارة الكهرباء وإحراج ملاكاتها العاملة وفق التوجيهات الحكومية لتطوير ومعالجة تحديات ملف الكهرباء”.

وأضافت: “وبالوقت الذي تعمل فيه ملاكات الوزارة ونقل الشمال، رغم صعوبة مقطع العمل وكثبانه الرملية، على إعادة اعمار ما تدمر من ابراج قبل يومين بالعبوات الناسفة، وبعد إحباط عدد من المحاولات التخريبية من قبل الجهد العسكري والأمني والأستخباري، والتي كانت تروم تفجير الابراج، جرى فجر اليوم الخميس إستهداف خط نقل الطاقة الكهربائية الضغط الفائق ( صلاح الدين الحرارية – حديثة ) جهد 400 بعمل تخريبي ثاني ، بتفجير عبوة ناسفة على الخط مما ادى الى سقوط البرج المرقم (201) وتقطع في الاسلاك تحديداً في منطقة القناطر ضمن محافظة صلاح الدين”.

وأشار البيان الى، أن “وزير الكهرباء زياد علي فاضل وجه بكشف عن الحادث وملابساته وإعداد تقرير يرفع سريعاً”، لافتاً الى أن “الملاكات الهندسية والفنية من قسم خطوط صلاح الدين وبالتعاون مع القوات الامنية والجهد الهندسي سارعت الى مكان العارض وباشرت الكشف والعمل على إعادة تشييد ما تضرر وتسليك الخط وإعادته للخدمة بالسرعة الممكنة ان شاء الله”.

محافظة ديالى، هي الأخرى، لم تسلم من هذه الظاهرة، بعد استهداف أبراج خط نقل الطاقة (شرق بغداد _ ديالى جهد ٤٠٠ ك. ف)، بمنطقة خان بني سعد، الى تفجير تخريبي.

 

وعلى أثره، أعلنت وزارة الكهرباء، يوم أمس الجمعة، عن تفجير تخريبي جديد آخر يطال أبراج خط نقل الطاقة (شرق بغداد _ ديالى جهد ٤٠٠ ك .ف )، بمنطقة خان بني سعد .

وذكر المكتب الاعلامي لوزارة الكهرباء في بيان خاص ، أن ” الوزارة لا تزال تحول العمليات التخريبية التي تتعرض لها تباعاً أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية، الى محاولات يائسة، لا تسمح للظلاميين بتخريب الجهود، وقطع الكهرباء عن المواطنين، بمحاولة منهم في تفجيراتهم للابراج بالعبوات الناسفة لتقطيع اوصال المنظومة وعزل المحافظات بعضها عن بعض “.

وأضاف، أن “خط نقل الطاقة (شرق بغداد _ ديالى جهد ٤٠٠ ك .ف رقم ١) تعرض مساء اليوم الجمعة في الساعه الثامنة والنصف مساءاً ، لعمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة تحت ابراجه ، مما ادى الى سقوطها في منطقة خان بني سعد ، بالقرب من قرية ابو بصل”.

وأشار إلى أن “وزير الكهرباء زياد علي فاضل، وجه الملاكات الهندسية والفنية بنقل الطاقة المنطقة الوسطى، بإستنفار الجهود والكشف عن ملابسات الحادث والمباشرة فوراً بإعادة بناء ما تدمر، وعدم تضرر المواطنين بقطع الكهرباء بهذه العمليات التخريبية، والتحويل على خطوط بديلة ريثما يعاد الاعمار سريعا”.

وتابع البيان: “يجري الان تأمين المنطقة من قبل القوات الامنية والعسكرية ليتمكن ابطال الكهرباء من الدخول لمكان الحادث والمباشرة بالعمل”، لافتا الى ان “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه بتأمين الحماية البنى التحتية للكهرباء كضرورة قصوى” .

رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، لم يكتف بالتفرج على الأوضاع وهي تسير إلى “ما لا تشتهيه سفن العراق”، فالأزمة بدأت تتفاقم والحلول لابد من إيجادها سريعاً.

شياع السوداني
شياع السوداني

وعلى أثره، أصدر السوداني، توجيها بمحاسبة القادة الأمنيين الذين يقع عمل تخريبي للكهرباء في مناطق توليهم المسؤولية الأمنية.

وقال الناطق السوداني اللواء يحيى رسول عبدالله في بيان ورد لـ السومرية نيوز، انه “في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتخفيف العبء عنهم، وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، تحاول العصابات الإرهابية المنهزمة المساس بالبنى التحتية واستهداف أبراج الطاقة الكهربائية، وكان آخرها تفجير يطال أبراج خط نقل الطاقة (شرق بغداد – ديالى جهد 400 ك. ف) بمنطقة خان بني سعد”.

وأضاف، أنّ “الأجهزة الأمنية المعنية كان لديها معلومات استخبارية دقيقة عن وجود محاولة بهذا الشأن، وأنها توصلت إلى خيوط مهمة عن العناصر التي قامت بهذا العمل الإرهابي الجبان، الذي يستهدف راحة المواطنين وكذلك الجهات التي لا تستبعد أنها كانت وراء هذا الاستهداف، وعليه وجّه، القائد العام للقوات المسلحة، بمحاسبة آمر القاطع وضابط الاستخبارات والقائد الذي يقع ضمن مسؤوليته أيّ عمل تخريبي يمس أبراج الطاقة الكهربائية”.

وتابع حديثه: “كما نؤكد أنّ العناصر التخريبية والجهات التي تقف وراءها ستكون في قبضة رجال قواتنا الأمنية ولن تسمح بالمساس باقتصاد وثروة البلاد”.

ودعا المواطنين إلى أن “يكونوا شركاء في الحفاظ على الأمن ومساندة الجهد الأمني، من خلال تقديم أية معلومة عن أية حالة مشتبه بها تمسّ أمن العراق، خاصة ما يتعلق بعمليات التخريب”.

تعليمات عن إنقطاع الكهرباء وأنت داخل المصعد … شاهد

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد