في مقالنا لهذا اليوم الجمعة 30 يونيو سنتعرف من خلاله على معاناة المسلمين في المانيا بين المأساة و التمييز العنصري الموجود داخل دول الإتحاد الاوروبي ، وخلص تقرير أعدته لجنة مستقلة ألمانية وأصدرته الخميس 29 يونيو/حزيران 2023، أن المسلمين “هم إحدى الأقليات الأكثر تعرضاً للضغوط” في البلاد.

 كما قالت اللجنة إن ذلك يبرر اتخاذ إجراءات متضافرة لمكافحة الكراهية والتحيز ضد المسلمين في ألمانيا، وأصدرت توصيات للقادة السياسيين والشرطة والمدرسين ووسائل الإعلام والقطاعات الترفيهية، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

من جهتها، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، بعد تلقيها التقرير، إن “كثيراً من المسلمين في ألمانيا البالغ عددهم 5.5 مليون يعانون من التهميش والتمييز في حياتهم اليومية، بما في ذلك الكراهية والعنف”.

كما شددت فيسر على أن الحكومة “ستدرس بشكل مكثف نتائج التقرير وتوصياته”، وأنها ستعمل على “مكافحة التمييز وحماية المسلمين بشكل أفضل من الاستبعاد”.

بينما أشارت اللجنة المؤلفة من 12 عضواً إلى بيانات تُظهر أن نحو نصف الألمان يقبلون تصريحات مناهضة للمسلمين، ما “يوفر أرضاً خصبة خطيرة” للجماعات المتطرفة.

حسب اللجنة، فإن ذلك يشمل أيضاً المسلمين المولودين في ألمانيا، الذين يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم “أجانب”، كما أن الإسلام غالباً ما يصوَّر على أنه “دين رجعي”، وأن النساء اللواتي يرتدين الحجاب التقليدي يواجهن “عداءً بأشكال دراماتيكية”.

وفي تحليل للثقافة الشعبية، خلص التقرير إلى أن نحو 90% من الأفلام التي شاهدتها اللجنة قدمت نظرة سلبية عن المسلمين في ألمانيا، وغالباً ما أقامت رابطاً بينهم وبين “هجمات إرهابية وحروب وقمع للنساء”.

كما أشارت إلى أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، والذي يحظى بنسبة تأييد شعبي تقارب 20% على صعيد البلاد، لديه منصة حزبية معادية علناً للإسلام. وأوصت اللجنة الحكومة بتأليف فريق عمل لمعالجة التحيز ضد المسلمين، وإقامة مركز لمراجعة الشكاوى.

بينما شددت على وجوب تقديم تدريبات في مراكز الرعاية النهارية والمدارس ومراكز الشرطة والمكاتب الحكومية ووسائل الإعلام وشركات الترفيه لمكافحة الصورة السلبية عن المسلمين في ألمانيا، في حين ينبغي إصلاح الكتب المدرسية والخطط التعليمية.

أشارت أيضاً إلى أن الإحصاءات الجنائية بدأت تعطي صورة أكثر دقة للهجمات المناهضة للمسلمين، لكنها أقرت بأن كثيراً منها لا يتم الإبلاغ عنه.

المسلمون في ألمانيا

أذ و تتراوح التقديرات حول أعداد المسلمين في ألمانيا بين 3.8 و 4.5 مليون نسمة. ويشكل المسلمون الأتراك غالبية المسلمين بينهم إذا تقدر نسبتهم بأكثر من النصف أو نحو 2.5 مليون نسمة.

المسلمون في ألمانيا
المسلمون في ألمانيا

استقرت غالبية المسلمين في ألمانيا في ستينات القرن الماضي عبر استقدام عمال أتراك ومغاربة. كما قدم الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين إلى ألمانيا إبان الحرب الأهلية واستقروا كغيرهم من المسلمين المهاجرين في المدن الرئيسية مثل برلين وهامبورغ وكولونيا وفرانكفورت. ومؤخرا لجأ أكثر من نصف مليون سوري إلى ألمانيا واستقروا في مختلف ولاياتها.

دراسة: ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في ألمانيا

كشفت دراسة للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا عن ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية. وقال المكتب إن مدى تأثير الدين على الاندماج غالباً ما يكون مبالغاً فيه، مشيرا إلى عوامل أخرى مؤثرة.

أظهرت دراسة حديثة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجين في ألمانيا أن عدد المسلمين في ألمانيا زاد على نحو ملحوظ في السنوات الأخيرة.

حسب الدراسة، التي أعلن عنها المكتب في نورنبيرغ مع وزارة الداخلية الألمانية في وقتاَ سابق اذ يعيش ما بين5.3 و 5.6 مليون مسلم حالياً في ألمانيا، وهو ما يعادل 6.4 % حتى 6.7 % من إجمالي السكان. ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت عام 2015، زاد عدد أتباع الديانة الإسلامية بنحو 900 ألف شخص.

دراسة: ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في ألمانيا
دراسة: ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في ألمانيا

وقال رئيس المكتب، هانز-إيكهارد زومر: “في إطار الهجرة من الدول الإسلامية في الشرقين الأدنى والأوسط، أصبحت المجموعات السكانية من المسلمين أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة”.

وأضاف: “وتظهر التحليلات أيضاً أن مدى تأثير الدين على الاندماج غالباً ما يكون مبالغاً فيه”، موضحاً أن جوانب أخرى مثل مدة الإقامة أو أسباب الهجرة أو الوضع الاجتماعي تؤثر في عملية الاندماج إلى حد أكبر بكثير من الانتماء الديني.

وأجرى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا هذه الدراسة الضخمة التي حملت عنونان “حياة المسلمين في ألمانيا 2020” بتكليف من مؤتمر الإسلام في ألمانيا.

العنصرية في ألمانيا.. أشكالها وأسبابها وكيف يمكن مكافحتها؟

نسبة قليلة ممن شملهم استطلاع رأي قالوا إن ألمانيا لا توجد فيها عنصرية. لكن الآراء تختلف حول تعريف وأسباب هذه العنصرية وما المقصود بها. “رصد حالات التمييز” تناولته دراسة فريدة، خرجت بنتائج غير متوقعة لفريق البحث.

العنصرية في ألمانيا.. أشكالها وأسبابها وكيف يمكن مكافحتها؟
العنصرية في ألمانيا.. أشكالها وأسبابها وكيف يمكن مكافحتها؟

نسبة قليلة ممن شملهم استطلاع رأي قالوا إن ألمانيا لا توجد فيها عنصرية. لكن الآراء تختلف حول تعريف وأسباب هذه العنصرية وما المقصود بها. “رصد حالات التمييز” تناولته دراسة فريدة، خرجت بنتائج غير متوقعة لفريق البحث.

هل سبق أن كنت ضحية لموقف عنصري؟ حوالي 22 بالمائة من الذين يعيشون في ألمانيا، أجابوا على هذا السؤال بـ ” نعم”.  يمكن معرفة ما يعنيه هذا الأمر للمتضررين من العنصرية بشكل أعمق عبر الدراسة التي أجراها المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM) والتي تركزت حول رصد حالات التمييز والعنصرية داخل المجتمع الألماني.

وتركزت الدراسة على ست مجموعات داخل المجتمع الألماني: اليهود والمسلمين والآسيويين والأوروبيين الشرقيين والسنتي والروما وكذلك على أصحاب الشرة السوداء. وبالتالي فإن معايشة التمييز لهؤلاء يمكن التعرف عليها من خلال لون البشرة والشعر، وأيضا  من خلال المكونات الثقافية مثل ارتداء الحجاب أو الملابس المختلفة، أو حمل اسم أجنبي.

نحن نعيش في مجتمع عنصري”

قبل مناقشة التفاصيل خلال عرض الدراسة في برلين، أشارت مديرة المعهد نايكا فوروتان إلى أهمية البحث في هذا الموضوع. فالمعرفة التجريبية حول مدى العنصرية في المجتمع الألماني “قليلة نسبيا” وأضافت لـ DW بأنه “لا يوجد أي كرسي تعليمي/ مركز دراسات داخل الجامعات الألمانية لأبحاث العنصرية”.

وبالتالي فإن الدراسة التي احتوت على مقابلات مع حوالي 5 آلاف شخص يعيشون في ألمانيا بينت نتائج غير متوقعة أبدا لنايكا فوروتان وفريقها. وتوضح: “لقد فوجئنا حقا بأن هناك 90 بالمائة من المستطلعة أراؤهم يؤكدون وجود عنصرية في ألمانيا”. كما فوجئ فريق البحث بعبارات متكررة في الاستطلاع تقول “نحن نعيش في مجتمع عنصري”. وهذا يشير إلى تصور للعنصرية المؤسسية والهيكلية الموجودة داخل المجتمع، بحسب الباحثة الألمانية.

لون البشرة والشعر والحجاب والاسم

وتركزت الدراسة على ست مجموعات داخل المجتمع الألماني: اليهود والمسلمين والآسيويين والأوروبيين الشرقيين والسنتي والروما وكذلك على أصحاب الشرة السوداء. وبالتالي فإن معايشة التمييز لهؤلاء يمكن التعرف عليها من خلال لون البشرة والشعر، وأيضا من خلال المكونات الثقافية مثل

ارتداء الحجاب أو الملابس المختلفة، أو حمل اسم أجنبي.

وفي الوقت نفسه، هناك ظواهر يسميها فريق الدراسة “تدرجات مرحلية” على سبيل المثال التمييز في سوق العمل أو السكن: “إذا كان الأمر يتعلق باليهود أو السود، يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر استعدادا لملاحظته ووصفه بالعنصرية مقارنة بما لو حدث ذات التصرف مع السنتي والروما أو المسلمين”. الوضع مشابه بالنسبة للمتضررين أنفسهم: “إنهم لا يتصرفون بشكل أقل عنصرية مع الآخرين”، كما تقول نايكا فوروتان.

العنصرية ليست مسألة تعليم ومنشأ

نتائج عامة أخرى بينتها الدراسة، وهو أن ممارسة سلوك تمييزي ضد الآخرين غير مرتبطة بمستوى التأهيل والتعليم. ويمكن كذلك أن يمارس ضحايا العنصرية سلوكا عنصريا مع غيرهم. وتوضح الباحثة “غالبا ما تكون هذه مسألة تسلسل هرمي، كما أنه توجد نتائج متشابهة مع بيانات الدراسات الجنسانية ( والتي تشمل الهوية والتوجه الجنسي والفروقات الجندرية)، فالعنصرية والتمييز على أساس الجنس موجودة بنفس الوتيرة”، بحسب الباحثة نايكا فوروتان.

وخلال عرض الدراسة، ذكّرت وزيرة الأسرة ليزا باوس بالهجمات الإرهابية على الكنيس اليهودي في هاله (ساكسونيا أنهالت) عام 2019 ومقهى للشيشة في هاناو عام 2020. الهجمات التي أسفرت وقتها عن العديد من الوفيات التي أثارت أسئلة استقصائية للسياسية من حزب الخضر: “لماذا تستمر العنصرية  داخل المجتمع؟ وكيف يمكن الكشف عن العنصريةبشكل موثوق؟”

الإسلام في ألمانيا

بسبب هجرة العمالة في الستينات ووفود العديد من اللاجئيين السياسيين منذ السبعينات أصبح الإسلام دينًا واضحًا في ألمانيا، ووفقاً للتعداد الوطني الذي أجري في عام 2011م فإن 1.9% من سكان ألمانيا (أي ما يقارب 1.5 مليون شخصًا) أعلنوا أنفسهم كمسلمين، وبالرغم من ذلك فإن هذا الرقم لا يعطي العدد الحقيقي لعدد المسلمين هناك حيث أن العديد ممن تم سؤالهم عن ديانتهم استخدموا حقهم في عدم الإجابة عن السؤال. ووفقاً لتقدير أجري في عام 2015، تبين وجود 4.4-4.7 مليون مسلم في ألمانيا (أي ما يقارب 5.4%-5.7 من السكان)، وبحسب المكتب الإحصائي الألماني فإن 9.1% من المواليد الجدد في ألمانيا لديهم آباء مسلمون في عام 2005. ووفقا لمركز بيو، فقد بلغ عدد المسلمين في ألمانيا نحو 5 ملايين سنة 2016 (6,1% من السكان)، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بحلول 2050 إلى 8.7% على الأقل (في حالة افتراض عدم حدوث أي هجرة لألمانيا)، ويعود ذلك في المقام الأول لأن المسلمين في ألمانيا أصغر بكثير من غير المسلمين – مع معدل أعمار يصل إلى 31 عام بالمقارنة مع الألمان (47 عام) في عام 2016، ولأن النساء المسلمات لديهن عدد أكبر من الأطفال (1.9 في المتوسط) بالمقارنة مع غير المسلمين في ألمانيا (1.4).

وأشارت الدراسة ذاتها إلى أن 45% من أفراد الأقلية المسلمة بالبلاد يحملون الجنسية الألمانية (حوالي 1.9 مليون نسمة) في حين يحتفظ 55% منهم بجنسيات بلدانهم الأصلية. الدراسة تقول أيضاً أن 98% من المسلمين يعيشون في الولايات الغربية وبرلين، في حين يعيش 2% فقط في الولايات الشرقية. وأشارت إلى أن القسم الأكبر من المسلمين يتركزون في ولاية شمال الراين التي تستحوذ على أكثر من ثلثهم.

وتشير أرقام حكومية سابقة صادرة عام 2007 إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا نحو 3.4 مليون مسلم من أصل العدد الإجمالي لسكان ألمانيا والبالغ نحو 82 مليون نسمة (أي نحو 4.1% من السكان). وبذلك يعتبر المسلمون في ألمانيا أكبر الأقليات الدينية بعد المسيحيين (حيث أن البروتستانت والكاثوليك هم الأكثرية). أكثر من نصف مسلمي ألمانيا هم من المواطنين الأتراك، حيث يوجد في ألمانيا نحو 1.8 مليون شخص ينحدرون من تركيا. كما توضح بيانات الأجانب أن الجماعات الأخرى الكبرى من المسلمين هم من البوسنة (نحو 160 ألفًا) والمغاربة (نحو 70 ألفًا) ومن إيران (نحو 60 ألفًا) ومن أفغانستان (نحو 55 ألفًا). وبشكل عام فإن 90% من مسلمي ألمانيا ينحدرون من أصول غير عربية.

ويوجد تباين واضح في تقديرات أعداد الألمان (المواطنين) المسلمين. فبعض الأرقام تعطي تقديرات في حدود المليون مسلم يحملون الجنسية الألمانية. وعلى أي حال فإن معظم هؤلاء المواطنين هم مواطنون بالتجنيس وليسوا منحدرين من أصول ألمانية. وتشهد ألمانيا في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظ في الإقبال على اعتناق الإسلام من قبل المواطنين الألمان، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد المسلمين الجدد من أصول ألمانية هو في حدود 100 ألف (أو 215 ألف وفقا لحليم إدريس)، ووفقاً لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت بلغ عدد المتحولين الألمان إلى الإسلام نحو 5000 شخص في الفترة بين يوليو 2004 ويونيو 2005 فقط.

ويتركز المسلمون في المدن الصناعية الكبرى الواقعة في ما كان يعرف بألمانيا الغربية وفي مدينة برلين والتي يوجد بها وحدها نحو 220 ألف مسلم. ومع ذلك فإن في ألمانيا (وكذلك الأجزاء الألمانية من سويسرا والنمسا) وعلى خلاف معظم الدول الأوروبية الأخرى يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين في المناطق الريفية من البلاد.

وقد برزت المخاوف من انتشار التطرف في أوساط المسلمين في ألمانيا خاصةً بعد أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة وبعد تعرض مدريد ولندن لضربات تنظيم القاعدة، خاصةً بعد الأخذ بعين الاعتبار أن منفذي أحداث سبتمبر قد جاؤوا من ألمانيا فيما يعرف بخلية هامبورغ.

وقد استقر المسلمون في ألمانيا بأعداد كبيرة على وجه الخصوص في ستينات القرن العشرين عندما استعانت ألمانيا بالعمالة التركية للمساهمة في إعادة بناء ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما قدم الكثير من المسلمين إلى ألمانيا في السبعينات على شكل موجات من اللاجئين السياسيين. ومع ذلك فإن بداية احتكاك ألمانيا بالإسلام والمسلمين يعود إلى قرون سابقة.

معظم مسلمي ألمانيا هم من السنة حيث يقدرون بنحو 2.5 مليون شخص. كما يوجد نحو 500 ألف من أبناء الطائفة العلوية معظمهم من تركيا – بعض المسلمين لا يعتبرون العلويين من المسلمين -، وهناك نحو 200 ألف من الشيعة في ألمانيا معظمهم من لبنان.

وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود 2500 مصلى في ألمانيا الكثير منها هي عبارة عن مجرد غرفة لأداء الصلاة. ويوجد في ألمانيا فعليًا 147 مسجد حاليًا.

بمناسبة عيدالاضحى : تعرف على أماكن بيع حلاوة نهر خوز بالعراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد