تعد البشرة عضوًا معقدًا وديناميكيًا يساهم بشكل كبير في صحة الإنسان بشكل عام، حيث إنه أكثر من مجرد غشاء رقيق للجلد، الذي يتكون من ثلاث طبقات رئيسية هي البشرة والأدمة وتحت الجلد (أو اللحم).
أذ تقوم البشرة كطبقة خارجية بوظيفة دفاعية ضد التأثيرات الخارجية. وتقع الأدمة تحت البشرة وتشمل الأوعية الدموية وألياف الكولاجين، التي تمنح البشرة القوة والليونة والغدد العرقية وبصيلات الشعر والغدد العرقية. ثم تأتي طبقة اللحم تحت الجلد وهي عبارة عن خلايا دهنية تعمل كعزل وتساعد في التحكم في درجة حرارة الجسم، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Longevity Technology.
العلم وراء الفيتامينات والجلد
يتطلب جسم الإنسان كميات ضئيلة من الفيتامينات لمجموعة متنوعة من العمليات الفسيولوجية.
والفيتامينات هي مواد عضوية، وباعتبارها أنزيمات مساعدة، فإنها تدعم الإنزيمات في العمليات الكيميائية الحاسمة. يتم امتصاص الفيتامينات، التي يتم تناولها من خلال الطعام أو المكملات الغذائية، في الدورة الدموية ونقلها إلى خلايا الجلد، حيث يكون لها تأثير إيجابي. وتشمل الفيتامينات التي تلعب أدوارًا مميزة في تعزيز صحة البشرة والجلد، ما يلي:
1. فيتامين A
يطلق أيضًا على فيتامين A اسم الريتينول، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تدعم بشرة شابة وصحية.
يساعد الجلد على التخلص من الخلايا الميتة وإظهار بشرة جديدة وصحية من خلال تعزيز دوران خلايا الجلد، مما يساعد في تقليل ظهور الخطوط الدقيقة ويوفر بشرة أكثر نعومة.
كما يتميز فيتامين A بخصائص مضادة للالتهابات تساعد في تقليل الالتهابات والاحمرار المرتبط بحب الشباب.
2. فيتامين C
حمض الأسكوربيك، هو اسم آخر لفيتامين C، ويشتهر بأنه عنصر غذائي مفيد للصحة وضروري لإنتاج بشرة أكثر إشراقًا.
والدور الحيوي الذي يلعبه فيتامين C في إنتاج الكولاجين هو أحد وظائفه الرئيسية.
فيما يمنح بروتين الكولاجين البشرة بنيتها وصلابتها وليونتها، للحفاظ على تماسك البشرة وتقليل ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.
ويساعد فيتامين C في تخفيف البقع الداكنة الموجودة عن طريق تقليل الإفراط في إنتاج الميلانين، مما يجعل البشرة تبدو أكثر إشراقًا.
3. فيتامين E
يحمي فيتامين E المضاد للأكسدة البشرة من التدهور الناتج عن الجذور الحرة الخطرة.
ويمكن أن تؤدي الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة، إلى المعاناة من الإجهاد التأكسدي وتسريع الشيخوخة وانتشار التجاعيد والتسبب في مشاكل جلدية أخرى. يساعد فيتامين E في الحفاظ على سلامة الجلد وهو مفيد أيضًا للبشرة الجافة أو المصابة بالجفاف لأنه معروف بخصائصه المرطبة. يحتوي فيتامين E أيضًا على خصائص مضادة للالتهابات تساعد على تهدئة البشرة المتهيجة أو المتورمة. بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة الحساسة أو الضعيفة، يمكن أن يساعد في تقليل الاحمرار والحكة والتهيج.
4. فيتامين D
يساعد فيتامين D على التحكم في نمو خلايا الجلد وتكاثرها لضمان تجديدها بشكل منتظم ومستمر. كما يلعب فيتامين D دورًا في التحكم في جهاز المناعة، حيث يقلل الالتهاب ويسرع عملية الشفاء ويساعد الجلد في درء الكائنات الحية الدقيقة الخطرة. ويقوم فيتامين D بمحاربة الجذور الحرة وحماية البشرة من الإجهاد التأكسدي من الأشعة فوق البنفسجية والعوامل البيئية الأخرى.
5. فيتامينات B
تقوم فيتامينات B القابلة للذوبان في الماء، بوظائف متعددة ومتنوعة لحماية ورفاهية البشرة والجلد. إن فيتامينات B، أو فيتامين B المركب، هي مجموعة من الفيتامينات الأساسية للحفاظ على بشرة صحية، بما يشمل B3، ويسمى أيضًا النياسين، وB5 وهو حمض البانتوثينيك، وB7، أو البيوتين، وB9، المعروف باسم حمض الفوليك، وB12، الذي يحمل اسم علميًا هو كوبالامين.
6. فيتامين K
يتطلب تخليق عدد قليل من البروتينات المشاركة في تخثر الدم والتئام الجروح فيتامين K. عندما يصاب الجلد، يقوم فيتامين K بتنشيط هذه البروتينات، مما يساعد في تقليل النزيف وتعزيز تكوين جلطة لإغلاق الجرح. كما يدعم فيتامين K صحة الشعيرات الدموية والأوعية الدموية، مما يقلل من تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة ويقلل من ظهور الكدمات.
7. أحماض أوميغا-3 الدهنية
يلعب حمض إيكوسابنتانويك EPA وحمض الدوكوساهيكسانويك DHA، على وجه الخصوص، وظائف حاسمة في تعزيز صحة الجلد. بسبب آثارها المضادة للالتهابات، يمكن أن تساعد أحماض أوميغا-3 الدهنية في تقليل تهيج الجلد واحمراره. وتعد مفيدة للغاية للأشخاص، الذين يعانون من اضطرابات الجلد الالتهابية بما يشمل حب الشباب والأكزيما والصدفية. يتم تقوية وظيفة الحاجز الواقي الطبيعي للبشرة بواسطة أحماض أوميغا-3 الدهنية، والتي تعمل على تحسين قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة.
ينصح اختصاصيو وخبراء تغذية أميركيون بنمط حياة عدد من الأطعمة الغنية ببعض العناصر الغذائية التي يمكن أن تعزز توهج البشرة وإشراقها، بحسب ما نشره موقع Shape.
وقال دون جاكسون بلاتنر، اختصاصي التغذية ومؤلف كتاب The Flexitarian Diet، إنه يمكن الحصول على بشرة جديدة تمامًا كل 40 إلى 56 يومًا.
كما قال: “تأتي اللبنات الأساسية لهذه البشرة الجديدة من الأطعمة التي يتم تناولها بانتظام. لذلك إذا [كان الشخص] يريد الحصول على بشرة صحية، فإن أحد العوامل الرئيسية هو جودة نظامه الغذائي”.
وأضاف أن العناية بالبشرة عن طريق استخدام واقٍ من الشمس والتنظيف بشكل صحيح تلعب دورًا رئيسيًا جنبًا إلى جنب ونمط حياة صحي. مع التقدم في العمر، تتغير مستويات الهرمون وتنخفض مستويات الكولاجين وينخفض معدل تجديد البشرة وإصلاحها. اعتمادًا على قدر التعرض لأشعة الشمس، يمكن أن تتطور مظاهر الشيخوخة البادية على البشرة، مما يؤدي إلى زيادة عدد أنواع الأكسجين التفاعلية وتقليل إنتاج حمض الهيالورونيك وزيادة الالتهاب. فيما يلي عدد من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، التي أثبتت الأبحاث أنها مفيدة لصحة البشرة.
الماء
مفتاح نضارة البشرة هو الترطيب. ويعتبر تناول الماء أمرًا بالغ الأهمية، حيث إن الجلد هو انعكاس مباشر لمستويات رطوبة الجسم. تعتبر الأطعمة الغنية بالمياه، أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، طريقة ممتازة للحصول على الترطيب اللازم. يعتبر الخيار مثالاً ممتازًا، حيث إنه يحتوي على 95% من الماء. ومن الخيارات الأخرى يأتي البطيخ والخس والشمام.
الزنك والنحاس
يعد المحار أحد المصادر الممتازة للزنك والمعادن النزرة الأخرى مثل الحديد والسيلينيوم والنحاس، التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة، ولكنها ضرورية لتعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات. ويمكن تناول المحار أو المكسرات أو البذور أو العدس أو الفاصوليا، للحصول على كميات مناسبة وأساسية للجسم.
الدهون الأحادية
تلعب الدهون دورًا مهمًا في الحفاظ على وظيفة الحاجز وهيكل الأغشية في البشرة، وتعزيز مقاومة آثار الشيخوخة. يعتبر الأفوكادو هو أحد الأطعمة الصحية الممتازة التي تحتوي على دهون أحادية غير مشبعة مفيدة لصحة البشرة.