يعتبر الشاي بأنواعه من المشروبات المفضلة لدى الجميع، فإلى جانب طعمه اللذيذ، فالشاي أيضاً من المشروبات الطبيعية الغنية بالمكونات المغذية ومضادات الأكسدة المفيدة لصحة الجسم، والمركبات التي قد تساعد في تقليل الالتهابات، كما تقي الجسم من الأمراض المزمنة، وتساعد على إصلاح خلاياه، إليك أبرز فوائد الشاي الصحية على صحة الجسم.
الشاي غني بمضادات الأكسدة التي تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد والبروستاتا والرئة والثدي، كما يساعد الشاي الأخضر على إصلاح عيوب البشرة، وإضفاء النضارة عليها وترطيبها، لاحتوائه على مضادات الأكسدة وفيتامين E، ويساعد أيضاً على تعزيز صحة القلب، فالشاي الأسود غني بمضادات الأكسدة التي تفيد صحة القلب وتقيه من الأمراض، كما يقلل تناوله بانتظام من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
من أجل حرق الدهون وفقدان الوزن هناك مثلاً أنواع معينة من الشاي كما يلي:
شاي الزنجبيل
يُعرف صنع الشاي بالزنجبيل بأنه أحد أصح أنواع الشاي التي يمكن شربها.
تقول اختصاصية التغذية تريستا بيست إن “الزنجبيل فريد من نوعه لفقدان الوزن لأنه يحتوي على مضادات للأكسدة تساعد تقليل تلف الجذور الحرة في الجسم. وبالتالي تقليل الضرر الذي يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يسبب تفاقم السمنة نتيجة لانخفاض التمثيل الغذائي والطاقة”.
شاي أسود
إن الشاي الأسود هو مشروب كلاسيكي في العديد من الثقافات المختلفة، لا يحتوي فقط على مستويات مفيدة من الكافيين، ولكنه يعج أيضًا بالعناصر الغذائية المفيدة لتعزيز عملية التمثيل الغذائي.
تقول اختصاصية التغذية ناتالي كوموفا إن الشاي الأسود يكون “عادة مليئا بالفلافونات، التي أظهرت قدرة على تسريع عملية التمثيل الغذائي ودعم فقدان الوزن من خلال دعم حرق السعرات الحرارية الزائدة أو حرق الدهون في الجسم.
يمكن أن يحسن الكافيين الموجود في الشاي الأسود عملية التمثيل الغذائي، خاصة عند تناوله في الصباح، ويمكن أن يساعد أيضًا في تنظيم مؤشر كتلة الجسم الإجمالي”.
شاي أخضر
يعزز الشاي الأخضر عملية التمثيل الغذائي وهو أحد أكثر الخيارات شيوعًا بين محبي احتساء الشاي.
تقول فاندانا شيث، خبيرة التغذية، إن أهمية الشاي الأخضر تكمن في أنه “غني بمضادات الأكسدة ويرتبط بشكل إيجابي بفقدان الدهون وإنقاص الوزن.
إنه محمل بمضادات الأكسدة، التي ثبت أنها تساعد في زيادة حرق الدهون، خاصة أثناء ممارسة الرياضة”.
الشاي الصيني
يعتبر شاي أولونغ دائمًا بديلًا رائعًا للشاي الأسود أو الأخضر ويحتوي أيضًا على مضادات الأكسدة المفيدة في المساعدة في إنقاص الوزن.
توضح شيث أن “الشاي الصيني الأسود ارتبط بتعزيز فقدان الوزن من خلال تحسين طريقة التمثيل الغذائي للدهون في الجسم.
وتوصلت دراسة، أُجريت في عام 2009، إلى أن أكثر من 64-66٪ من المشاركين يعانون من السمنة والوزن الزائد في دراسة استمرت ستة أسابيع أثناء شرب 8 غرامات من شاي أولونغ يوميًا فقدوا المزيد الوزن بالمقارنة مع من لم يحتسونه”.
شاي المريمية
إذا كان الشخص يرغب في تحسين التمثيل الغذائي واحتساء الشاي دون تناول الكافيين، فإن شاي المريمية يمكن أن يكون أحد أفضل الترشيحات.
تقول شيث: “إن شاي الرويبوس، أو المريمية، هو شاي عشبي من جنوب إفريقيا يحتوي على الأسبالاثين. يساعد مركب الاسبالاثين في زيادة التمثيل الغذائي للسكر والدهون. ولكن يحتاج الأمر مزيد من الدراسات والأبحاث للتأكد من دقة النتائج”.
يحتوي الشاي الأخضر على مكونات مضادة للأكسدة تساعد في حماية البشرة من التلف. كما يساعد في تقليص مسامات الوجه الواسعة، وبالتالي يعالج مشكلة الإفرازات الدهنية الزائدة التي تؤدي إلى ظهور الرؤوس السوداء وانتشار حب الشباب. كذلك يلعب الشاي الأخضر دور المقشر للبشرة، يساعدها في التخلّص من الشوائب والخلايا الميتة.
أليكم بعض وصفات الشاي الأخضر التي تساعدكِ في الحصول على بشرة صحية ومشرقة:
– الشاي الأخضر وعصير الليمون
يساعد الشاي الأخضر في تقليص مسامات الوجه الواسعة ويعمل عصير الليمون بدوره على تطهير المسامات وإنعاشها. في وعاء نظيف ضعي كمية من أوراق الشاي الأخضر، ما يعادل نصف كوب، وأضيفي إليها كمية مماثلة من عصير الليمون. اخلطي المكونين للحصول على مزيج واحد متجانس، تستخدمينه على وجهك لمدة ربع ساعة قبل غسله جيداً بالماء الفاتر والصابون البلدي.
يمكنك اعتماد هذه الوصفة مرة كل 10 أيام.
تساعد هذه الوصفة في تنظيف البشرة من الأعماق وتنشيط الدورة الدموية فيها، يمكنك اعتمادها مرة كل عشرة أيام.
– الشاي الأخضر والعسل وزيت الزيتون
يحتوي الشاي الأخضر على مضادات للأكسدة، ويحتوي العسل بدوره على تركيبة مضادة للالتهابات، أما زيت الزيتون فهو غني بالفيتامين E المغذي للبشرة.
في وعاء نظيف، ضعي ملعقتين من العسل الطبيعي وأضيفي إليهما نصف كوب من زيت الزيتون ونصف كوب من الشاي الأخضر المغلي. اخلطي المكوّنات جيداً حتى تحصلي على مزيج متجانس تستخدمينه كقناع على وجهك لمدة ربع ساعة قبل غسله بالماء الفاتر والصابون البلدي.
تساعد هذه الوصفة في تنقية البشرة وترطيبها ويمكنك اعتمادها مرة في الأسبوع.
– الشاي الأخضر وزبدة الشيا
فوائد زبدة الشيا على البشرة كثيرة وأبرزها قدرتها على ترطيبها من الأعماق ومنحها ملمساً حريرياً ناعماً.
في وعاء نظيف ضعي نصف فنجان من زبدة الشيا الذائبة وأضيفي إليها ربع فنجان من زيت جوز الهند وكمية مماثلة من زيت الزيتون واخلطي المكوّنات حتى تصبح مزيجاً متجانساً. أضيفي إلى المزيج نصف كوب من الشاي الأخضر المغلي وحركّي المكوّنات جيداً حتى تحصلي على عجينة متماسكة تضعينها قناعاً على وجهك لمدة ربع ساعة قبل غسله جيداً بالماء الفاتر والصابون البلدي.
تساعد هذه الوصفة في ترطيب البشرة من الأعماق ويمكنك اعتمادها مرتين في الأسبوع
فوائد غير متوقعة عندما تتناول الشاي يوميا.. لكن متى يكون خطرا؟
يأتي ومن بين جميع المشروبات، يحتل الشاي مكانة خاصة عند المصريين، أصبح مرتبطًا بـ”مزاج” الناس في مختلف المحافظات، ولا يكاد يخلو منزل منه، وصار ضيفًا دائمًا على معدة الكثيرين يوميًا، حتى أن الفنان حمادة هلال غنى له “تشرب إيه؟.. أشرب شاي”، لكن هل فكّرت يومًا فيما يحدث للجسم عند تناوله يوميًا؟
بداية، هناك بعض المزايا للشاي الأسود على القهوة؛ فهو يحتوي على كمية أقل من الكافيين، ومفيد للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الكافيين، وفق ما ذكر موقع “thelist”.
إذن ما هي الفوائد الصحية الأخرى؟ وهل هناك أي آثار سلبية محتملة يمكن أن يكون لشرب الشاي الأسود كل يوم على صحتك؟
– محاربة رائحة الفم الكريهة
إذا كنت تشرب الشاي كل يوم، يمكنك محاربة رائحة الفم الكريهة، ووفقًا للدكتور مايك جولبا، استشاري طب الأسنان الأمريكي فإن “مادة البوليفينول الموجودة في الشاي تقتل البكتيريا بشكل عام بالفم”، لكن ضع في اعتبارك أنك إذا قمت بإضافة منتجات الألبان إليه، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير المعادلة قليلًا.
– يساعد على فقدان الوزن
قد يساعدك شرب بضعة أكواب من الشاي يوميًا على التخلص من الوزن غير المرغوب فيه، حيث ثبت أنه يقلل بشكل مؤقت من الشهية التي يمكن أن تكون مفيدة لجهود إنقاص الوزن.
– يحارب بكتيريا الفم
إذا كنت عرضة لتقرح الحلق، فإن كوبًا يوميًا أو اثنين من الشاي يمكن أن يساعد في درئها، لأن نفس مادة البوليفينول التي تحارب رائحة الفم الكريهة تحارب البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب الحلق.
وتقول الدكتورة ديانا ميكي باحثة مضادات الأكسدة في جامعة تافتس الأمريكي: “الشاي المصنوع من الكاميليا سينينسيس، أي الأسود والأخضر والأولونج، له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات قد تساعد في تخفيف الأعراض”.
– يقوي مينا الأسنان
يعد الشاي مصدرًا طبيعيًا للفلورايد، كما أن أحماض التانيك الموجودة في الشاي تساعد بشكل طبيعي على تقوية مينا الأسنان وتعد دفاعا طبيعيا ضد التسوس.
هذا لا يعني أنه يجب عليك بأي حال من الأحوال الاعتماد فقط على شرب الشاي للحفاظ على صحة فمك، إن شرب الشاي هو ببساطة ميزة إضافية على نظامك اليومي، والتي يجب أن تشمل تنظيف أسنانك مرتين يوميًا، وتجنب السكريات، وإجراء فحوصات منتظمة.
– يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
يقول الدكتور هيلاري سيسري، اختصاصي التغذية الأمريكي، إن الشاي هو مصدر جيد لمجموعة من المواد الكيميائية النباتية تسمى الفلافونويد، وتشير الأبحاث إلى أن الفلافونويد قد يساعد في تقليل الالتهاب، وقد يقلل من الكوليسترول الضار LDL وأيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب.
هذا ليس كل شيء أيضًا، حيث تبين أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأسود يقلل من ضغط الدم بشكل طفيف.
– يُحسن التركيز
ربما سمعت أن مدى انتباه الإنسان قد انخفض إلى ثماني ثوانٍ، أي أقصر بثانية واحدة من السمكة. لحسن الحظ، إذا كنت تشرب الشاي كل يوم، يمكنك المساعدة في ذلك، كما لاحظت الدكتورة أوما نايدو، مديرة الطب النفسي الغذائي ونمط الحياة في مستشفى ماساتشوستس العام، إذ تقول: “الثيانين هو حمض أميني فريد من نوعه فعليًا في الشاي، قد يحسن الانتباه عن طريق إرخاء الدماغ”.
– يساعد في عملية الهضم
هل تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي أو الغاز غير المرغوب فيه؟ اتضح أن احتساء الشاي كل يوم قد يساعدك في السيطرة على بعض هذه المشكلات، إذ إن التانينات الموجودة في الشاي قد تهدئ السبيل المعوي الذي يمكن أن يقلل من اضطراب المعدة والإسهال.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد في الحفاظ على توازن بكتيري صحي، حيث تعزز مادة البوليفينول الغذائية في الشاي نمو البكتيريا الجيدة، وتمنع انتشار البكتيريا السيئة مثل السالمونيلا والبكتيريا الحلزونية.
– قد يكون مفيدًا لدماغك
يقول فنغ لي، الأستاذ في كلية الطب في سنغافورة: “نتائجنا تقدم أول دليل على المساهمة الإيجابية لشرب الشاي في بنية الدماغ، وتشير إلى أن شرب الشاي بانتظام له تأثير وقائي ضد الانخفاض المرتبط بالعمر في تنظيم الدماغ”.
وتابع: “لقد أظهرنا في دراساتنا أن شاربي الشاي يتمتعون بوظيفة معرفية أفضل مقارنة بغيرهم”.
– قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان
يمكنك إضافة قرارك بشرب الشاي كل يوم إلى قائمة التدابير الوقائية ضد السرطان، وفقًا لهيلاري سيسر اختصاصي التغذية، مؤكدا أن مادة البوليفينول لها خصائص مضادة للأكسدة تساعد على منع تكوين أنواع معينة من الخلايا السرطانية.
بالطبع، لا يجب الاعتماد على شرب الشاي الأسود وحده لحمايتك من المرض، أو اعتباره شكلاً من أشكال الأدوية.
– قد يخفض خطر السكتة الدماغية
إذا كنت تشرب أربعة أكواب أو أكثر من الشاي كل يوم، فإن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ينخفض بنسبة 32 في المائة.
– رفع مستويات مضادات الأكسدة لديك
مضادات الأكسدة هي جزء مهم من نظامك الغذائي، حيث توفر لك مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة في إزالة الخلايا التي تضررت من المرض.
وعندما يتعلق الأمر بالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، يمكنك وضع الشاي في أعلى القائمة، كونه غني بالبوليفينول، بما في ذلك ثي فلافين، ثيروبيجينز، ومضادات الأكسدة، كما أنها تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار وسكر الدم.
مخاطر شرب الشاي يوميا لدى البعض:
وعلى الرغم من جميع الفوائد الصحية المفيدة المذكورة، فهناك بعض المخاطر المرتبطة باستهلاك الشاي، حيث تعوق الكاتيكين الموجودة في الشاي قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الأطعمة، كما لاحظ الدكتور أنتوني كوري، جراح العظام، وأوضح أنه “على الرغم من أن معظم الأشخاص الأصحاء لا يتأثروا بهذا، فإن أولئك الذين يعانون من نقص الحديد أو فقر الدم يجب أن يمتنعوا عن تناول كميات كبيرة من الشاي الأخضر [الغني بالكاتيكين]”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شرب الكثير من الشاي الأسود كل يوم قد يزيد من خطر النزيف، إذ يقول جراح التجميل ميشيل لي، “إنه يجعلك أكثر عرضة للكدمات. أطلب من جميع مرضاي التوقف عن شرب الشاي قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الجراحة”.
أخيرًا، قد يكون للشاي ردود فعل سلبية مع بعض أدوية ضغط الدم والقلب، لذا استشر طبيبك إذا كان الشرب آمنًا لك.
ما مقدار الشاي الذي يجب أن تشربه كل يوم؟
تحتاج أيضًا إلى توخي الحذر بشأن مقدار الشاي الذي تشربه يوميًا، لأنه في الحالات القصوى يمكن أن يسبب الفشل الكلوي.
ويمكن أن يكون لفنجان أو ثلاثة أكواب من الشاي يوميًا فوائد عديدة، ولا يجب أن تزيد الكمية عن ذلك، ولكن، بالطبع، الشاي يحتوي على الكافيين وهو واحد من العديد من المشروبات التي يجب على النساء الحوامل تجنب تناوله.
حقائق مثيرة عن المشروب الأشهر عالميًا
في 24 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للشاي، كمناسبة دولية تحتفي بالمشروب الأشهر عالميا ولتنفيذ الأنشطة الداعمة لإنتاج الشاي واستهلاكه على نحو مستدام، بدأ الاحتفال به قبل عدة سنوات.
اليوم العالمي للشاي
ورغم أن قرار تخصيص يوم عالمي للشاي مناسبة حديثة أقرت في 2019 بقرار بالأمم المتحدة، إلا أن الاحتفال بهذا المشروب يعود لسنوات قبل ذلك بكثير، حيث كانت الدول المنتجة للشاي تحتفل بهذا المنتج في يوم مخصص لها في 15 ديسمبر من كل عام، وذلك منذ عام 2005،
فتحتفل كل من بنجلاديش، وسريلانكا، ونيبال، وفيتنام، وإندونيسيا، وكينيا، وملاوي، وماليزيا، وأوغندا، والهند، وتنزانيا، بهذا اليوم لجذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على على العمال والمزارعين وكذلك تقديم الدعم لسعره.
وازداد الاهتمام العالمي بالشاي لما تمثله زراعته من مصدر لكسب العيش للملايين من الأسر، فيلعب محصول الشاي دورا كبيرا في الحدّ من الفقر ومحاربة الجوع وحماية الموارد الطبيعية.
هذا بجانب فوائده العديدة للصحة فهو يحتوي على المواد منها مادة البوليفينول المضادة للالتهابات والأكسدة والتي تساعد أيضا في فقدان الوزن، كما يحتوي الشاي على مركبات الفلافونويد وهي مفيدة لصحة القلب، وتساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد الشاي في تحسين التركيز بسبب احتوائه على الكافيين.
اليوم العالمي للشاي
ورغم أن قرار تخصيص يوم عالمي للشاي مناسبة حديثة أقرت في 2019 بقرار بالأمم المتحدة، إلا أن الاحتفال بهذا المشروب يعود لسنوات قبل ذلك بكثير، حيث كانت الدول المنتجة للشاي تحتفل بهذا المنتج في يوم مخصص لها في 15 ديسمبر من كل عام، وذلك منذ عام 2005،
فتحتفل كل من بنجلاديش، وسريلانكا، ونيبال، وفيتنام، وإندونيسيا، وكينيا، وملاوي، وماليزيا، وأوغندا، والهند، وتنزانيا، بهذا اليوم لجذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على على العمال والمزارعين وكذلك تقديم الدعم لسعره.
وازداد الاهتمام العالمي بالشاي لما تمثله زراعته من مصدر لكسب العيش للملايين من الأسر، فيلعب محصول الشاي دورا كبيرا في الحدّ من الفقر ومحاربة الجوع وحماية الموارد الطبيعية.
هذا بجانب فوائده العديدة للصحة فهو يحتوي على المواد منها مادة البوليفينول المضادة للالتهابات والأكسدة والتي تساعد أيضا في فقدان الوزن، كما يحتوي الشاي على مركبات الفلافونويد وهي مفيدة لصحة القلب، وتساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد الشاي في تحسين التركيز بسبب احتوائه على الكافيين.
حقائق عن الشاي
وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، مجموعة من الحقائق المثيرة عن الشاي، ووفقا لتقديات المنظمة سجل إجمالي واردات الشاي 1.9 مليون عام 2021، فيما وصل الإنتاج العالمي من الشاي في عام 2021 إلى 6.5 مليون طن.
وتصل قيمة إنتاج الشاي على المستوى العالمي إلى نحو 18.0 مليار دولار أمريكي سنويا، ورغم أن ثلاثة أرباع كمية الشاي المنتج تُستهلك محليًا، إلا أنه يبقى سلعة متداولة تجاريًا على نطاق واسع؛ ويقدر إجمالي قيمة تجارة الشاي بنحو 9.8 مليار دولار أمريكي سنويًا.
وازداد استهلاك الفرد للشاي حول العالم بنسبة 2.2% في العام إبان العقد المنصرم.
وهناك أربعة بلدان رئيسة منتجة للشاي وهي (الصين والهند وكينيا وسريلانكا)، وهذه الدول تضم نحو تسعة ملايين مزارع شاي من أصحاب الحيازات الصغيرة وفقًا للتقديرات.
توفر زراعة الشاي فرص التوظيف والدخل للملايين من الزرّاع أصحاب الحيازات الصغيرة، ويقدر أن أصحاب الحيازات الصغيرة مسؤولون عن 60% من إنتاج الشاي حول العالم.
وتشير تقديرات منظمة «فاو»، إلى أنه ن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الشاي الأسود سنويًا بنسبة 2.2% خلال العقد الحالي ليصل إلى 4.4 مليون طن في عام 2027، مما يعكس زيادة كبيرة في الإنتاج في الصين وكينيا وسريلانكا، وأن تصل الصين إلى مستويات الإنتاج في كينيا، أكبر مصدر للشاي الأسود في العالم.
كما تشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أيضًا أن يشهد الانتاج العالمي من الشاي الأخضر ارتفاعاً أسرع يبلغ 7.5% ليصل إلى 3.6 مليون طن في 2027، مدفوعاً بصورة رئيسية بمستويات الانتاج في الصين، التي من المتوقع أن تتضاعف وترتفع من 1.5 مليون طن سنوياً في 2015-2017 إلى 3.3 مليون طن في 2027.
بطريقة ولا أغرب اكتشف إمبراطور الشاي.. ورقة حطت صدفة بكوبه
يصنف الشاي كواحد من أكثر المشروبات شعبية في العالم، وحسب التصنيف العالمي، يحتل الأتراك المركز الأول عالميا من حيث استهلاك الشاي، يليهم كل من البريطانيين والأيرلنديين.
وقد سجّل استهلاك الشاي انتشارا واسعا في تركيا بفضل مصطفى كمال أتاتورك الذي أنهى وجود الدولة العثمانية معلنا يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1923 عن نشأة جمهورية تركيا. فخلال سياسة اجتثاث كل ما هو عثماني، شجّع أتاتورك على تعويض القهوة التي نهبها العثمانيون من مستعمرتهم السابقة باليمن، بالشاي لإنقاذ المقاهي من الإفلاس.
الأسطورة الصينية
إلى ذلك، يعود تاريخ ظهور الشاي لبلاد الصين، فعلى حسب الأسطورة، تواجد الإمبراطور الأسطوري الصيني شين نونغ (Shen Nung)، الذي يصنف حسب الأساطير كأول إمبراطور يان (Yan) ويلقب بالإله المزارع، عام 2737 قبل الميلاد تحت إحدى الشجرات واستعد لشرب الماء المغلي.
وبتلك الفترة، اعتاد الصينيون على شرب الماء المغلي حسب مرسوم إمبراطوري دعاهم لفعل ذلك. وبمحض الصدفة، وقعت بضع ورقات من الشجرة التي تواجد شين نونغ تحتها بكوب الماء المغلي. وبدلا من سكب المشروب بسبب تغير لونه، فضّل شين نونغ شربه ليتفاجأ بمذاقه الطيب. وبناء على هذه الأسطورة، رجّح المؤرخون أن الورقات التي وقعت بكوب شين نونغ لم تكن سوى ورقات الكاميلا الصينينة (Camellia sinensis) التي تستخدم اليوم في إنتاج مشروب الشاي الشعبي الصيني.
ومن جهة ثانية، وصفت بعض الأساطير الأخرى الإمبراطور شين نونغ بعالم نباتات حيث اعتاد الأخير مضغ أوراق وسيقان النباتات للتثبت من خاصياتها ومدى سموميتها. وقد اتجه شين نونغ للاعتماد على مشروب الشاي كمضاد للسموم عند شعوره بمغص والتهابات بالمعدة.
انتشار الشاي بأوروبا
وأمام كل هذه الأساطير، يؤكد المؤرخون شرب الصينيين للشاي أثناء فترة سلالة هان ما بين عامي 202 قبل الميلاد و220 بعد الميلاد، حيث تم العثور على حاويات مخصصة لإعداد وحفظ الشاي ضمن الأثاث الجنائزي بعدد من القبور الإمبراطورية التي تعود لتلك الفترة. وقد انتظر الصينيون فترة سلالة تانغ (Tang) الحاكمة ما بين عامي 618 و907 ميلادي للتمتع بتعميم وتوسع إنتاج واستخدام الشاي الذي اعتمد حينها كمشروب وطني مميز للصين.
وفي الأثناء، انتظر الأوروبيون أواخر القرن السادس عشر للحصول على الشاي. ففي البداية، سجّل هذا المشروب ظهوره لدى التجار والمبشّرين البرتغاليين الذين سافروا نحو أقصى الشرق. وعلى الرغم من جلبهم لكميات ضئيلة منه نحو وطنهم، لم يسجل الشاي انتشارا كبيرا بالبرتغال.
ويعود الفضل بالأساس للهولنديين في ظهور الشاي بأوروبا حيث لعب التجار الهولنديون عام 1606 دورا بارزا في استيراد ونقل أولى الكميات الهامة من الشاي نحو أوروبا عبر جزيرة جاوة. وعلى إثر ذلك، كسب الشاي شعبية كبيرة بهولندا وتحول لمشروب محبوب قبل أن ينتشر استهلاكه ببقية أرجاء أوروبا الغربية.
وببريطانيا، تحول الشاي لواحد من أهم المشروبات بداية من النصف الثاني من القرن السابع عشر. ففي البداية، مارست الجمارك البريطانية رقابة صارمة على البضائع والسلع القادمة من بلاد الهند. ومع ظهور وانتشار المقاهي بالبلاد، باشرت بعض هذه المحلات في بيع الشاي للزبائن الذين أحبوه ولقبوه في البداية بالمشروب الصيني.
من جهة ثانية، ساهم زواج الملك تشارلز الثاني من الأميرة البرتغالية كاثرين باراغانزا (Catherine of Braganza) عام 1662 في انتشار استخدام الشاي بإنجلترا وإسكتلندا وإيرلندا وبلاد الغال. فخلال تلك الفترة، عرفت هذه الأميرة البرتغالية بحبها للشاي. وقد عمدت الأخيرة حينها لجلب كميات هامة منه نحو الجزر البريطانية عقب زواجها. وبفضل ذلك، انتشر استهلاك الشاي بشكل سريع بهذه المناطق وتحول لأحد أهم المشروبات لدى النبلاء.